...

الصمت جريمة ..


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

نشاهد يومياً على مختلف الفضائيات أهلنا في القدس وبيت لحم والخليل وجنين ونابلس وسلفيت وهم يتصدون بصدورهم العارية لقطعان المستوطنين الصهاينة المسلحين برشاشات ام 16 وحولهم جيش العدو الصهيوني بآلياته المصفحة وجنوده المدججين بالسلاح يقدمون لهم الحماية من حجارة هؤلاء الشباب والفتيات ويطلقون عليهم النار في صدور ورؤوسهم وأرجلهم .. الحجر في مواجهة الرشاش ؟
كما نشاهد جند العدو الارهابيين وهم يسحلون السيدات والفتيات الفلسطينيات من شعورهن دون رادع من أحد .. وكأن النخوة في صدورنا وصدور العرب قد ماتت.
والأكيد أنها ماتت ودفنت منذ عقود.
يطرح بعضنا المقاومة الشعبية ولست ضد هذا الطرح، ولكني أراه ناقصاً، فالمقاومة الشعبية تعني التظاهر والاحتجاج والاضراب .. الخ، والسؤال من يحمي هؤلاء المتظاهرين أو المحتجين من بطش جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين المجرمين الذين يطلقون النار على الصدور ويحرقون أشجار الزيتون والمساجد ويستولون على البيوت ويطردوا منها أصحابها.
أليسوا بحاجة لسلاح يدافعوا به عن أنفسهم ؟ من المفروض أن المستوطنين الصهاينة مدنيون !! فلما يحملون السلاح الناري، ولماذا تزودهم إدارة الكيان الصهيوني بهذا السلاح؟، بالمقابل لماذا لا يتم تزويد أهلنا في القرى والمدن المحتلة بالسلاح أيضاً ليدافعوا بدورهم عن أرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم في غياب الجيش الذي يمكن أن يقدم لهم الحماية، ليكونوا هم المواطنين والجيش معاً.
سؤال قد يرى البعض أنه صعب وأنه قد يفرض حلولاً دراماتيكية ويعيد الاحتلال مجددا للضفة الغربية؟، والإجابة بوضوح وصراحة أليست الضفة محتلة احتلالاً كاملاً ؟، ولماذا لا تقوم السلطة الوطنية بإعلان الضفة محتلة وتحمّل إدارة العدو الصهيوني مسؤولية الحماية والرعاية والتعليم والصحة والاقتصاد والمواصلات .. الخ ، لتنشغل حينها بالعمل السياسي محافظة على بقائها ككيان سياسي تحت الإحتلال ؟ المعادلة ليست سهلة ولكنها ليست معقدة أيضاً، المعادلة بحاجة إلى دراسة من قبل قيادة السلطة الوطنية للخروج بقرار وعدم اضاعة الوقت بالانتظار لأن الانتظار يعين استيلاء جيش العدو وقطعان المستوطنين الصهاينة على مزيد من الأرض وبناء المزيد من المستوطنات وتشريد المزيد من أهلنا خارج بيوتهم وأراضيهم.
وفي ظل غياب الجيش الذي يحمي أبناء الشعب من عدوان جيش ومستطوني العدو الصهيوني لا بد من تسليح أهلنا في الضفة الغربية لتمكينهم من الدفاع عن حقهم في الحياة بكرامة وشرف ولكي لا يواجهوا بصدورهم العارية غدر وبطش العدو، هذا العدو الذي يعيد حساباته فوراً عند رؤية الشعب المسلح.