...

خرابيش على صفيح ساخن


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

خرابيش على صفيح ساخن

بقلم : أبو يسار

26/1/2010

أكتب هذا المقال على ضوء الشموع لانقطاع التيار الكهربائي المتكرر والمتزايد والذي تطول فترات انقطاعه إلى 12 ساعة وقد كان عنوانه خرابيش فقط ، ولكن ازدياد معدل انقطاع التيار زاد من درجة حرارتي فجاءت إضافة الصفيح الساخن لتكون الخرابيش على الصفيح الساخن ، ولعل من نصّبوا أنفسهم ولاة للأمر رغم أنوف السواد الأعظم من الشعب يدركوا ويعوا ما وصل إليه حالنا ، ويحسوا قليلاً بما يعانيه الشعب المغلوب على أمره في كل تفاصيل حياته.

· كـلام في الريـاضــة ..

لأن الرياضة باتت جزءاً من السياسة ، ولأنها باتت تفرّق بدلاً من أن تجمّع .. لا بد أن يكون لها نصيباً من هذه الخرابيش ، لاسيما بعد فوز الجزائر على ساحل العاج وفوز مصر على الكاميرون في بطولة كأس الأمم الإفريقية ، الأمر الذي يفرض لقاء الجزائر ومصر في الدور نصف النهائي ، والخوف هنا أن يبدأ جنرالات الإعلام الخاص في مصر النفخ في الكير قبل أن يتقرر اللقاء وصب الزيت على النار لإشعال الحرب من جديد والتي ما زالت آثاراها مستمرة حتى اليوم .

نريد أن يلتقي الفريقان العربيان كممثلان للكرة العربية في بطولة إفريقيا ، وأن يقدما عرضاً ممتعاً يشرّف العرب أمام الأفارقة ، ولا نريد داحساً ولا غبراء لنشمّت أعداء العرب ، الجزائر استحقت الصعود وفازت على أفيال ساحل العاج بجدارة وكذلك مصر التي روضت أسود الكاميرون وكسرتهم بجدارة ، نريد أن يكون اللقاء بين أبناء الكنانة وأبناء الأوراسي لقاءاً حميمياً الفائز والخاسر فيه منتصر ، يجب أن يرى الفريقان الجزائري والمصري أنهما يمثلان الأمة العربية والقومية العربية وأنهما أبناء وأحفاد جمال عبد الناصر أحمد بن بلا ، نحن كعرب ننتظر هذا من كليهما ، وعلى الصعيد الذاتي فأنا كعربي فلسطيني أعشق مصر وأهل مصر لأني عشقت جمال عبد الناصر ولأن دماء أهل مصر روت ثرى بلادي ولأن مصر فعلت الكثير وتحملت الكثير وضحت بالغالي من أجل بلادي ، وأحب الجزائر لأنني أحببت أحمد بن بلا وتأثرت به عندما كان شاباً وحين بات شيخاً ، وأحب أهل الجزائر الذين قدموا للثورة الفلسطينية سواد عيونهم ومخزون حصالاتهم ، واحتضنت بلادهم مقاتلي الثورة حين عز المكان ، واستقبلت جامعاتهم العلمية وكلياتهم العسكرية آلافاً من الدارسين الفلسطينيين ليتخرجوا كوادراً في ميادين العمل المدني والعسكري ، إذا فازت مصر فنيئاً لها وأنا المنتصر وإذا فازت الجزائر هنيئاً لها أيضاً وأما المنتصر ، أرجو كعربي أن يلتقي الإتحادان المصري والجزائري ويجمعا الفريقين معاً قبل المباراة لنظهر للأفارقة ولشعوب الدنيا أننا عرب الخاسر والفائز منا هم العرب بغض النظر إن كان اسمه مصر أو الجزائر، فهل من مبادرة قبل فوات الأوان؟

· كـلام في السـياســة ..

حاول المسكين بارك حسين أوباما ترويض العاصي بنيامين نتنياهو ولكن الأخير قفز إلى أعلى الشجرة كالقرد وجلس على قمتها ، حاول أوباما إنزاله بكل الوسائل والإغراءات ولكنه فشل ، فاستعان بسلم هيلاري وميتشل وباء بالفشل أيضاً ، ولا زال القرد عاصياً ويخرج له لسانه من فوق الشجرة ، والمسكين أوباما يحاول جاهداً إنزاله ولكن دون جدوى ، قدم له المسكين قطوف الموز وحبّات عين الجمل والفول السوداني لينزل القرد قليلاً فيخطفها من أيدي أوباما وهيلاري وميتشل ويصعد مسرعاً إلى قمة الشجرة رافضاً النزول ، وأوباما المسكين لا زال في حيرة عم أمره وكذلك هيلاري وميتشل فكلاهم لا يجيد ترويض القرود العاصية ، وعلى أوباما أن يستعين بمروض ذو خبرة للتعامل مع قرد شيطان كنتنياهو ، القرد عندما يستعصي على صاحبه يجوعه ويمنع عنه الماء .. حينها ينكسر وينزل صاغراً عن الشجرة ويجلس متحسساً لأقدام صاحبه يقبلها متوسلاً وطالباً الموز والفول السوداني والماء ، متى يدرك أوباما لعبة القرود وعملية ترويضها ؟، عندما يدرك ذلك إذا كان جاداً في ترويض قادة العدو الصهيوني عليه أن يهددهم فقط بوقف اعتمادات القروض والتسليح والدعم حينها سينزلون جميعاً عن الشجرة ويتمسحون بحذائه وليس بقدمه .

· النعوش الطــائــرة ..

من أهم حسنات الأنفاق أنها أدخلت إلينا عشرات الآلاف من النعوش الطائرة التي تنقل أبنائنا للموت بأقصى سرعة، والنعوش الطائرة يا سادة يا كرام هي الدراجات النارية والتي بات عددها في المدن والبلدات والقرى وهي تزأر طائرة أكثر من عدد المشاة في الشوارع ، كنت أزور صديقاً في المشفى يرقد في قسم العظام فهالني المنظر ، القسم ممتلئ بحالات عجيبة .. كسور في الجمجمة وأخرى في الكتف وأخرى في القفص الصدري وكسور في الحوض والفخذ والساق .. مناظر رهيبة وفظيعة ، وعندما سألت طبيباً أعرفه في القسم إن كانت حرباً قد تجددت دون أن ندري فقال ساخراً إنها حرب الموتورسكلات ، شباب يافع ومراهق يمتطي ظهر الدراجة النارية دون خبرة ودون اللباس الخاص بسائق الدراجة كالخوذة والسترة الواقية ويطير بها فيدخل في سيارة أو حائط أو عمود كهرباء أو دكانة أو عربة كارو أو بني آدم يسير غافلاً في الطريق بتكون الحصيلة مئات من القتلى بل أكثر ومئات من المعاقين بل أكثر وتجار هذه اللعبة القاتلة ما زالوا يضخون لنا المزيد من هذه النعوش ، متى يتحرك من نصبوا أنفسهم ولاة للأمر ويوقفوا زحف هذه اللعبة القاتلة وإن لم يفعلوا فمن حقنا أن نتساءل هل لدينا زيادة في عدد السكان والمطلوب إيقاف هذه الزيادة.

· لو كان الفقر رجلاً لقتلته ..

هذا بالضبط ما قاله إمام الأمة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، الفقر بات في غزة هاشم سلاحاً فتاكاً ووباءاً منتشراً كانتشار النار في الهشيم ، عدد الفقراء يتزايد يوماً بعد آخر ، لا عمل من أي نوع ، لا مصانع ولا ورش للبناء ولا شركات تستوعب الخريجين ولا زراعة نافعة بسبب نقص المياه وملوحتها الزائدة ونقص الأدوية والمعدات الزراعية ، والفلاح الذي اعتمد على الأرض بات عاطلاً عن العمل ، والمقاول متوقف عن العمل لعدم توفر الاسمنت والحديد والخشب ، وكذلك النجار والحداد والورش لا تعمل لنفس الأسباب ، أين يذهب الناس وماذا يفعلوا ليتمكنوا من مواصلة حياتهم ، فئة الموظفين رواتبها لا تكاد تكفيها لكي تقوم هذه الفئة بمساعدة غيرها من ذويها وأقاربها ، والحكومة الرشيدة تنام في العسل ، ولعلنا هنا نقع في المحظور لأن الحديث عن الحكومة يعني تجاوز الخطوط الحمراء ويعني من وجهة نظرها تطاولاً وقذفاً لا علاقة له بالنقد البناء وقلة أدب وليس حرية تعبير ، ولكن من حقنا التساؤل هل كتب على شعبنا الغلبان أن يظل متسولاً على كوبونات CHF ومنظمات الإغاثة الدولية والصدقات وأموال الزكاة التي يقدمها المتعاطفون مع شعبنا كقوافل شريان الحياة وغيرهم .

· وأخيراً ليس من عادتي أن أقرأ التعليقات على ما أكتب ، ولكن صديقاً اتصل بي وأبلغني أن بعض القراء قد وجهوا لي أسئلة في هامش التعليقات في صحيفة دنيا الوطن التي أنشر فيها أحياناً مقالاتي ووجدت لزاماً عليّ أن أجيب .

1- القاري العزيز نبيل الذي سألني ماذا قدمت الجزائر لفلسطين .. أعتقد أن الخرابيش أجابت على سؤال القارئ.

2- القارئة العزيزة مرام .. بإمكانك الحصول على وثائق وأفلام عن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر من خلال زيارة لمكتب الحزب العربي الناصري في القاهرة أو زيارة صحيفة العربي في الأوظوغلي بالقاهرة ، أما فيلم لموا الكراريس فهو موجود على تلفزيون بي بي سي العربي (BBC.ARABIC.com)

3- القارئ العزيز أبو أحمد والقارئة العزيزة أم أحمد من مصر .. لكما التحية والحب ، أنا أحب مصر وأهل مصر وأنا لا أغيب أو أتغيب وإنما ينتابني أحياناً شعوراً بالإحباط عندما أرى أن من نصبوا أنفسهم ولاة علينا في واد ونحن أبناء الشعب في واد آخر .. ولكني أنهض مجدداً وأقول لا بد أن نقاوم ومثلي الآن لا يمكنه المقاومة إلا بالكلمة ، والكلمة أحياناً ممنوعة ، أما سؤال العزيزة أم احمد عن الكاتبة إحسان الفقيه فهي كاتبة شابة فلسطينية واعدة وصادقة وتستحق الثناء يا أم أحمد .