...

رأي في كلمة


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

رأي في كلمة

        بقلم أبو يسار

19-8-2013

* لا تدخل السياسة في الدين لأنها ستفسده ولا تدخل الدين في السياسة لأنه سيفسدها.

* في كل العالم الحكومات تصنع ألام الناس, أما الأحزاب فتتاجر بألأم الناس وتعيش عليها.

* من يغلّظ الأيّمان كثيراً ويقسم بالله العظيم كثيراً أثناء حديثه يكذب كثيراً، ولأنه يعرف أنه يكذب يكون على يقين بأن من يسمعه يدرك أنه كاذب، لذا يقوم بتغليظ اليمين ويقسم بالله العظيم بين جمله وأخرى لكي يصدقه المستمعون.

* كنت أصدق الجنرال السيسي حتى آخر خطاب له يوم الأحد 18-8 حيث بت على يقين بأنه يكذب، لقد اقسم بالله العظيم أثناء حديثه لضباط الجيش والشرطة معا والذي استمر قرابة عشرين دقيقة إحدى عشر مرة ؟!.

* أينما كنت في أي بلد من هذا العالم احذر من تصديق روايات وزارة الداخلية حتى ولو كان وزيرها شيخاً أو قساً، ففي وزارة الداخلية في أي حكومة هناك متحدثاً باسمها.. قبل أن تعينه الداخلية يجري تدريبه على فن صناعة الأكاذيب المقنعة.

* من يكذب مرة واحدة يكذب بعد ذلك مراراً، ومن يخون الأمانة يسهل عليه خيانة الوطن، والشخص الكذاب هو أكثر الناس استعداداً للخيانة.

* الجنرال السيسي أقسم بالله العظيم أنه لم ينسق عربياً ودولياً مع أي كان عندما قام بانقلابه يوم 3/7، ونسى أنه قال لصحيفة نيوزويك الأمريكية يوم 18/7 أنه كان على اتصال يومي بالهاتف مع نظيره الأمريكي هافل منذ يوم 30/6 وحتى 3/7؟، ترى هل كانا يتبادلان حديث الصباح والنكات وأسعار البورصة؟، يضاف إلى ذلك أن الإعلان العاجل بالاعتراف بما أقدم عليه الجنرال السيسي من قبل حكومتي السعودية والإمارات والذي جاء بعد خطاب الجنرال الشهير يوم 3/7 بعشرين دقيقة، والذي لا يمكن أن يصدر عن أي حكومة إلا بعد دراسة ومشاورات ووقت للتأمل وبالتحديد من دولة كالسعودية اعتادت في كل ما يجري حولها أن تدرس وتتأمل ثم تصدر الموقف الملائم، هذا يؤكد أن هناك تنسيقاً مسبقاً سبقه تفاهم واتفاق على هذا الإجراء، وللناس عقول يجب أن لا نلغيها.

* الدم لا يجلب إلّا الدم، ومن يقتل فرداً لا يهمه إذا قتل ألفاً، ومن يقتل ألفاُ لا يهمه إذا قتل مليوناً من الناس، وعندما تسفك الدماء يصبح كل شيء مباح، هذا هو حال مصر اليوم.

* أعجب من هؤلاء البشر الذين يُطلق عليهم إعلاميون.. كيف يتشّفون ويشمتون في الموت؟ وكيف يحرّضون على القتل وسفك الدماء، إنهم يملأون القنوات الفضائية المصرية الخاصة والرسمية.

* منذ بداية إدراكي ووعيي السياسي وبالتحديد في الثامنة عشر ة من عمري ضد الإخوان المسلمين كوني أنتمي للفكر الناصري ولكني أرفض بشدة أن يعتدي بلطجية في حماية الجيش والشرطة بالهراوات والأحذية على شيخ عجوز لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام مسجد الفتح برمسيس يوم 17/7 ويلقوه أرضاً والدماء تنزف من رأسه ووجهه وتصفيق الجمهور لهذا العمل المقزّز.. لقد ذهبت الأخلاق والقيم وحتى الرجولة، (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت …….. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا).

* امتلأت القنوات الفضائية المصرية الخاصة والمصرية بما يسمى برامج (التوك شو) وبات قطاع كبير من دعاة الثقافة والفكر والسياسة (ممن يطلقون على أنفسهم محللون سياسيون وخبراء إستراتيجيون ومفكرون) باتوا يعتاشون على الحكي والعلك والكلام الفارغ ليقبضوا بعد تلك الساعة التي يقضوها في البرنامج شيكاً دسما بالمبلغ المقرر لا يهمهم ما قالوه من أكاذيب وأباطيل وتخاريف تصنع الفتن وتحض على الكراهية وتزيد الأحقاد (المهم السبوبة يعني الارتزاق وخلّي الناس تاكل بعض) وكثير من هؤلاء الأرزقية كتاب وصحفيون ولواءات جيش وشرطة متقاعدون.. يعني أقدامهم على حافة قبورهم.. ولا يتذكرّون الله؟ ولكن الفلوس تعمي البصر والبصسرة.

* من المؤسف أن تمنح فضائيات مصرية خاصة ورسمية مساحات واسعة من الهواء في برامجها لعاهرات نعم عاهرات يتحدثن من خلالها في الدين والعقيدة والفكر والسياسة والثقافة؟ فمنذ متى كانت إلهام شاهين ويسرا وإيناس الدغيدي وهالة سرحان أساتذة في العقيدة وعلوم الاقتصاد والسياسة ومتى كن صاحبات فضيلة وثقافة وفكر؟! فماذا تقول الراحلات هدى شعرواي ومفيدة عبد الرحمن وعائشة راضي وحكمت أبو زيد إذا عدن للحياة؟!.

* بالرغم من تناقضي مع جماعة الإخوان إلا أنني ضد الانقلاب على الشرعية في مصر ولا أستطيع نفسيا وعقلياً أن أتفهم هذا الانقلاب لمن شاء أو آبى هو انقلاب بكل معاني الانقلابات العسكرية الاستيلاء على السلطة واعتقال الرئيس المنتخب وإلغاء الدستور وإعلان الأحكام العرفية يؤكد أنه انقلاباً كاملاً متكاملاً، لقد ضرب التجربة الديمقراطية الأولى في مصر في مقتل، وأنا أكثر من يعرف عقل العسكر وتفكيرهم، ففي العقل العسكري لا مجال للتفكير أو الرأي أو الديمقراطية إنما السائد هو فكر ومفهوم الأمر والقوة، لذا دائماً في الدول الديمقراطية يبعد الجيش ورجال الجيش عن السياسة (حتى وزير الدفاع يعين من السلك المدني وليس من السلك العسكري)، إذا أمسك الجيش بالسلطة غابت الديمقراطية وغاب معها العمل السياسي وحرية الرأي والتعبير والأحزاب وباتت البلاد تسير بالأوامر فقط وتحكّم الأجهزة الأمنية المفزعة في حياتها اليومية. لقد أخطأ الجنرال السيسي عندما زج بالجيش في أتون هذا الصراع ليكون مع طرف ضد طرف لقد بإمكانه ترك عملية إسقاط شرعية الرئيس من خلال الشعب حيث العصيان المدني، حينها سيجبر الرئيس على الاستقالة سلميا ويظل الجيش بعيدا عن عملية الصراع الدموي الجاري حالياً ولكنها خطيئة الجنرال.

* أستوعب موقف حكومة الإمارات من جماعة الإخوان ولديها ما يبرر هذا الموقف فهو قديم منذ الراحل الشيخ زايد، علماً بأن الشيخ زايد رحمه الله وأبنائه والعديد من حكام الإمارات يدينون للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وأساس حبهم لمصر كان بسبب حبهم لعبد الناصر الذي كان سببا رئيسيا في حصول الإمارات على الاستقلال وتحررها من الاستعمار البريطاني، أما الغريب والغير مستوعب فهو الموقف السعودي الذي دعم وأيد وموّل جماعة الإخوان في الخمسينات والستينات ضد الزعيم الراحل عبد الناصر ويدعمهم الآن ويسلحهم ويمولهم جهاراً نهاراً في سوريا في الوقت الذي يدعم الجنرال السيسي ضدهم والآن أيضاً في مصر؟!.

 

* اللهم أحقن دماء المسلمين وانصر الحق على الباطل يا ناصر الحق فأنت أعلم بما في القلوب، اللهم جنبنا الفتن والقتل والخراب وألطف بنا وبالأمة الإسلامية في كل بقاع الأرض والحمد لله.