حروف بالقلم الأحمر
أسامة عبدالستار موسى الفرا
التفاصيل
حروف بالقلم الأحمر
بقلم : أبو يسار
10/11/2012
- لا زالت دماء الأشقاء في سوريا تسيل ولا زالت أجسادهم تتشظى بفعل ثالوث الإرهاب المتوغل في الجهل والإجرام والحقد ضد العروبة والإسلام معاً، ثالوث شيطاني لا يعرف أخلاقاً ولا ديناً ولا يمتلك الضمير، اجتمع على الغل والكراهية للأمة العربية والإسلام الصحيح ليمزق سوريا آخر القلاع العربية الصامدة، ويقطّع شعبها المتآلف بكل مكوناته القومية والمذهبية المناصر لقضايا الأمة فكراً وسلوكاً وممارسة، هذا الشعب الوحيد والمتفرد في البعد كلياً عن العصبوية والتعصب والقطرية المحدودة، هذا الشعب المكون من قوميات وديانات ومذاهب متعددة، لا يستطيع المرء إذا عاش في وسطه أن يلمس أو حتى يتعرف إذا كان جيرانه من السوريين مسيحيين أو مسلمين أو لأي مذهب أو طائفة ينتمون لأن انتماءهم جميعاً للوطن، واصطفافهم من أجل الوطن وليس من أجل المذهب أو الطائفة، كلهم يؤمن أن الدين لله والوطن للجميع، وكلنا يعلم أن سوريا الأم والشقيقة الكبرى لنا جميعاً ومنذ مطلع القرن الماضي لا تعرف فكراً ولا منهاجاً إلا الفكر والنهج العروبي القومي، والسوري قد يكون العربي الوحيد الذي لا يحمل رواسب القُطْرية البغيضة فتجده لا يفرّق بين عراقي أو مصري أو جزائري أو يمني، والسوريون هم أكثر شعوب الأمة العربية مصاهرة للعرب يزوجون ويتزوجون دون حساسيات الجهل والجاهلية، ولأنهم هكذا لا بد أن يدفعوا الثمن على أيدي جاهلية العرب في العصر الحديث ثالوث الإرهاب الملعون ليكفروا بأمة العرب والعروبة والإسلام، وسوريا هي القطر العربي الوحيد الذي يدخله أي عربي بدون تأشيرة دخول ويقيم فيه ما شاء دون تصريح إقامة ويدرس فيه أي طالب عربي مجاناً.
هؤلاء القادمون من الجاهلية والداعمون لهم من أنظمة الخليج الخشبية والإدارة الأمريكية الصهيونية وعميلها العثماني الجديد أردوغان سينكسروا بإذن الله أمام إرادة وصلابة ووعي شعبنا في سوريا الأم الشقيقة الكبرى، حفظ الله سوريا وشعبها من هؤلاء المرتزقة القادمين من الجهل والجاهلية ليعودوا بها من النور إلى الظلمات والتجهيل.
-
من يلعب بالنار لا بد أن يكتوي بها .. وأنظمة الخليج الخشبية لعبت بالنار عندما فتحت خزائنها ومستودعات أسلحتها لتجنيد ودعم وتسليح مجموعات المرتزقة الإرهابية التي تضرب في سوريا وتريق دماء السوريين الأشقاء وتدمر البنية التحتية حقداً وغلاً وتصفية حسابات إقليمية ضيقة، ولأن السحر ينقلب على الساحر فها هي تلك الأنظمة تتعرض لفعل تلك الجماعات الإرهابية، وكما قال العرب قديماً بأن أول الغيث قطرة ( وليست قطر ) فقد اعترفت السلطات السعودية وباقتضاب شديد بوقوع 3 عمليات إرهابية الأولى بسيارة صهريج مفخخة جرى تفجيرها في الرياض على أحد الجسور والثانية بتفجير استهدف فندقاً في مكة والثالثة بهجوم تعرضت له دورية من الحرس الوطني في جنوب المملكة أدى لمقتل 3 جنود، وأنا كمواطن عربي لا أتمنى لشعبنا الشقيق في المملكة إلا الخير والأمن والأمان ولكن عليهم معرفة حقيقة واضحة بأنهم سيحصدوا نتائج سياسة ونهج حكامهم الذين يفتحون خزائن الشعب السعودي ومخازن أسلحته التي تكلف الميزانية السعودية عشرات المليارات سنوياً تدفع لشركات ومصانع الاسلحة في أمريكا وفرنسا وبريطانيا لتمويل وتسليح تلك الجماعات المرتزقة الإرهابية القادمة من أفغانستان والشيشان وليبيا وتونس واليمن والمغرب وقطر وبلاد الجزيرة لتقتل أشقاءهم في سوريا وتدمر وسائل اقتصادهم وبناهم التحتية، وعليهم أن يدركوا بأن هذه الجماعات حتماً سترتد عليهم عاجلاً أم آجلاً كونها امتهنت القتل والخراب فكراً ونهجاً وسلوكاً، كما أن على الشعب التركي المسلم وجيشه وشرطته والذي يتعرض الآن لعمليات اعتداء وقتل وتفجير سيارات مفخخة وعبوات موقوتة وكمائن مسلحة في أنقرة وماردين وديار بكر وغازي عنتيب الإدراك لحقيقة واحدة تتمثل في أن ذلك نتاج طبيعي لسياسة حكومة الماسوني العثماني الجديد رجب أردوغان ربيب الإدارة الأمريكية الصهيونية المتستر بعباءة الإسلام والدور الذي يمارسه متمثلاً في دعم وتسليح وتدريب جماعات المرتزقة وتسهيل مرورها إلى سوريا لتقتل وتدمر وتخرب وتغتصب وتمارس كل أشكال الجريمة البشعة ضد أهلنا في سوريا.
- الله العزيز الجبار يمهل ولا يهمل وهو شديد الانتقام، غفل هؤلاء الأمريكان وما الله بغافل، تكبر وتجبر هؤلاء الصهاينة الجدد في الإدارة الأمريكية ونسوا أن الله فقط هو الأكبر والعزيز والمنتقم سبحانه وتعالى .. سلّط عليهم تلك الأعاصير فضربهم بآخر إعصار وبالتأكيد ليس الأخير، ضربهم القوي المنتقم بإعصار ساندي فدمر شواطئهم الشرقية وبقيت مدنهم بلا كهرباء 6 أيام وقتل منهم أكثر من 150 شخصاً وألحق بهم خسائر مادية حسب إحصائياتهم الأولية 70 مليار دولار، وبالتأكيد فهم يكذبون ولم يعلنوا الأرقام الحقيقية لأسباب انتخابية كون الإعصار ضربهم في فترة الانتخابات، فهل يتعظ هؤلاء المغفلين المغرورين بأن قوتهم وسلاحهم وأموالهم لا يمكن أن تقيهم غضب العزيز الجبار عليهم؟.
-
في ميانمار بشرق آسيا يتعرض المسلمون لأشد أنواع القهر والتعذيب والتجويع والحرق والقتل والتهجير لكونهم مسلمون فقط، والتساؤل هنا أين دعاة الديموقراطية؟؟ وأين منظمات حقوق الإنسان ؟ وأين مجلس الأمن؟ وأين الدول الإسلامية؟ أين حكام قطر والسعودية الذين يبعثرون الأموال على الفتن والقتل في سوريا والعراق وأين كل من زعم ويزعم ويتستر بغيرته على الديموقراطية والحرية وعلى الإسلام ؟ أليس هؤلاء المقهورين في ميانمار بمسلمين استغاثوا ويستغيثوا كل ساعة وكل يوم بكل ما في بلاد العرب والمسلمين من معتصم .. يصرخون هؤلاء الغلابة المقهورين المطحونين واا معتصماه، ولكن لا حياة لمن ينادي هؤلاء لأنهم ينادوا على صم بكم، يسمعوا ويروا فقط عندما تريد إدارة أوباما والسيدة هيلاري كلينتون.
إنني وغيري لنعجب كيف نغار على الديموقراطية وحرية الشعوب هنا ولا نغار عليها هناك؟ إذا كانت دوافعنا سليمة وحقيقية ومجردة من الغل والحقد وتصفية الحسابات والإذعان للعدو الذي يرسم ويخطط لنا فننفذ صاغرين طائعين تاركين مخافة الله سبحانه وتعالى خلف ظهورنا ناسين حقيقة الموت وحقيقة القبر وحقيقة الوقوف أمام العزيز الجبار حين السؤال ترى بماذا سيجيب حينذاك حكام العرب والمسلمين وإلى متى ستظل شعوب هذه الأمة تعتقد بأكاذيبهم؟ ومتى ستخرج هذه الشعوب وفي الخليج تحديداً تصرخ في وجوههم الكالحة ( كذاب يا خيشة ).