لقاء السبت

نقــــــــــــــــــــــــاط فاصــلـــــــــــــــــــــــــــــــة

بقلم : أبو يسار

ý  الراحل هواري بو مدين ( وهو من أهم قيادات الثورة الجزائرية قبل أن يكون رئيساً للجزائر) قال في حوار مع إريك رولو الكاتب الفرنسي الشهير أجراه عام 1976 .. أنا مع الثورة الفلسطينية ظالمة أو مظلومة ، وعندما سأله الكاتب الفرنسي أنه يدرك موقف الرئيس عندما يكون معها وهي مظلومة ولكنه لا يفهم أن يكون معها وهي ظالمة ، فأجابه الزعيم بو مدين أن الثورة الفلسطينية ظاهرة نبيلة وحركة مقاومة مشروعة وثورة من أجل الحرية والاستقلال واستعادة الحقوق المسلوبة ، لا يمكن أن تقع في خانة الظالم ، وهنا أستعير من الراحل بو مدين مقولته الشهيرة لأؤكد أنني مع حزب الله ( كحزب مقاوم من أجل التحرير واستعادة الحقوق اللبنانية في مزارع شبعة المحتلة والتصدي للمشروع الصهيوني في المنطقة ) ظالماُ أو مظلوماً ، كوني على يقين بأن أبطال المقاومة اللبنانية الذين حرروا الجنوب اللبناني وكسروا هيبة جيش العدو الصهيوني وأجبروه على الفرار من الجنوب ، وحرروا الأسرى اللبنانيين والعرب لن يكونوا في موقع الظالم أبداُ ، حركات التحرر والمقاومة دائماً في موقع الحق والعدل تحارب الظلم والقهر.

ý   يؤخذ على الأنظمة العربية موقفها السلبي والظالم من حزب الله ، واتهامها له بأنه واجهة إيرانية ؟!، كان الأجدى بتلك الأنظمة أن تجعله واجهة عربية ( فيما إذا كان فعلاً واجهة لإيران ) ، فحزب الله المقاوم ورمز المقاومة والتحرير في لبنان لم يرفض يوماُ أي دعم لوجستي أو مالي أو عسكري أو سياسي من تلك الأنظمة الرسمية التي تعادي من يقاوم المخططات الأمريكية ويقاتل العدو الصهيوني ، ولم يجد حضناً عربياً دافئاً فلماذا يرفض دعماً لوجستياً وعسكرياً ومالياً من إيران؟.

ý  الموقف المصري جرّاء اكتشاف خلية تابعة لحزب الله تستخدم الأراضي المصرية في عمليات لوجستية تتعلق بدعم المقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة موقف مبالغ فيه بشدة ، والموضوع لا يستحق هذه الحملة الشرسة التي ينفذها النظام المصري تعبوياُ وإعلامياً وسياسياً ومخابراتياً ضد حزب الله ، والمثير للجدل تجاه الموقف المصري أن أجهزة الأمن المصرية تكتشف وبشكل مستمر نشاطاً معادياً تنفذه خلايا تابعة للموساد الصهيوني على الأراضي المصرية ، ويجري معالجة ذلك سراً بعيداً عن وسائل الإعلام ، ولا يقوم النظام المصري بشن أي حملات تعبوية أو سياسية ضد العدو الصهيوني ؟! أليس هذا مثيراً للشكوك والجدل؟؟.

ý  السيد أحمد أبو الغيط ( وزير الخارجية المصري ) وعلى إثر اكتشاف خلية حزب الله العاملة على الأراضي المصرية قال ( أن مصر لن تكون وصيفة للملكة الإيرانية لأنها السيدة الأولى في المنطقة ، وأن حزب الله يختبئ في الضاحية ويدّعي المقاومة ، وأن سيادة ومصلحة مصر فوق أي اعتبار ) .. نعم يا معالي الوزير نريد أن تكون مصر هي السيدة الأولى في المنطقة ولا نريدها وصيفة لأحد ، لماذا يقبل معالي الوزير أن تكون مصر وصيفة للملكة الأمريكية ووصيفة للملكة الصهيونية ؟، فالوصيف إذا قبل بهذا الموقع لا يهمه أن يكون وصيفاً لمن ؟، وإذا كان الأمر كذلك فالأشرف لمعالي الوزير ( الذي قال عنه الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم في حديث تلفزيوني بأنه وزير إمعة ولا يدري من أي داهية أتوا به ليكون وزيراً للخارجية ) أن يكون وصيفاً لإيران لا لأمريكا أو العدو الصهيوني ، أما اتهامه لرجال حزب الله أبطال المقاومة اللبنانية الذين خبرتهم الأمة العربية قولاً وفعلاً بأنهم يختبئوا في الضاحية ويدّعوا المقاومة فهذا أشد أنواع العيب ، وإن عبّر عن شيء فإنما يعبّر عن حجم جهل هذا الوزير ، وحول سيادة ومصلحة مصر فنحن أول من يدعم السيادة المصرية ونعتبر المصالح المصرية مصلحة قومية عربية ، ولكن السيادة والمصالح القومية لا تتجزأ أبداً ، ولا يجوز أن نتغنى بهذه السيادة والمصالح في مواقف محددة ، ونصمت ونغمض أعينا عنها في مواقف أخرى ؟، أين كانت السيادة المصرية والمصالح العلية لمصر حين دمّر الطيران الحربي الصهيوني مفاعل تموز النووي العراقي عام 1981 وأين هي تلك السيادة حين تم احتلال العراق وتدميره ، وأين هي تلك السيادة والسودان توأم مصر مهدد بالتقسيم ، وأين هي المصالح القومية العليا لمصر والعدو يحاصر غزة ( العهدة المصرية ) بعد أن قام بتدميرها وحرقهـا؟؟! والله عيب عليك يا معالي الوزير.

ý  لم أفهم الموقف الانتهازي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر ، حاولت إيجاد مبررات لذلك الموقف المعيب ، فلم أستطع ، رغم أنني لا أستغرب هذا الموقف حيث الغاية عندهم تبرر الوسيلة فهذا طبعهم وهذا ديدنهم ، انبرت جماعة الإخوان في مصر للدفاع عن سيادة مصر وأمنها القومي ومصالحها العليا جرّاء اكتشاف خلية حزب الله الناشطة على الأراضي المصرية لدعم المقاومة الفلسطينية لوجستياً ، ترى ما هو رأي فصائل المقاومة الفلسطينية وبالتحديد ما هو رأي حركة حماس التي تعتبر نفسها الوجه الآخر لجماعة الإخوان في فلسطين.

ý  تحية عربية للتيار الناصــــــري في مصر والذي يشكل جزئاً لا يتجزأ من التيار القومي العربي لموقفه الرافض للحملة الظالمة التي يشنها النظام المصري على حزب الله ، والذي أعتبر أن دعم حزب الله للمقاومة الفلسطينية عملاً مشروعاً وأن الأراضي العربية وفي مقدمتها الأراضي المصرية يجب أن تكون مفتوحة أمام كل عمليات الدعم والإسناد للمقاومة الفلسطينية ، وهنا أتساءل عن الفرق الشاسع بين موقف التيار الناصري المشرّف وموقف جماعة الإخوان المعيب؟.

ý  اشتراط الرئيس أبو مازن باعتراف حكومة العدو الحالية بحل الدولتين ومنظمة التحرير وكل الاتفاقيات التي وقعتها الحكومات الصهيونية السابقة مع منظمة التحرير ، لاستئناف المفاوضات معها يعتبر الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح ، وعلى جامعة الدول العربية دعم هذه الخطوة بقوة ، من خلال تهديدها بسحب مبادرة السلام العربية أو تجميدها حتى توافق حكومة العدو على الشروط العربية .