أئمة الكراهية والتخوين..؟
أسامة عبدالستار موسى الفرا
التفاصيل
بقلم : أبو يسار
بداية أنا لست فقيهاً ولا شيخاً ، ولم أتخرج من كليات الشريعة ، ولكنني أعرف جيداً أمور ديني ، وأقرأ القرآن بشكل منتظم وأطالع الحديث والسيرة ، وأزعم أنني أعبد الله عن وعي إيماني ويقين ، ولا أعبده عن جهالة كالكثير ممن نراهم اليوم يحملون لقب ( شيخ ) دون أن يتخرجوا من كليات الفقه والشريعة أو حتى لم يحصلوا على التعليم الثانوي ، ويعتلوا المنابر ويحملوا لقب ( أئمة ) !!؟؟ ، شباب صغار السن بعضهم لم يبلغ العشرين ربيعاً ، ولا يتعدى مؤهل الكثير منهم حفظ جزء أو اثنين من القرآن ، حفظاً أصماً دون معرفة بالمعنى أو التفسير.
هؤلاء الشباب باتوا يشكلون ظاهرة خطيرة لابد من التوقف أمامها ، لمعالجتها بحكمة وحزم قبل أن تترك آثارها السلبية تتفشى في المجتمع ، كونهم يصعدون المنابر أيام الجمعة ، يخرجون عن أصول ومعاني وأهداف خطبة الجمعة ، ويصيبون المصلين بالألم والصداع والغثيان ، ويبثون الفتنة ، ويقولون كلاماً مغمساً بالحقد والكراهية ، بعيداً عن روح الإسلام الحنيف وأخلاق سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، يشتمون ويلعنون ويصفون المسلمين المصلين بالمنافقين ، فيكرهوهم في المساجد ، أعوذ بالله منهم ومن أقوالهم ومن أفعالهم.
لقد خاطب الله جل جلاله رسوله الكريم بقوله :(( لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك))
إن الإسلام هو دين السماحة والمحبة والإخاء ، وليس ديناً يدعو للتطرف والحقد والكراهية والاعتداء ، ألم يسمع هؤلاء الموتورين قوله تعالى (( أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ))
ألم يسمع هؤلاء قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليس المسلم بطعان ولا لعان ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، ألم يسمع هؤلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أنّب غاضباً أحد صحابته لأنه قتل مشركاً قال لا اله إلا الله قبل أن يهوي عليه بالسيف وعندما أبلغه الصحابي أن المشرك قالها خوفاً كي ينجو من القتل فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم أأنت في قلبه .. أي أتعلم ما يخفي في صدره
في إحدى خطب الجمعة صعد شاب يافع المنبر وأخذ يجلد المصلين بلسانه الذي يشبه السوط ، كان يصرخ فيهم مستخدماً لسانه الفظ ويداه تتحركان فوقاً وتحتاً كمن يشير بالوعيد والتهديد ، يلعن ويطعن ، والله ما رأيت خطيباً في حياتي كهذا الشاب المنفّر ، وأجزم أنه لو لم تكن الصلاة صلاة جمعة لخرج جل المصلين من المسجد
وفي جمعة أخرى صعد أحد هؤلاء الشباب المنبر ليتحدث عن الصنم الأكبر وعبادة الناس لهذا الصنم؟.. وبعد أن أسترسل هذا الشاب المثير للشفقة تبين أن الصنم الأكبر المشار إليه هو ياسر عرفات .. وهنا لا بد من الإشارة أن ياسر عرفات لم يكن صنماً وإنما كان رمزاً وطنياً أحبه الناس ، لم يعبده أحد ، اتفق معه الكثير واختلف معه القليل ، له ما له وعليه ما عليه ، عمل طيلة حياته لقضية حملها على كاهله عاش من أجلها ومات لأجلها ، اجتهد فإن أصاب فله أجرين ، وإذا أخطأ فله أجر الاجتهاد ، والجدير ذكره أنا هذا (الخطيب) يجهل أن ياسر عرفات كان سبباً رئيسياً في صعوده هذا المنبر ، وعلى هذا ( الخطيب ) وغيره من أقرانه أن يفكروا في حقيقة هذا الأمر ليقروا بفضل هذا الرجل
وتناول (خطيب آخر) الرئيس أبو مازن واصفاً إياه بــ (الخائن والمنافق ) ولا أدري كيف يصدر هؤلاء هذه الأحكام؟.. هل شقوا الصدور وقرؤوا ما في القلوب ؟ وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن أبو مازن لأنه ليس في موقع الاتهام ولا ينتظر من يدافع عنه ، فعمله ونشاطه ومواقفه واضحة كضوء الشمس لا يعمل في الخفاء ويعلن ما يريد ويمارس ما يرى فيه مصلحة لشعبه وقضيته التي عمل ويعمل لها منذ عام 1958، ونذكر هؤلاء أن أبو مازن مسلم سني من أبوين مسلمين سنيين موحد ومصلي وصائم وحاج بيت الله ومزكي ، ولا أملك إلا القول لهؤلاء المساكين الشتامين ( اتقوا الله )
إن كثيراً من هؤلاء ( الخطباء ) يثيرون الشفقة والاشمئزاز معاً عندما يصفوا جموع المصلين بالمنافقين ؟ ولا أعرف إن كان هؤلاء ( الخطباء ) قد أجبروا هؤلاء المصلين للحضور للمساجد، ولا أعرف أيضاً إن كان هؤلاء المصلين قد حضروا للصلاة خوفاً أو مجاملة .. إن من يجهز نفسه للصلاة يوم الجمعة ويحرص على الذهاب للمسجد قبل موعد الأذان إنما يذهب للوقوف بين يدي الله عز وجل يعبده وحده وخوفاً منه وحده جل جلاله ، لا ينتظر شكراً أو أجراً من أحد بل الأجر عند الله سبحانه وتعالى ، وأعود وأقول لهؤلاء المساكين اتقوا الله ، ولا تدفعوا الناس لاعتزال المساجد ، ولا يجوز قطعاً أن نصف مسلماً مصلياً بالمنافق
مما تقدم نجد أنفسنا أما تساؤل هام وكبير .. هل السبيل للتخلص من ألسنة وتوصيف هؤلاء ( الخطباء ) أن يكون الفرد منا عضواً في جماعة بعينها لكي يصبح مؤمناً ؟؟؟، إن الطريق إلى الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى جماعة وسيطة ، فالقرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هما أقصر الطرق إلى الله
لا إله إلا الله & محمد رسول الله