...

رسالة توضيحية


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

رسالة توضيحية

م.مشير قاسم الفرا

الأحباء أعضاء وزائري موقع الفرا المحترمين والمحترمات:

 

أكتب لكم لأشكركم على مشاعركم الطيبة وإهتمامكم بقضية المركبين اللذين كان لي شرف المشاركة بهما وأحب أن أوضح شيئا أؤمن به كثيرا: جميعنا مقصرون مهما فعلنا فأشعر الآن أكثر من أي وقت مضى بأن عليَ العمل وبصورة أكبر بكثير لأجل قضيتنا العادلة ولكشف الوجه القبيح والإجرامي لدولة إسرائيل والتي للأسف ما زالت تعامل كالدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط من قبل معظم حكومات العالم المتنفذة.

 

أحب  ايضا أن أوضح التالي بخصوص المعتقلين السياسيين كون هذا الموضوع تم طرحه في موقع الفرا المحترم:

دعانا السيد/ إسماعيل هنية لزيارته لتناول طعام الغذاء معه في منزله بمخيم الشاطيء يوم الأحد 24/08/2008. وقبل تناول طعام الغذاء قام السيد/إسماعيل هنية بتقليدنا وسام كسر الحصار لكل منا. عند إستلامي الوسام طلبت التحدث وقلت بالحرف الواحد " أشكرك كثيرا وأنا سعيد باستلامي هذا الوسام ولكن التكريم الحقيقي لنا كمجموعه -غزة الحرة- هو أن تصدر أوامرك الآن بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ممن لا يوجد ضدهم أي تهم. لا يجوز أن يعتقل أي فلسطيني على خلفية انتماؤه السياسي. انني أدين جميع أنواع الإعتقال السياسي سواء في الضفة الغربية أو هنا في قطاع غزة " عندها قام أبو العبد هنية بإمساك يدي وقال لي بحرارة شديدة "ان شاء الله .. ان شاء الله ..ما تقلقش".

وبعدها سألتني زميلتي "تيريزا"  من اسكتلندا عن فحوى ما قلته وعند تسلمها الوسام قالت لهنية : "أنت رجل شريف وأكرر ما قاله رفيقي مشير وأطالبك بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في قطاع غزة". عندها قال هنية :"أناشد الجميع الإفراج عن المعتقلين السياسيين !!

بعدها تحدثت أنا وأختي "د.منى" مع سعيد صيام وطلبنا منه نفس الشيء فقال لنا "ساعدونا في الضفه وسنفرج عن المساجين السياسيين هنا. عندها قلت له يا أخ أبو مصعب هناك مثل بيقول "خطآن لا ينجم عنهما الصح" فما لنا والضفة نحن نتكلم عن قطاع غزة ومساجينه السياسيين.

الحق يقال أن إسماعيل هنية شخصية محترمة جدا ومتواضع إلى أبعد الحدود ويعرف كيف يخاطب ويتعامل مع الناس وقد قال لإحدى اليهوديات الألمانية "إيديت لوتز" "عندما عرفت نفسها أنها يهودية " فقال"نحن مشكلتنا ليست مع اليهود بل مع الإحتلال" وهذه رساله في قمة الذكاء أتمنى أن يكررها جميع القادة الفلسطينيين.

وفي رأيي أن إسماعيل هنية هو الوجه المشرق لحماس وبدونه لن يكون لحماس هذه الشعبيه لأنه وبكل بساطه بشوش الوجه ويتعامل بالحكمه وليس بالفظاظة.

 

وبعدها بيومين قمت بزيارة أخي الدكتور أسامة في سجن المشتل بعد أن رتب الزيارة الأخ العزيز الأستاذ محمد عبدالخالق الفرا مشكورا وهذا واجبي تجاه أخ عزيز إنسان مظلوم, ومعتقل سياسي أرفض ما حدث له بالمطلق.

كان لقائي بالأخ أسامة حارا وتطمئنت عليه وأكد لي أنه يعامل معاملة حسنة, فقط في خان يونس كانت المعاملة سيئة ولكنها تحسنت في المشتل. ورافقني في الزيارة إبن أختي محمد أحمد ورامي راغب والصديق العزيز محمد مروان الأغا إذ كانوا معي بالصدفة عندما بلغت أن بإمكاني زيارة الأخ أبو العبد الذي أتمنى له الإفراج السريع والتعويض المعنوي عن كل أذى لحق به.

بعد زيارة الدكتور أسامة طلبت زيارة محافظ غزة الأستاذ محمد القدوة "أبو مجدي" وسمحوا لي وكان لقاء جيدا تطمئنت فيه عليه من الناحية الصحية إذ أن أسرته أبدت لي خوفها عليه عند زيارتي لهم ومشاركتي في الإعتصام داخل منزله للمطالبه بإطلاق سراحه. وبالمناسبه هو رجل في منتهى الأدب واللباقة وقد أبلغته أيضا رفضي المطلق وزملائي في "غزة الحرة" لاعتقاله وباقي رفاقه ومنهم الدكتور أسامه بالطبع.

للإخوة اللذين علقوا بالقول أنه من المفروض أن أطالب فقط بالإفراج عن الدكتور أسامه أقول أختلف معكم فالموقف الأقوى هو المطالبه بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين وان كان للدكتور أسامه مكانه خاصه عندي كونه صديق وقريب عزيز وللعلم عند لقاءنا بهنية قال لي الكثير من مرافقيه "نحن نعلم أنك تقصد الدكتور أسامة بالتحديد ولا تقلق فسيفرج عنهم قبل رمضان ", وللأسف لم يحدث هذا. وجهة نظري الراسخة هي أنه عندما تخدم قضية عامة فأنت وبطريقة غير مباشرة تخدم مجتمعك كله بما فيه عائلتك.

بقيت نقطه واحدة: قوة ما حدث من كسر للحصار لا يمكن أن نقيمها بحجم المراكب أو الفائدة الفعليه بل تكمن في رمزية العمل فبالفعل تم كسر الحصار دون إذن أو حتى إعتراف بشرعية اسرائيل في المياه الإقليمية والدولية المقابلة لغزة وكما قلت وكررت للصحافة كثيرا: انها المرة الأولى التي أدخل فيها غزة دون ذل وتصاريح ومعابر واهانات ورغم أنف الإحتلال الإسرائيلي.

كم شعرت بسعاده عندما علمت أننا أول قوارب تدخل قطاع غزة منذ عام 1967 بل وذهب البعض للقول انها المرة الأولى في تاريخ قطاع غزة.أتمنى أن نكون قد حركنا المياه الراكده وأن يتبع الآخرون مثلنا خاصة من العالم العربي والإسلامي وأن يفتتح بالفعل خط بحري بين العالم وقطاع غزة.

أما حكام العرب فبالرغم من أنه لا حياة لمن تنادي فمن يعلم قد يضطرون إن ضغطت الشعوب العربية أن يسمحوا برحلات بحرية كتلك التي كنت جزءا منها.

 

واكرر ما قلته على ضريح والدتي الحبيبة "ليلى" صباح المغادرة:

"حرموني وداعك والقبلة الأخيرة وهاأنا أزورك رغما عنهم"

 

مع تحياتي وشكري الحار لمشاعركم الطيبة