...

الإنقاذ الوطني


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الموضوع / الإنقاذ الوطني
بقلم / أحمد محمد سليمان الفرا
17 / 12 2009م



كما هو ظاهر لدى الجميع من عملية مد وجزر بالبيت السياسي الفلسطيني والتراشق بالعبارات من هنا وهناك يطل علينا مشروع الإنقاذ الوطني.
فهو وإن كان مصطلح جديد و يحمل تقريباً في طياته كمثل سابقيه من المشاريع الوطنية لكنه هذه المرة صائب القرارات وملح الحاجة لتطبيقه نعم إن الوطن سواء غزة أو الضفة المحتلة بحاجة ماسة لهذا المشروع المتكامل للتلاحم ولم الصفوف في ظل هذا التخاذل العربي والعالمي والتخلي عن شعبنا في محنته سواء من حصار ظالم على غزة أو ممارسات يومية من الاحتلال وغيره بالضفة المحتلة.


إن هذا المشروع هو استحقاق وطني ولابد لجميع الأطراف المتناحرة الانصياع لمطلب الشعب الذي عانى الكثير من والويلات سواء من بالداخل أو بالشتات فالشعب واحد موحد وغايته الاتفاق والوحدة الوطنية بعيداً عن التجاذبات السياسية بين الفصائل والأحزاب والمصالح الشخصية , وأعتقد أن هذا المشروع يكفل ويتبنى كثير من وجهة نظر الفصائل وهو مرضي للجميع سواء بصيغة جديدة للأجهزة الأمنية أو بمن هم حملوا على أكتافهم مشروع المقاومة فالمقاومة حق مشروع بناءً على القرارات الدولية فإن كانت غزة تحررت من المحتل فمازال العدو يتحكم بمداخلها وجوها ومازالت الضفة الغربية محتلة وتعاني معاناة شديدة من جراء الممارسات اليومية عبر الحواجز والأفعى التي تقطع أوصالها ( المسمى بالسور العازل ).



وهنا لنا وقفة في تصنيف المقاومة فهي بالضفة حق وفرض عين لأن المحتل يجول بها ليل نهار ويعتقل ويقتل من يريد ولازال يسيطر على الجزء الكبير منها ويسيطر على المقدسات الإسلامية وخصوصاً البيت المقدس ( المسجد الأقصى ) لهذا فالمقاومة مشروعة بأي وقت وكيفما نشاء وبشتى السبل, ومن يتخلى عنها يؤثم.
لكن الوضع في غزة يختلف بعض الشيء في ظل عدم وجود أو ظهور للمحتل فالمقاومة غابت مع غياب المحتل عنها لكن التحضير لها وتجهيز المقاومين هو أمر ملح وخصوصاً بوجود التحرشات الصهيونية بالمرابطين على الحدود والاعتداء على المجاهدين عبر الطائرات والتهديد بإجتياحات جديدة للقطاع فهذا عدو متغطرس ولا يفهم إلا بلغة الدم الأمر الذي يحتم على المجاهدين بأن يكونوا على جاهزية عالية من التدريب والتحضير وهو صحيح لا يسيطر على الولد والبلد في غزة لكنه يسيطر على مداخلها وهذا ممكن للعزيزة مصر أن تغنينا عنه بفتح معبر رفح سواء للمرور أو للتجارة فهذه حدود حرة وللبلدين الحق بإقامة معابر بينهما كيفما شاءوا.


وباعتقادي مشروع الإنقاذ الوطني ممكن يضمن لنا هذه الأمور سواء على صعيد المقاومة أو على صعيد فتح طريق مع مصر والخوض معها بالبحث عن بديل بسياق هذا المشروع يكون مرضي لجميع الأطراف للخروج من الأزمة الحقيقية التي يعيشها جميع الشعب الفلسطيني ويسمح بتكوين حكومة وفاق وطني تستلم زمام الأمور و تشرف على أنحاء الوطن لحين إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بل وتغنينا عن اللجوء لقرارات بالضفة وقرارات بغزة وترفع عن أهلنا الحصار الجائر خصوصاً أن الخاسر الوحيد هو الشعب الفلسطيني وإن كان يتمتع ببعض الحرية داخل غزة على الأقل من المحتل فمشروع الإنقاذ الوطني هو مخرج لنا في ظل سقوط راية المفاوضات مع المحتل وفشل الرباعية وغير الرباعية وأيضاً سيُظهرنا أمام العالم بأننا شعب قوي وصلب ونقدر على تحديد مصيرنا بأنفسنا دون أي تدخل خارجي أو إقليمي وسيعي العالم بأننا شعب يقدر على صنع أي شيء وسيٍُجبر على التعامل مع أي حكومة تنبثق عن هذا الاتفاق وبهذا نكون قد حققنا ووصلنا إلى إنهاء حالة الفريق الواحد واللون الواحد,
وإن كان هذا سيزعج العدو ويجعله يمارس ضغوطاته الدولية وغير الدولية للتخريب ومحاربة أي مشروع وطني وهذا ليس بالغريب كونه عدو ولا يحتاج لمبررات للعمل ضد أي قرار يجمعنا ويوحد كلمتنا فهو الرابح الأكبر في ظل هذه الفرقة والتناحر على السلطة لذلك سيكون مجرم بحق نفسه وشعبه من يرفض هذا الاتفاق والذي يحمل أسم إنقاذ نعم إنه الإنقاذ الوطني من جميع المعاناة.


لقد آن لنا أن نتذوق طعم الحياة ونعوض أطفالنا ما فاتهم من العيش بهناء فنحن شعب جدير بالأمن والاستقرار والعيش بسلام
ودمتم والله يرعاكم