...

إلى أين يا محاصري غزة


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

 بسم الله الرحمن الرحيم


إلى أين يا محاصري غزة

بقلم / أحمد محمد سليمان الفرا
29 / 11 / 2009م


بشديد من الحزن والأسى شاهدت المرأة الفلسطينية (الغزاوية ) عبر الفضائيات وهي تناشد العالم وتستغيث بأدنى حقوق الإنسان وهي تصف المياه الملوثة وعدم توفر المياه الصالحة للشرب جراء هذا الحصار!
فهذه المعاناة ليست خاصة بهذه المرأة وحسب بل تشمل المليون والنصف مليون من أهلنا المحاصرين في غزة.
وهذا ما دفعني بالتساؤل لمن هم وراء هذا الحصار الظالم فإلى أين ؟
وإلى متى؟
نعم إلى أين ذاهب بنا هذا الحصار الجائر؟ وإلى متى ستستمر هذه المعاناة؟
وإلى متى سنظل هكذا نشاهد ونحزن ونشجب؟
وأهلنا في غزة يعيشوا تحت ظروف لا يتقبلها أي مخلوق ولا يقدر على تحملها بشر حتى المياه أصبحت ملوثة وهي أدنى حقوق الإنسان فلا يوجد أحد مستثنى من المشاركة بهذه الجريمة بحق أهلنا في غزة نعم إنها جريمة بشعة بحصار ظالم وعيون عربية وغربية تراقب ولا تدمع ولا تحزن!!
بالسابق تحركت بعض الشعوب والشخصيات الدبلوماسية لكسر هذا الحصار عن طريق بحر غزة وأخرى عن طريق معبر رفح لكنها لم تحقق الهدف المر جوا من تنفيذها وهذا بسبب القرارات المخجلة للحكام والمتحكمين من العرب والغرب وكأن رسالة هؤلاء الذين ضحوا وخاطروا بأنفسهم للقدوم وكسر حصار غزة لم تصلهم فالرسالة المطلوبة هي الضغط الحقيقي على الاحتلال الصهيوني لفك الحصار بشكل دائم.


فهذا الاحتلال تربطه علاقات جيدة ببعض الدول العربية والغربية فلو مارست بعض هذه الدول الضغط بشكل سليم على العدو الصهيوني لأجبرته على فك الحصار أو على الأقل فتح معبر رفح فما هو المانع من فتح هذا المعبر؟
رغم أنه يقع في منطقة حدودية عربية بحتة ليس للاحتلال دخل به و لماذا لم تقف مصر موقف تاريخي ؟
يحسب لها فهي بلد الثمانون مليون وصاحبة انتصار 6 أكتوبر بعام 1973م فلا اعتقد بأن من دمر خط بريف وعبر قناة السويس محرراً واستبسل بتلك الحرب يخشي اليوم من فتح معبر حدودي مدني بالطرق السلمية أو حتى بغطاء عربي, نعم فالأمر يستدعي أكثر من ذلك وليتذكر الزعماء العرب هذه المقولة ( كن أسد يوماً واحداً ولا تكون نعامة 1000 يوم ) فالحصار هو سبب كل هذه المعاناة التي يمر بها شعبنا في غزة والذي أصبح أكثر من مليون فلسطيني ( غزي ) يعيشون على المساعدات المقدمة من كذا جهة سواء الأجنبية الإنسانية أو العربية فالشعب رغم أنه محتاج لهذه المساعدات إلا أنه ينبذها ولا يريدها بل يريد إنهاء هذا الحصار الجائر.


والذي دفعني لهذا المقال هو ما شاهدته اليوم عبر الفضائيات والخوف مما يخفى علينا ولم نراه وليس من أزمة المياه وتلوث البعض منها وخلطها بالمياه الجوفية فأكثر من سبعين بالمائة من سكان قطاعنا المقطوع يعاني إما من انقطاع المياه لمدة أيام أو من وصولها ملوثة لا تصلح لأي استخدام خصوصاً أن نسبة التلوث وحسب الفحوصات الأخيرة وصلت لنسبة عالية وخطيرة.


ويرجع هذا لسبب منع العدو الصهيوني من إدخال المواد التي تدخل بتعقيم المياه والأجهزة الخاصة لهذا الغرض وحتى لا يسمح لإدخالها عبر معبر رفح رغم إلحاح دخولها فالوضع جد خطير ويؤثر سلباً على صحة مليون ونصف المليون فلسطيني من أهلنا في غزة وخصوصاً صحة الأطفال والتي كثيراً منهم أصبح يعاني من نقص بنسبة الحديد بالدم والكثير أيضاً منهم يعاني( فقر الدم ) الأمر الذي جعل تدهور صحة نسبة كبيرة من أطفالنا المظلومين جراء هذا الحصار.


فيجب على العالم العربي والغربي التحرك بإخلاص والفصل بين التناحر السياسي والوضع الإنساني والبحث عن بديل لهذا الشعب. نعم بديل يعوض صبرهم وقتل أطفالهم وسلب حريتهم وتجويعهم إما بإنهاء هذا الحصار أو بديل يضمن عدم العودة لمعاناتهم.


فهذا الشعب الصامد يستحق العيش بكرامة على هذا الصمود بوجه غطرسة العدو الصهيوني والصمت العربي والغربي الغير مبرر فالمقاومة والصمود أصبح عنوان هذا الشعب الصابر المرابط فصمودهم بحرب الفرقان وتضحيتهم بخيرة شباب المقاومة كل هذا وأكثر ألا يستحق هذا الشعب الوقوف بجانبه وتعزيز صموده وصبره على هذه المعاناة فيكفي صبرهم على أسراهم وحرمانهم من زيارة أبائهم وأبنائهم خلف القضبان فهناك الكثير من الأسرى محرومين من هذه الزيارات ويمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب وأيضاً صبرهم على تأخير أعمار وترميم البيوت التي تم تدميرها بالحرب على غزة وخصوصاً بهذه الأيام شديدة البرودة والأمطار, فكثير من أهلنا مشردين دون بيوت يعيشوا تحت خيمة أو جزء من بيت مدمر لا يؤويهم ولا يكفي لعدد الأسرة , فالصبر يخجل من صبرهم الأسطوري على كثير من الأذى والعيش بظروف قاهرة وباقي شعوب العالم تتمتع وتعيش ببيوت تزيد عن حاجتها فأين الضمير العربي ؟
أين النخوة العربية الأصيلة ؟ أين الزعماء العرب ؟ أين أصحاب الأرصدة المتضخمة بالبنوك الغربية ؟ وأين من وصفهم الله بقوله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) أين خير هذه الأمة أين التراحم والتواصل فالراحمون يرحمهم الله أين رحمة الزعماء والرؤساء لهذا الشعب المعطاء الذي نصبهم في هذا المنصب , فشعبنا بالشتات لم يبخل بعلمه وخبرته على الدول التي يقيم فيها بل هو رمز للعطاء والعمل بإخلاص فلقد جاء دور الجميع للوقوف بجانب أهلهم بالقطاع المقطوع عن ادنى متطلبات الحياة والعيشة الكريمة.
فاليوم مشكلة المياه وتلوثها وغداً يا ترى ماذا يخفي هذا الحصار الظالم ؟
ودمتم والله يرعاكم