...

الانتخابات والتخلي عن المنصب


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع / الانتخابات والتخلي عن المنصب
بقلم / أحمد محمد سليمان الفرا
5 / 11 / 2009 م



بالأمس القريب أعلن (محمود عباس) عن إجراء الانتخابات بموعدها على حسب زعمه واليوم يفاجأ العالم أجمع بالتخلي عن ترشيح نفسه بفترة رئاسية ثانية ما هذا اللعب السياسي نعم إنه لعب بالسياسة بامتياز.
فهي ليست المرة الأولى التي ينسحب منها بل فعلها مرتين بزمن الرئيس السابق الشهيد أبو عمار.
الأولى عندما انسحب من تتمة صفقة أسلو الهزيلة ورحيله إلى تونس الأمر الذي جعل أبو عمار يذهب له شخصيا واصطحابه معه إلى واشنطن للتوقيع على الاتفاقية كونه المخطط الرئيسي لعملية أسلو بالعام 1993 م وبقبلتين من الزعيم الشهيد أبو عمار عاد معه إلى واشنطن.
وأما الثانية كانت أيضا بالإصتدام مع الراحل أبو عمار شخصيا وتخليه عن منصب رئيس للوزراء لأن أبو عمار رفض دحلان يكون وزيرا للداخلية بوزارتة الأمر الذي اضطر له أبو عمار بتعين أبو العلاء (أحمد قريع) رئيسا للوزراء بتلك الفترة.


فيا ترى هل سيرجع عن قراره للمرة الثالثة؟
وخصوصا أنه جعل (الباب موارب) من خلال وضع ألثمان نقاط والتي تحمل بداخلها معاني يتحفظ عليها بعض الفصائل.
وعلى العموم أيا من هذه النقاط ألثماني التي مازالت تلهث خلفها حركة التحرير الوطني (فتح) لم يتحقق وكأن برنامجها التي نهجته وتناحرت من أجل تنفيذه كتلة ثلج ذابت مع أول شروق الشمس.
وجاء الرد عليها من (محمود عباس) متأخرا بعد أن خذلته الدولة العظمي وتخلي بعض الدول العربية عنه. ولقد ذكرنا بمقالاتنا السابقة بأنه ليس أمامنا غير الإتحاد والمصالحة ولم الشمل على كلمة واحدة ليس بالضرورة نتبنى من خلالها برامجنا الحركية بل نتقارب بعامل مشترك يكون سببا بالحفاظ على وحدتنا الوطنية.
فالفصائل أصبحت اليوم تشكل عامل رئيسي بالقرار السياسي الفلسطيني ولا يمكن لفصيل أن يزيح فصيل من طريقه.


فإن لم نتفق فعلينا القبول كسائر الدول بوجود المعارضة داخل العمل السياسي فوجود المعارضة ليس دائما سلبي بل له جوانب إيجابية كبيرة تعود على الشعب بالفائدة وهذا ما نرجوه لشعبنا العيشة الشريفة بالعزة والشرف والكرامة دون التخلي عن الثوابت وتبني برامج واملاءات خارجية تكون سببا بفرقتنا وبالنهاية نصل لطريق مسدود كما يحصل بنا اليوم وعلى وجه الخصوص باللغة السلبية التي تحدث بها اليوم (عباس محمود) عن حركة المقاومة الإسلامية حماس وتهجمه عليها رغم أنها كانت تنصحه كثيرا من كيد المحتل وأعوانه وأن لا يعول كثيرا عليهم. فلقد كان هذا الأمر متوقعا بتغير البوصلة الأمريكية وتنصلها من وعودها دون اكتراث لمن هو أمامها وكأننا لسنا بشرولا شعب مثل باقي الشعوب!
بالسابق أول من تحدث عن المستوطنات (المغتصبات) بأنها غير شرعية ورفضها هو الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر صاحب أكبر صفقة سلام مصرية إسرائيلية وها هو وقبل أربع شهور يكررها الرئيس الأمريكي اباما صاحب أكبر دعاية انتخابية شهدتها الشاشات والفضائيات العربية والدولية لكنه سرعان ما تخلى عنها من خلال وزيرتة هيلاري كلينتون التي ذكرتها وبكل جبروت بالعاصمة أبو ظبي و خصوصا أن شرط (عباس محمود) بعدم العودة للمفوضات أصبح لا يرقى لرغبات واشنطن!
فهي لا تريد رؤساء بل تريد موظفين لديها ليطبقوا برامجهم العدائية لنا كفلسطينيين
والدليل أنها وبعد زمن قصير من الخطاب ظهرت عبر الشاشات الفضائية تقول بأنها (على استعداد للتعامل مع محمود عباس من خلال أي منصب) يعني مش بالضرورة يكون هو الرئيس!
لربما أعدوا شخصا أخر للرئاسة الفلسطينية يقبل بالمفوضات دون شروط أما أنت يا (عباس محمود) نتصل بك ونتحدث معك وأنت بحركة فتح أو بمنظمة التحرير.


لهذا أقول (لمحمود عباس) أمامك سيناريوهات عديدة منها عليك أولا بحل السلطة لتبقى الضفة العزيزة محتلة وتعود إلى غزة وتجمع حولك الشعب والفصائل لتبحث معهم عن البديل لقد أن الأوان للمصالحة والمصارحة والوقوف بوجه العدو وغطرسته فهذا عدو لا يعرف إلا للغة واحده هي للغة الحراب لهذا ليس أمامك سواء التنحي بصدق دون رجعة وإما وقفة بطولة يشهد لها التاريخ.


وها قد وضعت يدك على أول الخيط فلتكمل المشوار وتطبق ما ذكرت بخطابك بأن هذا ليست مناورة.
فهذا ما يرغب به الشعب الفلسطيني ويراك من خلاله قائد تاريخي لا متسول سياسي.


فلن تنفعنا حلول الرباعية ولا غير الرباعية فما أخذ بالقوة لن يرد إلا بالقوة وإلا منذ 1993 م ماذا أعادت لنا المفاوضات هل أعادت لنا القدس؟ هل أفرجت عن الأسرى؟ هل أعادت لنا اللاجئين؟ هل أوقفت بناء الجدار العازل؟ الذي يتسلل بأراضينا مثل الأفعى ليقسم الوطن؟ هل أزالت الحواجز؟ التي تقسم الوطن إلى كانتونات ماذا فعلت لنا المفوضات؟ حتى نتباكى عليها. حتى غزة لم تحرر وتعود لنا إلا بعد الصواريخ التي تم وصفها بالعبثية فبالمقارن اليوم من هي العبثية؟ هل المفوضات أم الصواريخ؟ لنكن واقعيين هذا عدوا ولا يريد بنا إلا الهلاك والدمار ونظل تحت سيطرته مثل المحميات!


وإن كنت ذكرت بأن هناك قرارات أخرى نتمنى بأن تكون حاسمة لا مخيبة للآمال بل تخيب بها أنت أمال العدو الصهيوأمريكي لتعيد لك ولنا العزة والكرامة فإن طال الزمن أو قصر ليس لنا إلا الرجوع للحمة والدم الواحد الذي يربطنا بأرض فلسطين الحبيبة


ودمتم والله يرعاكم