...

الدعم لأهل الدعم


محمود رفيق الفرا

محاضر جامعي

التفاصيل

الدعمُ لأهلِ الدعمِ

بقلم/ أ. محمود رفيق الفرا

تتوقُ هممُ الأخيارِ من أبناء العائلة إلى خدمتها والمحافظة على عراقة اسمها ميراثها المميز الذي تسلموه  ممن سبقوهم للخير والنفع، وهذا الذي يجعلنا بين الفترة والأخرى نسعد بتشكيل فرق ولجان وأجسام تسعى لخدمة العائلة وأبنائها في المجالات المختلفة كالتعليم والثقافة والإغاثة والإعلام، ولا يختلف منصفان من أبناء عائلتنا العريقة أنَّ هذا الخير في عائلتنا له أصول وجذور منذ سنوات طويلة حينما أنشأ الأخيار صندوقـًا للتكافل الاجتماعي حيث دعمه أبناء العائلة في الخليج لسنوات متعددة وساهم في تعليم العشرات من أبناء العائلة ممن أصبحوا اليوم في وظائف مختلفة ومرموقة.

وبعد سنوات من الهدوء غير المبرر، ظهر لنا موقع عائلة الفرا ليبث النشاط من جديد بين شباب العائلة وشيبها ويزيد من انتمائهم للعائلة. وبعد محاولات غير موفقة؛ انبثقت لجنة الأنشطة لتعود الحياة مجددًا للعلاقات بين أبناء العائلة من مختلف المناطق ومختلف التوجهات وتنصهر الطاقات لخدمة العائلة وشبابها، وهو ما جعل موقع عائلة الفرا وديوان العائلة يحتضن أكبر تجمع لمواقع عائلات خان يونس وينصهر معهم ويساهم في خدمة مدينتنا التاريخية.

هذه الجهود المميزة وغيرها، كانت الحافز والدافع لظهور جسم جديد يخدم العائلة وفي مجال مختلف ألا وهو صندوق دعم الطالب الجامعي الذي قدم المساعدات الجامعية على مدار ثلاث سنوات لأكثر من 200 طالب جامعي محتاج دون الإفصاح عن أسماء أو التنويه لأي معلومات تخص المستفيدين، وقد تميز في عمله بالشفافية والموضوعية والاعتماد على نماذج وإجراءات علمية للوصول لمن يستحق وتحديد القيمة المالية لكل مستفيد بغض النظر عن منطقة سكناه أو توجهاته الفكرة والحزبية.

واليوم نحن على موعد مع جسم جديد يسعى لخدمة العائلة وأبنائها فيما يتعلق بالتكافل الاجتماعي الإغاثي بين أبناء العائلة المحتاجين من مختلف المناطق وبغض النظر عن توجهات وانتماءاتهم، وهم إذ يبادرون بهذا النشاط وهذه الأهداف النبيلة نسأل الله لهم كل توفيق.

وتبقى كلمتنا الأخيرة أمام تعدد الأجسام، أن ندعوهم جميعــًا إلى حسن التكاتف والتعاون والتنسيق ليصبح لدينا في العائلة جسمـًا متكاملاً يتميز بالتفاهم والبناء، ليس شرطــًا اليوم أن يجتمعوا جميعــًا في جسم واحد برأس واحد وقاعدة عريضة، ولكن المهم اليوم أن يسود بينهم التعاون والتنسيق مما يضمن الاستثمار الأفضل لموارد العائلة المختلفة، وهذا ما يعني أن نحافظ على موقع عائلة الفرا ليبقى هو المنبر الإعلامي المعتمد لكافة أنشطة العائلة التي تنفذها اللجان المختلفة، ثم نحافظ ونطور صندوق دعم الطالب الجامعي ليبقى هو الجهة الرسمية لتقديم الدعم والمساندة لأبناء العائلة في الجامعات والكليات، ثم نحافظ على لجنة الأنشطة كلجنة مختصة بالأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية للعائلة وندعمها ونساندها، ثم نتكاتف جميعــًا لإنجاح الجسم الجديد وهو لجنة التكافل الاجتماعي لتتمكن من القيام بدورها في دعم العائلات الفقيرة والمحتاجة في العائلة.

هذا كله سيجعل عائلتنا أقوى وسيجعل أنشطتنا تكتسوا بالعلم والعمل المنهجي السليم وفق خطة متكاملة دون تكرار أو تعارض، وهذا ما سيجعلنا نؤكد ونطلب من الجميع أن يقدم الدعم لأهل الدعم.

في الختام، استثمر مقالي هذا لأُذَكِّر أبناء العائلة ممن أنعم الله عليهم بفضل التصدق والبذل في الخير لا سيما ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك، والإجماع واضح بين أهل العلم على أن غرس الخير في شهر رمضان يفوق في الثواب غيره من الشهور، فمن بذل خيرًا في تعليم طالب جامعي محتاج، ومن ستر أسرة فقيرة ومن ساهم في علاج مريض محتاج ومن ساهم لمكافئة طالب مجتهد فهذه أفعال خير، تثمر لصاحبها في الدنيا ويستلذ بها في الآخرة.