شكــرا إيران إلى أين تأخذنا ؟
محمود رفيق الفرا
محاضر جامعيالتفاصيل
شكــرا إيران إلى أين تأخذنا ؟
بقلم / أ. محمود رفيق الفرا
رئيس قسم علوم الحاسوب بكلية العلوم والتكنولوجيا – خان يونس
التعامل مع الأصدقاء الأعداء يعتبر من أكثر المعادلات المعقدة، فمن الصعب أن تحاربه وهو صديقك وفي الوقت ذاته من الصعب أن تتخذه أخــًا لك وهو عدوك !! هذه المعادلة تماما التي تنطبق على حالنا مع إيران فهي صديقة قوية للمقاومة كما يُعلن ويُشاهد، فتمدهم بالسلاح والعتاد والعلم الحربي وغير ذلك، حتى أنها تعتبر الأكثر مدا للمقاومة ودعما بشكل قتالي، وهذا الدعم كان من ضمن عوامل النصر في الحرب الأخيرة على غزة والتي خرجت بنتائج عظيمة.
إلا أنها في الجانب الآخر تعتبر أيضـا الأكثر دعما للنظام الفاسد في سورية والأكثر تحريضا للشيعة في البحرين على إفساد ذلك البلد السني والأكثر تدميرا وذبحا لأهل السنـة في العراق، فإخواننا في سورية يقتلون بعشرات الآلاف بآلات وسلاح وذخيرة مماثلة بل يزيد لما يتم إرساله لغزة!!
فأصبح الســلاح ذاته الذي نقاتل نحن به الصهاينة يقتل به أهل السنة في سوريا.
هذا التضاد الواضح في الموقف لا يوجد له تفسير سوى كلمتين لا ثالث لهما (مصالح وعقيدة)، نعم فمصلحة إيران تكمن في دعم أي جهة تقاتل الصهاينة على اعتبار أن الصهيونية هي العدو الأبرز لإيران من الناحية القتالية والعسكرية وهي تخشاها في كل حين وتخشى من لدغتها المفاجأة، من هنا كان الدعم لنا في غزة ونحن لا نعلم هل الدعم يتم بمقابل أم لا، إلا أننا نعتقد ونحن محسنين الظن أن المقابل مهما كان كبيرا فلن يزيد عن كونه مالا فقط لا غير.
بينما عقيدتهم تحثهم على كره أهل السنة وتقتيلهم وتدميرهم بل والعمل على أكثر من ذلك وأفظع ألا وهو دعوتهم للتشيع ودفعهم لذلك بذات الطرق التي يدعو بها النصارى للنصرانية من تزيين الأقوال والأفعال وإغداق الأموال.
من هناك تجد أن صديقنا هو عدونا، فهو صديق مرحلة لكنه عدو للعمر، وما يجعلنا في مأزق كبير أن صديقنا أصابه العته والغباء الذي جعله يقتل إخواننا في الوقت ذاته الذي يمدنا بالسلاح، هنا لابد من كلمة فصل ألا وهي أنَّ الغلبـة لابد أن تكون للأخــوة لا للصداقة.
فوق كل هذا وذاك فإنهم بدعمهم العسكري لنا يقتلون ويغتالون ويقصفون عقيدة شبابنا بطرق غير مباشرة ويساعدهم على ذلك عبارات المديح والشكر المنتشرة في شوارعنا بل وربطها بالقدس الشريف مما يفتن الناس ويجعلهم يعتقدون أن إيران صادقة في عقيدتها صادقة في دعمها، وهي ليست كذلك.
ومن هنا فإن لكل مؤمن منا ومسئول وصاحب كلمة أن يوضح هذا الخطر ويصده بما يمتلك، فلا قيمة لأوطان تحرر من الصهيونية وتحتلها عقيدة فاسدة، يومئذ نُحشر لربنا بأسوأ بضاعة ممكن أن يلقى بها العبد ربه، فالعدو الأخطر لنا عسكريا هم الصهاينـة واليهود بينما العدو الأخطر لنا عقائديا هم الشيعة الروافض أتباع الخميني عليه من الله ما يستحق، هذه حقيقة لا بد أن نرسخها في مجتمعنا بكل الوسائل والطرق.