...

و كأنها تذكرةً للجنـة


محمود رفيق الفرا

محاضر جامعي

التفاصيل

و كأنها تذكرةً للجنـة

بقلم/ محمود رفيق الفرا

محاضر جامعي

26.12.2011

اشعر بغرابة شديدة من شعور الفرحة المبالغ فيه من أولئك المتسابقين على الفوز بمقعد في أحد البرامج التي تتعلق بالغناء أو التمثيل أو غير ذلك, فتجد الشاب المسلم و الفتاة المسلمة وقفت في طوابير طويلة في انتظار دورها للدخول للجنة تحكيم, لترى مدى قدرتهم على المنافسة على أفضل صوت غنائي أو شخصية  سينمائيـة, ما شد انتباهي شدة فرح من يفوز بتذكرة للوصول للمرحلة النهائية من التصفيات, و شدة الحزن لأولئك الذين لم يتمكنوا من إثبات قدرتهم على المواصلة.

و لعلي وجدت ذلك المثال المفجع عندما لاحظت تسابق المتسابقين من الكويت و مصر و الأردن على الحصول على تذكرة السفر إلى لبنان حيث تقام التصفيات النهائية لاختيار أفضل صوت عربي, و كأنهم يتسابقون على تذكرة للجنـة, بل تجدهم لا يسارعون للجنـة بمقدار ما يسارعون لهذا المنكر العظيم, و ذلك تأكيدا فكلا الطريقين متنافرين, فمن يسعى للفوز بفرصة لمعصية الله تعالى بكل تأكيد هو بذلك يسعى سعيـا حثيثـا للابتعاد عن رضا الله سبحانه.

لعل كلماتي هذه لا ترتقٍ لأن تكون مقالا ينشر و لكني وجدت في أفعال هؤلاء صورة كربونيـة تتكرر في مؤسساتنا و شوارعنا و بيوتنا من مسارعة العبيد إلى إغضاب الله تعالى بكل السبل و الطرق الممكنة , رغم أنهم أمروا بالمسارعة للخيرات و المغفرة فقال الله تعالى : (و سارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السموات و الأرض أعدت للمتقين).

و في الختام أستودعكم الله