الحب و ما أدراك ؟!
محمود رفيق الفرا
محاضر جامعيالتفاصيل
الحب و ما أدراك ؟!
بقلم: محمود رفيق الفرا
21|3|2010
كثيـرًا ما يواجه الطامحون إلى تحقيق النجاح الكثير و الكثير من المشاكل التي إذا ما دامت هددت طموحاتهم بالفشل و الضياع, و هنـا يظل دائما الطامحون يبحثون عن الإنجازات و معها عن طرق حل المشاكل التي تواجههم.
و الناظر في مجتمعنا على كافة مستوياته, يوقن تماما أن هناك ضعف شديد في الإنتاج و في الاستفادة من القدرات البشرية و العقلية الرائعة التي نتمتع بها نحن الفلسطينيون , ألسنا نحن من كنا معاول بناء في الخليج العربي و ليبيا بل و في بعض البلاد الأوربية بل و كان أبناؤنا معاول بناء داخل الكيان الصهيوني من خلال العمل داخل هذا الكيان.
هذا الضعف الذي يستشعره كل إنسان قريب من مؤسسات المجتمع الفلسطيني يحتاج منـَّـا جميعـا إلى البحث عن أنجع طريق لحل هذه المشاكل و لتحقيق النجاح في حياتنا ليس في المؤسسات و الشركات فحسب بل في بيوتنا و شوارعنا و علاقاتنا الاجتماعية.
و لأننا نعيش في ظروف اقتصادية صعبة و غير مريحة , و لأننا نعيش في بلاد فيها انقسام شديد أخرجته لنا الحزبيات و التعصب للعائلات و التعصب للذات فإن الحلول التي يمارسها الغرب في إنجاح مشاريعهم و مخططاتهم لا يمكن لنا أن نطبقها في بلادنا بأريحية و سهولة و لهذا فإنَّ الحل الأنسب لضعف الإمكانيات و الإنتاج في مؤسساتنا يتلخص في توليد الحب!!
الحب و ما أدراك ما تأثيره في زيادة الانتاج و زيادة التآلف بين الناس , الحب يا سادة هو الحل الأمثل الذي من خلاله يمكننا أن نتغلب على أكثر مشاكل المجتمع و المؤسسات فبه يزيد الإخلاص في العطاء و به يزيد الإتقان في العمل و به تزيد فرص طمث جراح العداء بين الأخوة و به يزيد حسن الظن في الغير و يقل سوء الظن.
إنه الحب يا أحبتي الذي له تأثير عظيم حتى قال القائل (الأقدام بلا حب لا تسيــر, و القلوب بلا حب محرومة, و الجيوش بلا حب مهزمة , و العبادة بلا حب مقطوعة )
إنه الحب الذي به يتغاضى الموظف عن قلة الموارد و يسعى للانتاج حتى بما قلَّ من زاد و مواد , و به يتغاضى الجار عن أخطاء جاره , و به يداوم العبد على عبادة ربه دون انقطاع أو تردد , فإذا كان وسط الناس عَبَدَ ربَه و إذا خلى بنفسه عَبَدَ ربَه ...
حتى أن الحب هو أعلى درجات العبادة حيث يعبد العبد ربه حبـًا في ربه لا طمعـًا فيما عنده أو خوفـًا مما عنده, فيصبح العبد مداومـًا على الطاعة في كافة أيام العام. و لهذا فإن الدعاة الربانيين يصبون اهتمامهم على تحبيب العبد في ربه من خلال تذكيره بعظمته و قدرته و خلقه و إرساله الرسل تبشيرًا و تنذيرًا.
و الحب يا أحبه هو الوصفة السحرية لزيادة الإنتاج في مؤسساتنا و لذلك لابد للمدير و المسئول الذكي الذي تتوق نفسه دائما إلى تحقيق النجاح بأقل الإمكانيات أن يعمل جاهدًا على توفير الحب بينه و بين موظفيه و بين موظفيه بعضهم البعض , و الأهم من ذلك كله أن يعمل المسئول على توليد الحب بين موظفيه و المؤسسة التي يعملون بها فيصبح الموظف يعمل في المؤسسة و كأنها ملكه الخاص فيخاف على مصالحها و يخلص في العمل لها و يتقن أداء واجباته و يسعى بكل ما آتاه الله من قوة أن يبحث عن كل ما يفيد مؤسسته.
و لكنَّ الحب إذا ما كان حبـًا للذات و أصبح حب الذات أعلى من حب الصالح العام في البيت و الشارع و المؤسسة فإن الحب في هذا الوقت يكون تأثيره سلبيـًا.
و لا أجد في ختام مقالي هذا من أن أعود و أقول: (الأقدام بلا حب لا تسيــر, و القلوب بلا حب محرومة, و الجيوش بلا حب مهزمة , و العبادة بلا حب مقطوعة).
و في الختام أستودعكم الله ...