...

انتصار رغم المرار ،،، بقلم الأستاذ/ يحيى نافع الفرا


يحيى نافع يونس الفرا

رئيس نيابة

التفاصيل

انتصار رغم المرار ،،، بقلم الأستاذ/ يحيى نافع الفرا

 

.تعرض قطاع غزة قبل أكثر من أسبوع لهجمة همجية من العدو الصهيوني المحتل الذي اعتاد أن يوجه ضربات عشوائية وهمجية ووحشية ضد المدنيين بقطاع غزة ، ودائماً يتقدم لمثل تلك العمليات دون تحديد هدف حقيقي وعسكري ويصبح يضرب ويقصف بكل ما أوتي من قوة آلية وميكانيكية وتكنولوجية المدنيين الأطفال والنساء والمسنين رجالاً ونساءً ويهدم البيوت على رؤوس سكانها والعجيب أنه لا يوجد مبرر عسكري واضح أو سبب يحاول أن يبرر تلك الضربات ويقف عاجزاً سواء في تبرير ضرباته أو في انجاز أهدافه لأنه كلما يضرب يزداد الشعب الفلسطيني من صغيره وكبيره من قادته ومواطنين صلابة وقوة وإصرار نحو التحدي لأنهم أصحاب حق مسلوب يدافعون عنه ويحاولون بكل السبل استرداد هذا الحق ، والشيء الذي لاحظناه من هذه الهجمة العسكرية أن أبناء هذا الوطن توحدوا على كلمة واحدة وعلى رأي واحد والروح المعنوية عالية وارتصوا الصفوف في المساجد بمختلف الألوان والأطياف التنظيمية والحزبية وبصوت واحد يرددون وراء الإمام بكلمة "آمييييييييييييييين" ولم يترك فرض صلاة وإلا قنت المصلين بالدعاء نصرة للمجاهدين والمقاومة الفلسطينية وأن ينتقم من العدو الغاصب المتغطرس ، ومما يستفاد من هذه الضربة أنها جعلتنا أكثر صلابة وتماسك رغم الشهداء والجرحى والمصابين والبيوت التي هدمت والمقرات التي دمرت فإنها زادت من الإصرار وروح التحدي تجاه هذا العدو الجبان الذي يحتمي بطائراته التي أيضاً كشفت هذه الهجمة لهم بأن طائراتهم أصبحت هدفاً للمجاهدين كما هو الحال بالبوارج البحرية والدبابات البرية أي أنهم مستهدفين براً وبحراً وجواً كذلك .
ومن الفوائد التي نتجت عنها هذه الهجمة أن العدو لم يخفي فشله كما كان يصنع في كل مرة ويحاول أن يخدع نفسه وكلابه أنهم نالوا من القطاع ما يريدون وأنهم حققوا أهدافهم حتى في هذه المرة حاولوا تمرير هذه العبارات ولكنها لم تصل مقنعة لأنهم لم يقتنعوا بها هم أنفسهم .
كما وأن قادتهم وشعبهم هاجمهم وكشف أنهم فشلوا في هذه المعركة وأن حجارة السجيل أذابة عمود السحاب وأصهرته .
والذي أوضح الفشل الكبير لهم أنهم بدءوا العملية باغتيال القائد القسامي الكبير أحمد الجعبري رحمه الله ولم يتم استهداف البيوت ولكن ما لبثوا إلا يومين فأصبحوا يستهدفوا كل شيء وهذه تسمى ضربات المفلس الذي لم يعرف ماذا يريد وما هو الدور الذي جاء من أجله ولم يعرف كيف يخرج من هذه الورطة وأصبح يستنجد بمصر والولايات المتحدة الحاضنة لجرائمه حتى تنقذه دون أن يخرج بفضيحة واضحة ويحاول أن يناور كعادته في أن يقنع شعبه بأنه يقبل الهدنة من أجلهم وبشروطه ولكن هيهات هيهات لم ينال هذا الأمر في هذه المرة وكان واضحاً وضوحاً جلياً بأنه خضع لشروط المقاومة بأكملها وما اشترطته حماس وفصائل المقاومة .
فالذي يغطي مرارة وحزن الأمهات والأطفال والأيتام والأرامل هو أننا واثقون بأن الله وعدنا بالنصر العظيم " وما النصر إلا من عند الله " ، فلتفرحي يا أمي ويا أختي بأن الله يختار الأخيار بأن يكونوا شهداء في عليين وبدمائهم وبدماء الجرحى الأبطال وبتضحيات الشعب الطاهر الصابر المرابط والصامد يبنى النصر المؤزر والمبين .
رحم الله شهدائنا والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال والفرج القريب لأسرانا العظماء.