...

الفنان والسياسي .. بقلم الأستاذ/يحيى نافع الفرا


يحيى نافع يونس الفرا

رئيس نيابة

التفاصيل

 

طالعتنا في الآونة الأخيرة تحديداً بعد الثورة المصرية نماذج عديدة تتحدث في السياسة وتسترسل في بعض الأحيان وتشعر بأنك تجلس أمام محلل وخبير في الدراسات السياسية والشرق أوسطية وخبير عسكري وخبير في الاسرائيليات .... إلخ وذلك من كثرة الحديث حول مواضيع سياسية والكل يدلوا بدلوه وينتقد ويحلل ويفسر وجهات النظر وعبارات وخطابات وكلمات المسئولين والمهتمين بأمور البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ومن بين هؤلاء تجد الفنان الذي كان لا يتحدث في أمور السياسة مطلقاً بل بالعكس كان دائماً في أي مقابلة له أو حديث يثني على رئيسه السابق ويمجد فيه ويصل لحد بأنه يعيش من خيره .

أما الآن فتجد منهم من يتطاول على أحزاب معينة وينتقد أشخاص تصل درجتهم العلمية للأستاذية وهو لا يكون قد أنهى الاعدادية وذلك تحت مظلة ما أنجبته الثورة من حرية للرأي وديمقراطية في ممارسة لحياته السياسية ، لم تكن الديمقراطية تجريحاً وسباً وشتماً وسخرية من الآخرين ولكن قمة ما دعت إليه الديمقراطية هو إحترام الرأي الآخر وأن الخلاف لا يفسد للود قضية ، ولكن أمتنا العربية لم تتعود على الديمقراطية فهي لا تعرفها سوى رسماً واسماً لم تطبق الديمقراطية بمعناها الحقيقي ، لذلك تجد كل من هب ودب يتحدث في السياسة وما آلت إليه البلاد وما يكون أو لا يكون وفيما من هو له حق الرئاسة من عدمها ، كما أنهم ينظرون للرئيس بأنه كريزمه معينه له برستيج ووضع وشكل دون النظر للمضمون لذلك فإنه من العيب أن يتطاول هذا الفنان وأقصد هنا (ذكراً أو أنثى) على رئيسه ويتبجح بالقول بانه لا يعترف به رئيساً كيف تدعي أنك متحضر وتطبق الديمقراطية وتمارسها وبذات الوقت تتنكر لها كون أن هذا الرئيس جاء من خلال تلك الديمقراطية التي تتغنى بها لحناً ومزاجاً وقتما تريد، أندهش من هؤلاء الجهلة الذين يتطاولون على رئيس أفرزته انتخابات حره نزيهة ، ويعتبرون بأن هذا هو تعبيراً للرأي ، التعبير عن الرأي لم يكون إلا بشكل موضوعي وبهدف البناء والتغيير والنهوض للأفضل وليس المساس بأي شخص وليس تجريحاً لهم .

ومن خلال المتابعة لعدة برامج خلال شهر رمضان المبارك تجد أن كافة البرامج تمس السياسة وتتحدث عن السياسة حتى لو كان اسم البرنامج يدل على أشياء أخرى إلا أن إدارة البرنامج تتعمق في السياسة وللأسف تدخل مع ضيوفها في تجريح شخصي للرئيس ولجماعة الإخوان المسلمين تحديداً ، أتساءل هل ظهر من الرئيس في بضعة الأيام الماضية والقليلة ما يستحق أن يلقى الهجوم الشرس من كافة شرائح المجتمع وخاصة من الفنانين الذين أصبحوا عباقرة في علم السياسة والمدهش بأنك تجد ذلك الفنان يتحدث في الدين ويعطي نصائح ويتحدث بمثالية يشعرك بأنه من أولياء الله الصالحين وهو غارق في وحل المحرمات والمنكرات ، وتجد أن فنانة كاسية عارية ومنهم من لا تدين بدين الاسلام فإنها تتحدث عن القيم والمثل والدين والأخلاق ونسيت بانه غارقة في الضلال وأنه يومياً ترتمي بأحضان الرجال من أجل التمثيل وبث الرذيلة بين أبناء المجتمع ويعتبرون أن هذا هو مجرد مهنة تؤدي من خلالها رسالة سامية وجليلة للشعب والوطن.

كفاكم استخفافاً في عقول الغلابة من الشعب والوصول لعقولهم بالكلمات والعبارات المنمقة والمزينة بالشياطين وكفاكم تطاول وهجوم على الاسلام وأعلامه ،  ويجب أن تفهموا بأن ما تمارسونه ليس ديمقراطية ولكنه قلة أدب وتطاول على الدين وعلى العلماء وهذا يدل بانكم لا تحترمون كلمة الشعب وخياره الذي عبر عنه بإرادة حره ونزيهة ، ويبدو بأن التجربة جديدة لم تتعودوا عليها وكنتم متعودين على مبايعة الرئيس الغيابية ، كما ويبدو بأنكم تحتاجون أن تبقى أفواهكم مكممه لأن فهمكم للحرية قاصر ويفهم ويمارس بقلة أدب وتطاول وتجريح .

أيها الفنان دعك من السياسة حتى لا تغرق لأنك غارق في الضلال فمن ينتقد يجب أن يكون على درجة عالية من الخلق والوعي والدين والالتزام وهذا ما تفتقده أنت كونك تقوم بأدوار التهريج والتسلية للشعب وكثيراً ما تكون أراجوزاً تنفذ سياسة أسيادك للتنفيس عن الشعب فوجدتم أنفسكم الآن في زاوية ضيقة لأن الشعب لم يحتاج لوجودكم الآن بعد أن عرف طريقه للحرية وللتعبير عن رأيه بأسلوب ديمقراطي راقي ومتحضر.