الفيس بوك مجرم أم ضحية
أسامة عبدالستار موسى الفرا
التفاصيل
بسم الله
الرحمن الرحيم
الفيس بوك مجرم أم ضحية
د.إسماعيل الفرا
يتطلب الحديث عن الفيس بوك الحديث
أولاً عن الأب الإنترنت
ففي نهاية الستينيات تم إنشاء
الانترنت ضماناً لسرعة الاتصالات بين مراكز البحوث الأميركية في حال قيام الخصم
السوفيتي آنذاك بضربة نووية مفاجئة، وبعد زهاء ربع قرن من إنشائها تواتر القول بأن
هذه الشبكة نفسها وليدة الحرب الباردة التي ستساعد مع نشر ثقافة جديدة ثقافة
الانترنت cyberculture التي ستؤدي بدورها إلى ثقافة عالمية يسودها السلام والدعوة إلى
المحبة بين الناس وتقديم معلومات عظيمة الفائدة للناس في كل مكان . ولقد استخدمت
الشبكة العنكبوتية كحرم أكاديمي يزخر بمعلومات لا تحدها حدود حتى اكتشفت صناعة
الجنس فيه سوقها المثلى فدنست أرجاء هذا الحرم بأشياء مبتذلة وما تلاها بما عرف
بجرائم الانترنت التي عقدت لها ندوات ومؤتمرات في أماكن متعددة من أنحاء العالم
إلا أن للانترنت العديد من الايجابيات والسلبيات، ويجب أن يكون حديثنا عن تلك
الايجابيات والسلبيات حديثاً محايداً قائماً على توعية أبناء الأمة وخاصة الشباب
منهم ذكوراً وإناثاً وبكل ما يتصل به من منافع وأضرار وللأسرة وللمؤسسات التعليمية
دور كبير في ذلك . وليس بالضرورة أن يكون ولي الأمر أو المعلم ضليعاً في استخدام
التقنيات الحديثة- وإن كان مطالب بذلك -فمسؤولية كبيرة تقع عليهما بالدرجة الأولى
وعليهما ألا يهملا التوجيه والنصح والإرشاد والمتابعة . فالانغلاق على الذات يضر
ولا ينفع ويساعد على الانهزام النفسي للفرد ، وإن انهزم الإنسان من داخله سهل
الطريق أمام العدو ليحتل فكره ونفسيته وبالتالي تضيع الأرض والعرض وتنهار الأمة
كلها بعد ذلك
الانترنت والفيس بوك(face book)
مجرمان أم ضحية؟
أشكال الجريمة وأدواتها متنوعة، ولها
طابعها المتطور بتطور الاختراعات التي نشاهدها فمع كل اختراع جديد أو متطور تظهر
له مجالات استخدام جديدة بعضها ذات طابع سلمي وإيجابي، وبعضها الآخر ذو طابع إجرامي
وعدائي فمع اختراع الهاتف ظهرت جرائم الخداع والتنصت والمضايقات عبر الهاتف وقس
على ذلك على سبيل المثال السيارة والطائرة .. وكذلك الحال مع ظهور الانترنت وما
تلاه من مواقع التواصل الاجتماعية المنتشرة بكثرة ... وبعد الانتشار السريع
والواسع لشبكة الانترنت والانترنت والاكسترانت والنت الفائق السرعة وجه بعض
المجرمين نشاطاتهم إلى هذه الشبكة العالمية من هؤلاء المجرمين ؛هدفه السرقة والابتزاز
ونشر الشائعات، وبث أساليب الحرب النفسية، وغسيل الدماغ ،وغسيل الأموال ،وغسيل الأيدي
عندما يتبرؤون من موقف ما !!! وساعد ذلك مواقع الفيس بوك وتويتر وغيرها؛ مما
يجعلنا أن نتساءل هل هي مجرمة أم أنها ضحية؟ هنا نقول يجب أن يكون الحديث عن الفيس
بوك وتويترtitter وغيرها حديث المحايد تناول الايجابيات والسلبيات والعمل على توعية
الشباب ... بالأبعاد المختلفة ... للفيس بوك وتقنيات
الاتصال والتواصل بما يساعد على تحقيق الأمن النفسي والفكري لدي الشباب وإن هذا
الأمن هو الدعامة الأساسية لأمن الأمة من خليجها لمحيطها ولمستقبلها ... والمستقبل
لهذه الأمة التي لا ينقصها إلا الصحوة الرشيدة وهي قادمة إن شاء الله ... وإن حارب
الفيس بوك تكميم الأفواه وربط الأيدي وتقيد العقول فإن التعامل معه بعقلية الفرد
المنفتح الذي يميز بين الغث والسمين بما يعود بالخير على الفرد والمجتمع والأمة
أمر ضروري ، وإن تحقيق الأمن النفسي والفكري لدي أفراد الشعب وللشباب خاصة مسؤولية
الجميع وخاصة المثقفين وللمؤسسات التعليمية وخاصة الجامعات دور كبير في ذلك، و دور
أخر مهم لوسائل الإعلام المتنوعة وعلى الأسرة والتنشئة الاجتماعية السليمة تقع
مسؤولية كبري
ويجب علي الجميع أن يهتم بثروتنا البشرية
وبطاقاتها القادرة على التغيير والبناء فهي أملنا ومستقبلنا فالخير آتِ على يدها
إن شاء الله ... ويجب توعيتهم بالدور المنوط بهم في ظل ثورة الاتصالات والمواصلات
والانفوميديا والعمل على تدريبهم على العمل على التعامل الايجابي مع التقنيات
الحديثة وتدريبهم على البحث الايجابي والسليم على صفحات الانترنت . ودراسات عديدة
تقول أن معظم محركات البحث لا تصل إلا إلي نسبة ضئيلة من محتوي الانترنت الهائل أو
ما يطلق عليه أعماق الانترنت السحيقة ، ويقال إنّ نحو8000 تيرا بايت من المعلومات
تختفي تختفى في أعماق الانترنت بينما لا يصل للسطح سوي 20 تيرا بايت ( كل تيرا
بايت يساوي مليون مليون بايت (109951162777)) وأكثر من مائة مليار شخص يومياً شخص
يومياً يتصفحون الانترنت على أساس منظم فلهذه التقنية إيجابيات وسلبيات والتربية
السليمة هي التي تحل تلك الإشكالية ....
( ولا تعطي المحتاج سمكة بل علمه كيف
يصطادها ) .
وإن كانت الأيام تقول : أننا هرمنا
... هرمنا فإن آمالنا وحقوقنا لم تهرم ولن تهرم فنحن نحتاج إلي وثبة الشباب الواعي
، وحكمة الشيوخ العقلاء . والجميع مطالب بالعمل الايجابي