...

التربية تبني القصور والقبور 3-3


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

مقال (3 – 3 )
بسم الله الرحمن الرحيم
التربية تبني القصور والقبور
د.اسماعيل صالح الفرا

 

معلوم أن التربية هي التي تبني القصور بنياناً مادياً ومعنوياً كما تبني نفوس الأفراد وعقولهم وكذلك المجتمعات ومستقبلهم ، فالتربية النافعة السليمة هي قوام المجتمع السالم السليم والصالح والمصلح الساعي إلى التطور باستمرار على الرغم من الصعاب...

والتربية التي نريدها لأبنائنا هي التي يجب أن تكون قبل مولد الابن ب (15 عاماً) على أقل تقدير وهذا كلام مهم وضروري ... نريد تربية قوامها أسرة سليمة البنيان والأركان . وبيان ذلك في تاريخنا القديم والحديث كثير  ... فعلى سبيل المثال : هذه هند بنت عتبة شاهدها رجل وهي تحمل ابنها معاوية بن أبي سفيان فتفرس وجهه وقال لها : سيكون له شأن في قومه ، فقالت ثكلته أمه إن لم يسد العرب والعجم.


وأم صلاح الدين الأيوبي كانت تهدده في سريره بقولها يا محرر بيت المقدس وليس ( يا عمرو دياب أو عبدالحليم حافظ أو ....)وأم محمد الفاتح كانت تأخذه إلي البحر وتقول له توجد بلاد بعد هذا البحر عليك أن تفتحها ... وتنشر الإسلام فيها ... ففتح القسطنطينية.


 وفي هذا المجال نذكر أن الدور العظيم للمرأة الفلسطينية سجله وسيجله التاريخ بمداد من الشموخ والعظمة والإباء والانتصار ، والأمثلة كثيرة  على ذلك .


فالأم ليست بحجم المدرسة كما قال الشاعر بل أكبر من حجم مديرية التربية والتعليم بل أكبر من ذلك ... والتربية المقصودة قوامها مدرسة سليمة بكل عناصرها المادية والبشرية والفكرية ... من أهدافها استثمار ما هو موجود بين أذني كل متعلم جهاز الكمبيوتر الذي يقدر بثلاثة بلايين دولار كما قال أهل الاختصاص ... فكم الخسائر التي نعاني منها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ... نريد تعليماً فعالاً لا تقليماً ولا تقزيماً ولا تلقيناً.

والتربية السليمة والمقصودة هي تزاوج الأصالة بالمعاصرة وتسعى إلى تحقيق الأهداف المنوطة بها ... وتنطلق من أن " الحكمة ضالة المؤمن" وأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ... وفي كل خير ... وقد قال أحد قادة الصهاينة :" بقاء إسرائيل مرهون بتخلف العرب " .


 وإذا لم نهتم ببناء عقولنا وقصورنا ستُبني قبورنا !!! وقبلها سنكون عبيد . والكلام عن التربية السليمة النافعة له أسسه وقواعده ومتطلباته ... ويحتاج فقط إلى رجال همتهم كهمة أبطال وعظماء هذا الوطن المعطاء ، ولن نعدم من هذا العطاء ، فالقصر في حاجة إلى القلم والفكر والسيف المخلص حينئذ تنصلح  وتغير الأحوال ... "ولا نقول اربط الثور مطرح ما يريد صاحبه"... وامشِ بجوار الحيط بل نقول أمشِ بكرامه وأنت ومرفوع الرأس "
 
 
إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ