...

أبو اللطف ...والمحضر السري


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

أبو اللطف ...والمحضر السري

م.بلال كمال الفرا

18.07.2009

بداية أتمنى من الله عز وجل أن يكون كلامي خفيف حيث أصبح النقد مرفوض حتى من أبناء فتح فمن ينتقد المتنفذون في فتح سيصبح حتما إما عميلا أو شاذا أو صاحب أجندة خارجية أو حزبيا حاقدا أو زهايمر وأنا والله فلسطيني أحب الخير لجميع الفصائل والأحزاب بل أؤكد بأنني تربيت في بيت أقرب لفصيل فتح من باقي الفصائل لكني آثرت فلسطين عن جميع الفصائل

إعصار تسونامي جديد -وما أكثر تسونوميات فلسطين-  نتج بعد إعلان فاروق القدومي عن محضر إجتماع سري تم بين أبو مازن ودحلان وشارون وضباط أمريكيين
 وكان الاجتماع حول اغتيال قادة الفصائل الفلسطينية واظهر مدى التعاون والتنسيق والتخطيط بين شارون ودحلان وابي مازن وأعلن القدومي بأن هذا المحضر حصل عليه من أبي عمار قبل إستشهاده أي قبل ما يقارب خمس سنوات ..بعد هذا الإعلان ترك فاروق القدومي تساؤولات عديدة : فكيف حصل على هذا التقرير؟ هل يعقل انه حصل عليه عن طريق عرفات ؟ وكيف وقع التقرير بيد الرئيس الراحل ؟ ولماذا دام الصمت خمس سنوات ؟ ولماذا تحول القدومي من مدافع لأبي مازن إلى عدو لأبي مازن ؟ إلى ماذا يهدف القدومي في نشر هذا المحضر في هذا الوقت بالذات؟ وهل ما قام به هو صواب؟ وما هو رد الفعل المطلوب أو المفترض أن يكون ؟
قبل محاولة الإجابة على هذه الأسئلة وجب إلقاء ضوء على "القدومي" فمن هو ؟  حيث ألاحظ أن نسبة كبيرة حتى من أبناء فتح لا يعلم من هو القدومي بل إعتبره البعض أنه حليف لحماس لأنه عادى أبو مازن,, وهذا إن دل فيدل على إنعدام الوعي والمعرفة لدى الجيل الجديد فلا يعلمون ولا يعرفون سوى من يسلط عليه الأضواء. فينتمون لنهج ولا يقرأون أو يعرفون شيء عن تاريخ هذا النهج وعناصر هذا النهج إن صح التعبير.
فاروق القدومي هو من مؤسسي حركة فتح فهو عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ 1969 ورئيس الدائرة السياسية للحركة منذ 1973 وهو من ضمن القيادات التي غادرت بيروت لتونس عام 1983 بعد الغزو الإسرائيلي للبنان , وهو وزير خارجية فلسطين في منظمة التحرير وهو من معارضي إتفاق أوسلو وهذا هو السبب لعدم ترشيح نفسه لرئاسة السلطه مكتفيا برئاسة حركة فتح,  إذن نحن نتحدث عن قيادي مؤسس ومؤثر في حركة فتح.
بعد وفاة الرئيس عرفات حدث خلاف لا أحد ينكره بين القدومي وأبي مازن وفي الغالب كان الخلاف حول القيادة , إلا أن هذه الخلافات بقيت محدوده لم تصل لحد المواجهه العلنية إلى أن جاء تصريح القدومي وإعلانه عن المحضر الذي حصل عليه قبل ما يزيد عن خمسة أعوام !!
لا أعتقد أن يكون التقرير أو المحضر قد وقع بيد القدومي من خلال أبو عمار فأميل للإحتمال بأن يكون التقرير وصل للقدومي عن طريق حماس بعد أن سيطرت على مبنى الوقائي ومبنى المخابرات "السفينه" حيث كان به كم هائل من المعلومات السريه بإعتراف ضباط مخابرات إسرائيليين وأمريكيين  هذه إحدى الإحتمالات لكن لا ينفي هذا أيضا من  إحتمال أن يكون أبو عمار قد حصل فعلا على هذا التقرير فليس من الصعب أن يكون لأبو عمار عيون على دحلان وخاصة أنه لا يأمن جانبه ويتوقع تمرده عليه في أي لحظة وقد حصل ذلك في مؤتمر عقده دحلان مع الصحافيين الأردنيين في الأردن
29/7/2004   حيث هاجم عرفات صراحة ومن بعدها إستمر في توجيه الإنتقادات لعرفات في اكثر من مجلس.

سبب الصمت
آلية وصول هذا المحضر للقدومي قد يكون فيه الإجابه عن سبب صمته على هذا المحضر فترة طويله وقد يكون سبب الصمت أيضا فيه مصلحه:

  •  مصلحة لفتح -إن كان القدومي فعلا حريصا على فتح -  فخشي أن يكون في عرض المحضر نشر للفتنه في وقت كانت فتح في خطر شديد - حيث توفى عرفات- فآثر إخفاء التقرير لتجنب الفتنه في وقت يرى أن أبا مازن من الذين يوثق بهم فقد يكون لديه إحساس في هذا الوقت بتصديق أبومازن وتكذيب التقرير ..فلا ننسى أن أبا مازن حصل على شهادات إعجاب وتقدير من شخصيات عرفنا عن خصومه قويه بينها وبينه ..وأذكر هنا تصريح الرنتيسي بأن أبا مازن رجل صادق وبعد أقل من شهر أعلن بأن أبا مازن خدعه وخدع جميع الفصائل ...وكذلك الرئيس الراحل الذي كان مرحبا كثيرا بأبو مازن وفي آواخر عهده كان هناك صراع شديد بينه وبين أبي مازن لدرجة أنه وصف أبو مازن ب "كرزاي فلسطين" وهناك الكثير من شهادات تثبت إنخداع أصحاب هذه الشهادات بشخص أبو مازن فلا أستبعد أن يكون أبو اللطف هو أحد هذه الشخصيات.

  •  مصلحه لشخص القدومي من أن يكون إستغل هذا المحضر للإبتزاز وللوصول لمناصب وهذا الأمر أستبعده,

 

 لكن الأمران يجرمان القدومي الذي أخطأ في التقدير وأخفى معلومات خطيرة كان في إظهارها مصلحه كبيرة لفتح إن صدق صحتها.
هدف النشر وردة الفعل :
بالتأكيد مؤتمر فتح المنوي عقده في بيت لحم هو السبب أو هو أحد الأسباب الرئيسية في إعلان القدومي, حيث أن المؤتمر سيتم في الأراضي الفلسطينية المحتله ومن المعلوم أن عدد كبير من قادة فتح - والغير مرضي عنهم أمريكيا صهيونيا – هم خارج الوطن ولن يستطيعوا الحضور لهذا المؤتمر وهذا بالتأكيد سيرفع رصيد أبو مازن ودحلان في هذا المؤتمر مما يؤدي لأن تكون النتيجه في صالح أبي مازن ضد القدومي وبالتالي سيرى القدومي بعد هذا المؤتمر  فتح جديدة "فتح عباس دحلان" أو "فتح السلام وفقط السلام" أو "فتح اللامقاومه واللا عسكرة " هنا  أعتقد أن القدومي إستشعر خطرا كبيرا ورأى أن يكشف المستور حتى ولو كان في هذا ضرر عليه.
كان متوقعا بعد مؤتمر القدومي أن يكون هناك هجوما عنيفا على شخص القدومي وهذا بالفعل ما حدث فكانت الإتهامات للقدومي بالزهايمر وبالفساد وبالجنون وإتباعه لأجنده خارجيه وغير ذلك من التهم ونسوا تاريخه النضالي تماما في حين كان من الأجدى أن تقوم فتح بفتح التحقيق الشامل والمحايد بحق الثلاثه دحلان والقدومي وأبو مازن ومعاقبة كل من أساء للحركة لا أن يتم تأليه الطرف المتهم
بفتح الهاء بالعماله والإجرام وتجريم الطرف المتهم "بكسر الهاء" الذي قد يكون ساعيا للإصلاح .

لو أن هذا الأمر تم في إحدى الدول المتحضرة لوجدنا التحقيق الشامل والتام من اجل الوصول للحقيقه ومن اجل معاقبة المجرمون لكن للاسف يتم هنا العكس فيتم المطالبه بمعاقبة ومهاجمة القدومي وترك المتهمين بالإجرام دون تحقيق
والسؤال الذي يجب فعلا أن يطرح هو : لماذا فعلا لم يتم التحقيق في مقتل عرفات بشكل جدي؟ ولماذا  صمت ناصر القدوة بعد أن كان متحمسا ؟ وأين ذهبت زوجة عرفات بعد أن كانت تهدد؟ ...كلنا يعلم بأن عرفات قد تم تسميمه وكلنا يعلم أن السم جاء لعرفات عن طريق من حوله ..فكيف لكم يا من تحبون عرفات كيف لكم أن تماطلوا في التحقيق في مقتل عرفات ؟؟!!
أخطأ القدومي في تأجيل عرض المحضر ولكنه أصاب حين قام بعرضه
وأخطأت فتح حين هاجمت القدومي ولم تفكر ولو للحظه في التحقيق في ما قال.