الخطة الجهنمية
أسامة عبدالستار موسى الفرا
التفاصيل
الخطة الجهنمية
7.6.2007
بقلم:بلال الفرا
"إذا وافقت إسرائيل على الخطة العربية للسلام فإن كل الدول العربية سترفع العلم
الإسرائيلي" ...محمود عباس الرئيس الحالي للسلطة الفلسطيني
"عملية السلام في خطر حقيقي " الملك عبد الله الثاني ملك الأردن
"إن السلام هو خيارنا الإستراتيجي" الرئيس الراحل ياسر عرفات
مقولات يتم تردديها كثيرا من قبل القادة فهل هي مجرد كلام أم لها مدلولاتها وأهداف
..قبل أن أجيب أريد العودة للتاريخ في إيجاز بسيط
فلسطين قبل مائة عام ...كيف كانت؟؟
كانت فلسطين تحت الحكم العثماني وكانت الحركة الصهيونية في بداياتها وكانت القومية
العربية أيضا في بداياتها ولكن للأسف كان نهج الحركة الصهيونية مواز لنهج القومية
العربية ولكن بأهداف مختلفة فكانا يسعيان للقضاء على الحكم التركي فكانت تهدف
الحركة الصهيونية إنشاء دولة صهيون على أنقاض حقوق وحريات وأملاك الغير بينما كان
هدف القومية العربية هو إنشاء المملكة العربية الموحدة والتي تشمل دول الشرق الأوسط
الحالي .
فكان العرب يعانون من الظلم والاستبداد في عهد الدولة العثمانية مما سهل الأمر على
رجل المخابرات البريطاني الشهير "توماس إدوارد لورانس- لورنس العرب" والذي سخر
العرب في محاربة الأتراك لصالح بريطانيا فوافق العرب حيث أنهم حصلوا على وعود بأن
البلاد ستعود لهم بمجرد طرد الأتراك ..نجح لورانس في خطته وكسب تأييد العرب كافة
وتم هزيمة الأتراك بأقل الخسائر في البريطانيين واقل جهد ..وأعجب الغرب بهذه الفكرة
فأصبحوا يطبقونها في معظم حروبهم ضد العرب ..فاستخدمت الفكرة في حرب الخليج الثانية
وحرب العراق وحاليا تستخدم نفس الفكرة في لبنان و وفلسطين.
فشلت القومية العربية في تحقيق أهدافها حيث نقض البريطانيون وعودهم للعرب .في حين
حصل الصهاينة على وعد بلفور وبدأت الهجرات الصهيونية إلى فلسطين بالتزايد بشكل كبير
وبدأ مدهم بالسلاح وحمايتهم من قبل المندوب البريطاني وتم بيع الأراضي الحكومية
للصهاينة حيث كانت هذه الأراضي في عهدة المندوب السامي.
بعد ذلك وبعد العمليات الإجرامية الصهيونية وعمليات المقاومة البطولية جاء قرار
التقسيم - 181- الظالم والذي أعطى 55% من الأراضي الفلسطينية لليهود ومن ثم جاء
إعلان دولة صهيون عام 1948م وكانت النكبة وتم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وقامت حرب 67 بين دولة الاحتلال وثلاث دول عربية –مصر,الأردن,سوريا- وكانت النتيجة
هزيمة كبيرة للعرب فاستشهد ما يقارب 25 ألف عربي وتم احتلال سيناء والجولان وتم
احتلال القدس والضفة الغربية حيث كانتا تحت سيطرة الأردن.. ولولا بسالة الفلسطينيين
لتم احتلال الأردن ..
هنا سأتوقف عن سرد التاريخ لأعود لهدف موضوعي هذا ..فقد قامت قناة الجزيرة الفضائية
للأخبار باستطلاع عن معلومات الشارع العربي عن حرب 67 " النكسة" ،والشيء المفاجئ
بأن عدد كبير لا يعرف شيء عن حرب 67 واعتبروا سبب ذلك هو أنهم لم يعاصروا هذا
التاريخ ..فكانوا صغارا.!!!!
بل إنها مصيبة كبيرة ..
فإن حكومات الذل وحكومات الهوان تسعى لشطب التاريخ ونسخه..إنهم يسعون إلى تغيير
الحقائق وتثبيت أن الصهاينة لهم حق عندنا هنا بل أصبحت الحكومات العربية مطالبة
بتوفير الأمن للصهاينة وأخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي يوصف فيه المقاوم للمشروع
الصهيوني بالإرهابي، وأن يوصف المطالب بطرد الصهاينة من كل الأرض الفلسطينية متشددا
!!!
أصبح العرب يلهثون وراء السلام مع الغاصب للأرض والعرض, وكثرت اللقاءات بين
المسؤولين العرب والصهاينة وما وراء هذه اللقاءات إلا المؤامرات على القضية
الإسلامية العربية الفلسطينية. فأصبح القادة يرددون شعارات مطالبة بالخنوع والسلام
مع الغاصب لتثبيت هذه الأفكار وهذه المطالب كهدف أسمى لنا عند أجيال العرب الجديدة
ولطرد فكرة إسترداد الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني.
إننا في حاجة لنشر الوعي, كلنا مطالبين بنقل الحقيقة ورفض الأفكار الغربية والتأكيد
بأنه ولا بد أن يأتي اليوم الذي نطرد فيه كل الصهاينة من أراضينا.
فلا بد أن نسعى لحرق كل علم صهيوني ارتفع على أراضينا لا أن نرفعه على الأراضي
العربية!!!!
إننا أمام هجمة صهيونية أمريكية شرسة ..فهم لم يكتفوا باحتلال الأرض وسرقة خيراتها
بل يسعون لأكبر من ذلك فيسعون لسرقة التاريخ واحتلال العقول.