في ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم
أسامة عبدالستار موسى الفرا
التفاصيل
في ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم
بقلم: القاضي علي الفرا
01-03-2009
بقلم: القاضي علي الفرا
01-03-2009
يطلنا شهر ربيع الأول والذي نستذكر فيه مولد الرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم, هذا النبي العظيم الذي أرسله الله رحمة للعالمين ليخرجهم من الظلمات إلى النور [إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا][ الأحزاب 45-46], {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107, هذا النبي الذي ادبه ربه فأحسن تأديبه , هذا النبي الذي كان خلقه القرآن, هذا النبي الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق هذا النبي الذي إمتدحه ربه بحسن الخلق {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4.
ونحن نعيش ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم والتي يجب أن نعيشها طوال أيام حياتنا فهي ليست ذكرى كغيرها من الذكريات, فنذكرها في يوم وننساها في باقي الأيام, فهذا الرسول الكريم الذي يجب علينا كمسلمين أن نسير على خطاه ونسير على هديه ونعيش سنته التي إن تمسكنا بها وبكتاب الله نجونا وإن تركناهما هلكنا.
في هذه الأيام نستذكر الرابط الإلهي بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى المبارك, مسرى صاحب الذكرى صلى الله عليه وسلم, هذا الاقصى الذي هو ثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين والذي تشد إليه الرحال, هذا الأقصى الذي يرزخ تحت الإحتلال الصهيوني البغيض هذا الأقصى الذي ينادي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أنه في خطر وأن الصهاينه يحاولون هدمه لبناء هيكلهم المزعوم هذا الأقصى الذي نادى بأعلى صوته أن صاحب الذكرى لا يريد من المسلمين إحتفالات ومهرجانات بل يريد رجالا يحررونه من ظلم الطغاة ورجس بني صهيون فهل تسمع الأمة الإسلامية النداء ؟ وهل يهب المسلمون ليكونوا على قلب رجل واحد نصرة لدين الله وتحريرا للأقصى .؟ أم أنهم فقط ينددون ويستنكرون ويشجبون!!
الاقصى يا مسلمين يريد أفعالا لا أقوالا لقد سئمنا الأقوال وسئمنا الشجب والإستنكار الذي لا يغير من الواقع شيئا, ها هي دولة الكيان الغاصب تسعى لتهجير ألف وخمسمائة فلسطيني من سكان "حي البستان" الذي هو أحد أحياء مدينة القدس ليقيموا مكانها حديقة عامة ... وليس الهدف الحديقة العامة ولكن الهدف الحقيقي هو القضاء على عروبة القدس وإسلامية القدس فهم يسعون لتهويد مدينتنا المقدسة وإخلائها من كل عربي مسلم والقضاء على أي شيء يمت للإسلام بصلة, ولا أدل على ذلك من تلك المرأة التي يجب أن نقف جميعا تحية وإجلالا لها "أم كامل" التي رفضت واسرتها عرضا بمبلغ خمسة عشر مليون دولار مقابل تنازلها عن منزلها الذي لا يساوي أكثر من ربع مليون دولار حسب ما ذكره ولدها, فهل فكرنا لماذا يدفع الكيان بهذا المبلغ في ذلك المنزل ولماذا يريد شراءه ب 60 ضعف لسعره الحقيقي؟!! إن الجميع مطالب أن يقف مع أم كامل وأسرتها ليعزز صمودها في خيمتها حتى تنال حقها.
إنني أستنهض المسلمين شعوبا وحكاما وهم يعيشون ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يهبوا لنصرة القدس وإسلامية القدس وعروبة القدس ليبقى المسجد الأقصى شامخا كما كان وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ولعله من حسن الطالع ومن بركة صاحب الذكرى صلى الله عليه وسلم ومن بركة هذا الشهر الكريم ان يعقد الحوار الفلسطيني الفلسطيني في القاهرة وفي هذه الأيام المباركة ليكون حوارا جادا ومسؤولا حوارا ينهي الإنقسام الذي لا يستفيد منه إلا أعداء هذا الشعب المكافح الصابر الشامخ شموخ جبال فلسطين, ليكون حوارا يعيد اللحمة لأبناء هذا الشعب العصي على الكسر وليتذكر المتحاورون أنهم أبناء شعب فلسطين وأن الشعب كله في دائرة الإستهداف بكافة أطيافه وفصائله والوانه ليتذكروا أنهم جميعا في دائرة الإستهداف وليعلموا أن عليهم أن يعودوا متفقين, وإلا فإن الشعب لا يريد أن يراهم منقسمين متناحرين.
كفى فرقة وكفى إنقساما وكفى تشرذما فالمشروع الفلسطيني كله في خطر والقدس في خطر والأقصى في خطر ولن يزول الخطر إلا بوحدة أبناء هذا الشعب, لن يزول الخطر إلا بكون الضفة وغزة وحدة واحدة لقد إستهدفت غزة وإستهدف كافة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة ولم تكن رصاصات العدو وصواريخه تفرق بين فصيل وآخر بل كانت تدمر الحجر والشجر والبشر دون إستثناء.
إن قوتنا في وحدتنا {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }آل عمران103, وإن ضعفنا في تفرقنا فإذا أردنا القوة والمنعة والنصر فعلينا التوحد تحت راية التوحيد التي تجمعنا فكلنا مسلمون عرب فلسطينيون.
يا أحبتي في الله اليهود هم اليهود في كل عصر وأوان وهم مثيري الفتن فكلكم يعلم, ولكن للذكرى فقط , عندما وحد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة المسلمين وآخى بين المهاجرين والأنصار وآخى بين الأوس والخزرج, كيف تسلل شاب يهودي بأمر من كبارئه إلى صفوف المسلمين ليزرع بينهم الفتنه ويذكرهم بحروبهم السابقة وبأشعارهم التي كانوا يتغنون بها حتى تسللت الفتنة إلى قلوبهم وكادت أن تعصف بهم وتعيدهم إلى حرب الجاهلية لولا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ومن طلبه لهم وإعادتهم إلى رشدهم ليضعوا السلاح ويعودوا إلى وحدتهم ووحدة صفهم وكلمتهم "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم , دعوها فإنها منتنة"
أاليسوا هم اليهود الذين أثاروا الفتنة بين أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها وبين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؟ أليسوا هم اليهود "الصهاينه" هم الذين إنتخبوا اليمين المتطرف في إنتخاباتهم الأخيرة وجاؤوا بهذا النتن "نتنياهو" إلى سدة الحكم ؟
اليهود كلهم متطرفون فحزب كاديما ليس أقل تطرفا من الليكود أو من إسرائيل بيتنا ... فبالأمس القريب 27-12-2008 كانت الحرب على قطاع غزة من صنع كاديما والعمل. يجب أن نعلم أن هذا الكيان الغاصب يتغذى على متناقضاتنا فهو لا يغلب طرفا على آخر .. بل يريد الكل فينا ضعيفا ليحقق مآربه وأطماعه,
من أجل ذلك يا قادتنا من جميع الإتجاهات .. يا قادة هذا الشعب الذي يعلق عليكم الآمال العراض, عليكم أن تكملوا ما بدأتموه وأن تحققوا لهذا الشعب ما يتمناه منكم من وحدة كلمة, ولحمة وطن وشعب .. تعالوا عن المصالح الشخصية والأهواء الحزبية الضيقة وليكن هدفكم هو مصلحة شعبكم ومصلحة قضيتنا الوطنية ومشروع التحرر الوطني الفلسطيني .. لتتحد القوى كل القوى في مواجهة التطرف الصهيوني .. ولنكن يدا واحدة لبناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وفق الله قادة هذا الشعب لما يحب ويرضى وسدد على طريق الهدى خطاه.