...

النصر لمن ؟؟!!


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

النصر لمن؟؟

بقلم بلال الفرا

21-01-2009

 

بعد إعلان وقف إطلاق النار من قبل أولمرت -وبشكل مسرحي هزلي يسعى لتقوية "المعتدلين"- وبعد إنسحاب الجيش الصهيوني من قطاع غزة ..هل يحق لنا بإعلان النصر ؟؟!!

 

دفعني إلى هذا التساؤل تشكيك البعض في النصر والمبررات بأن عدد قتلانا –ونحتسبهم عند الله شهداء- عددهم كبير وأن الجيش الصهيوني إستطاع الوصول لمشارف المدن بل دخل قليلا في غزة ...كما إستطاع الوصول لبعض القيادات وغير ذلك من الأهداف وتفريغ "بنك معلوماتهم" من الأهداف..

 

وحتى نجيب على هذا التساؤل علينا أن نعود بالذاكرة قليلا إلى ما قبل الحرب إلى تاريخ إنتهاء إتفاق التهدئة والتي أبرمت بين الفصائل الفلسطينية والصهاينه من خلال مصر التي لعبت دور الوسيط, هذه التهدئة التي نفذت فيها البنود الملزمة لطرف المقاومة ولم تنفذ البنود التي من المفترض أن يلتزم بها جيش الإحتلال الصهيوني فتم وقف إطلاق الصواريخ في حين تبقت المعابر مغلقة والحصار محكم , وبالتالي عند إنتهاء فترة التهدئة كان الرفض التام من الفصائل لتجديد هذه التهدئة والتي لا فائدة منها سوى الراحة للمستوطنين في سديروت وغيرها من مدن محتلة وقريبة للقطاع , فكانت الفصائل بحاجه إلى ما يلزم الطرف الصهيوني بإلتزاماته وأذكر أن أبناء أحد الفصائل الكبيرة أعلنوا برفض تجديد التهدئة وأعلنوا أن حماس –بصفتها المسيطرة على القطاع- ستكون متخاذلة وتبحث عن مصالح تخصها إذا وافقت على تجديد التهدئة وأذكر أن هذا الكلام تم نشره في العديد من المواقع والمنتديات ومنهم منتدى الفرا.

 

عند إنتهاء التهدئة أو قبل الإنتهاء بأيام قليلة قام الجيش الصهيوني بإرتكاب مجازر في منطقة الوسطى وكان هناك العديد من الشهداء وإستمرت العمليات الصهيونية بشكل متقطع في قطاع غزة مما أدى لوقوع المزيد من الضحايا والشهداء وبالتالي كان الرد من فصائل المقاومة.

 

وأنا هنا لا أريد أن أبحث عن مبرر لصواريخ المقاومة فلفصائل المقاومة الحق في إستهداف الصهاينه طالما هناك أرض فلسطينية محتلة وطالما أن هذا في مصلحة قضيتنا, لكن من ما سبق أريد أن أوضح بأن الفصائل جميعها أجبرت "بضم الألف"على عدم تجديد التهدئة وأجبرت على أن يكون ردها عنيفا في إطلاق الصواريخ, فإما تهدئه مريحه للشعب أو بقاء الحال على ما هو من مقاومة شرسه ضد الإحتلال, وهذا الأمر أزعج جيش الإحتلال الصهيوني وقادته فشعروا أن في هذا ضياع لهيبتهم كما رأى قادة الإحتلال بأنهم لو نجحوا في حربهم سيكون المصلحه الشخصيه لهم من نجاح في الإنتخابات وتقوية مكانتهم, لهذا كان قرار الحرب من قبلهم.

 

ووضع قادة جيش الإحتلال أهداف ديناميكية تغيرت مع تغير الزمن ومع طبيعة المقاومة على ساحة المعركة ففي بداية الحرب وضعوا هدف القضاء على حماس , ومن ثم تغير الهدف إلى القضاء على الصواريخ ومن ثم تغير الهدف إلى تحديد قدرات المقاومة.

 

في حين فإن فصائل المقاومة لم يكن لهم أي أهداف سوى منع الجيش الصهيوني من تحقيق أهدافه والصمود بقدر الإمكان لأن هذه المعركة فرضت عليهم فرضا.

 

ومن خلال متابعتنا للمعركة نستطيع أن نحكم لمن النصر وإليكم موجز بسيط لهذه المتابعه:

1- الصحف الصهيونية المستقله: والتي أكدت بوجود عشرات الجثث في الثلاجات ولم يتم إخراجها بعد ..كما تحدثت هذه الصحف عن روايات الجنود وعن الأشباح الذين يقاتلونهم والحبال التي مع المقاومه من أجل ربط أسرى صهاينه وحديثهم عن الألغام الموجوده في كل مكان,وعن ضحايا النيران الصديقه وضحايا حوادث السير, ولا ننسى حديث هذه الصحف عن التكتيم الإعلامي الكبير لجيش الإحتلال وإمتعاض الإعلاميون الصهاينه من ذلك.

2- العمليات المصورة: وتظهر الجزء اليسير من عمليات المقاومة وتوضح كيف أن هناك إعداد لكمائن وأن هناك قنص

3- الجزيرة: والتي أظهرت الأخبار من مصادر متعددة واظهرت بعض الجنود الصهاينه الجرحى كما أظهرت شهدائنا وكيف أنهم أبرياء مدنيين أطفال نساء وشيوخ تظهر مدى الحقد الصهيوني الأعمى وكيف أنهم يضربون دون تحديد هدف معين بل الكل مستهدف ...أظهرت الجزيرة وحسب روايات المصابين والأطفال والكبار بأن معظم الضحايا إن لم يكونوا كلهم كانوا مدنيين لا سلاح معهم ..كما أظهرت الجزيرة كيف إستاء قادة الصهاينه من عدم مقدرتهم في إعتقال مجاهدين من المقاومة وأظهرت أيضا تقارير عسكريه من خبراء عسكريين كبار أظهروا إعجابهم بصمود المقاومة فترة الثلاث أسابيع وأعجبوا بثبات وبسالة المقاومة في صد الإجتياحات الصهيونية على كل المحاور ومنها إفشال مخططات الصهاينه في الإنزال البحري, كما أظهرت الجزيرة صمود المقاومة إلى آخر لحظة إلى وقت إعلان وقف إطلاق النار وأن الصواريخ إستمر إطلاقها إلى وقت وقف إطلاق النار

4- مصادر المقاومة: حيث أظهر كل فصيل خسائره وعملياته الجهادية كما أظهروا عدد الجنود الصهاينه الذين تم قنصهم وقتلهم بشكل مباشر.

 

من هذه المصادر يتبين بأن أهداف الجيش الصهيوني لم تتحقق سوى قتل المدنيين وهذا عسكريا لا يعد نصرا بل هذا يعتبر هزيمة أخلاقية للجيش الصهيوني وقد تم تصوير ذلك عالميا وهناك مظاهرات إحتجاج واسعه وعالمية أظهرت فاشية هذا الجيش وقد وصلتني رسائل عدة من عرب وأجانب تظهر الشبه الكبير وبالصور بين جرائم الصهيونية في غزة وجرائم النازية.

 

فجيش الإحتلال هزم عسكريا بإسقاط أهدافه وإفشالها وهزم أخلاقيا بجرائمه ضد المدنيين العزل وبيد العرب أن يهزموه سياسيا لو تكاتفوا معا وخرجوا بقرارت جريئة.

 

من هنا أستطيع ان أقول بأن المقاومة إنتصرت نصرا كبيرا في صمودها وثباتها ومنعها لجيش الإحتلال من تحقيق اهدافه, من هنا يجب أن نقر جميعا بأن المقاومة لا يمكن إقصائها عن قيادة هذا الشعب بل يجب أن تكون مؤثرة ولها دور كبير في القيادة, من هنا أثبتت المقاومة بأن هيبة جيش الإحتلال الصهيوني قد كسرت.

 

إنه نصر كبير لا يجوز أن نعمل على تقزيمه بل نفرح بهذا النصر ونحتفل به ونشكر المقاومة ونحييها على هذا الجهد, وأيضا من هنا وجب التنبيه فإن المعركة لم تنتهي وبالتالي وجب على المقاومة أن تستعد لما هو قادم من معارك لن تقل شراسة عن ما حدث في غزة و كثيره هي المهام الملقاه على عاتق فصائل المقاومة ..أذكر منها :

أولا: أمر الحوار: لا شك أن أبو مازن أخطأ كثيرا خلال الحرب ولم يستغل الأمر بشكل مرضي للشعب الفلسطيني لكن رسالتي لفتح بأن حماس موجودة ولا يمكن إقصائها ونفس الرساله أوجهها لحماس بأن فتح موجودة ولا يمكن إقصائها وبالتالي أصبح بأننا فعلا بحاجه الى ما يلي:

1- الوحدة وطنية ونبذ كل الخلافات وإزالة كل العقبات سواء كانت شخصيات او نقاط خلافيه

2- وقف الحصار وفتح معبر رفح

3- وبعد رفع الحصار بعامين -على الأقل - يتم التفكير بالانتخابات فلا يجوز ان يتم الانتخابات والحصار موجود والا فسيكون للحصار دورا في تحديد نتيجة الانتخابات وهذا مرفوض.

4- إصلاح منظمة التحرير لتكون هي المرجع الأكبر ولينضم لها الجهاد الإسلامي وحماس وباقي القوى الفاعلة والمؤثرة في دعم القضية الفلسطينية وأعتقد بأن السلطه من المفترض لا يكون لها تواجد لأننا لا زلنا في طور التحرر وبالتالي من المفترض أن تصب كل الجهود في إصلاح منظمة التحرير ودعمها لتكون هي المرجع الأكبر والأكثر نفوذا.

 

فإن كان ما سبق صعب تحقيقه فإنني أؤيد إقتراح المحلل السياسي الكبير عزمي بشارة والذي أقتبس منه ما يلي :

"لقد آن الأوان أن تفكر حماس والجهاد والجبهة وغيرهم من طاقات وقوى الشعب الفلسطيني بتشكيل إطار تحرر وطني موحد مقاوم في كافة أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، يحمل برنامجا وخطابا مؤهلا لقيادة الشعب الفلسطيني. وجود هذا الإطار وهذا الخطاب هو الذي سوف يشكل القوة الضاغطة والرافعة لإعادة بناء منظمة التحرير.

في هذه الحرب أدرك الجميع ما معنى دور الأجهزة الأمنية في الضفة، وما معنى تغييب منظمة التحرير حتى في الشتات وتهميشها من قبل السلطة. ولذلك فإن المهمة أعلاه مهمة تنظيم وتأطير بقية مناطق تواجد الشعب الفلسطيني، هي مهمة لا تحتمل التأجيل. فليست مهمة غزة أن تقاوم عن كل الشعب الفلسطيني، ولا مهمة الآخرين أن يتضامنوا."

 

ثانيا: كما من مهمة الفصائل هو إعادة التسلح بسلاح جديد يكون مهمته التصدي للدبابات وللطيران ...المقاومة بحاجه لمضادات الطيران والدبابات وقد أثبتت بعض الأسلحة كفائتها في حربيى لبنان وغزة فوجب توريد هذا السلاح وبكثرة لان الحرب لم تنتهي.

ثالثا: البحث عن العملاء وتنفيذ العقوبة المناسبه بحقهم فكما للزنانة من تأثير سلبي كبير على المقاومة من الجو فإن العملاء هم الزنانه الأرضيه والذين لهم الأثر الكبير ضد المقاومة ..فوجب العمل وبشكل فوري على فكفكة شبكات العملاء وتقديمهم للمحاكمه.

 

وكثيره هي المهام لفصائل المقاومة ...فوجب الإسراع والإستعداد لما هو قادم لننتقل من نصر إلى نصر وليستمر النصر ليكون حليفنا

 

والله المستعان.