...

عباس والإنتخابات


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

عباس ...والإنتخابات

م.بلال الفرا

19-12-2008

 

 

تناقلت الصحف هذه الايام اخبارا تفيد بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعتزم تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في نيسان (ابريل) المقبل، وانه سيعلن ذلك في مرسوم رئاسي يصدره قريباً.

وان هذا الاجراء كنوع من لوي الذراع لحماس ..هنا تذكرت كلمه ذكرها الكاتب الكبير حمدي قنديل حيث استنكر تهديدات عباس المستمرة مطالبا الرئيس عباس ان "يختشي" فهو مجرد "رئيس على الرف رئيس دولة تعيش على المنح والمعونات "

عندما ذكر هذا الكلام وكفلسطيني حر تضايقت جدا فهذا الرئيس من المفترض أنه يمثل شعب قوي حمل اللواء في الدفاع عن كرامة الامة ..هكذا يوصف رئيسها !! لكن في نفس الوقت هل الكاتب الكبير حمدي قنديل مخطيء في توصيفه ؟؟

بل محق ومبدع في التوصيف فاي دولة يوهم عباس نفسه بها واي دولة يرأسها عباس فاركان الدولة اربعه :

-          الشعب: ويشترط ان يكون مترابطا ومنسجما ..وعلى عهد الرئيس لم يعد هناك اي ترابط واي انسجام

-          الاقليم: وكله مسلوب فارضنا كاملة محتلة لا توجد سوى غزة التي حررت وحوصرت والتي هي ليست تحت سلطة عباس فلا يستطيع ان يحكم عليها باجراء الانتخابات عليها

-          السلطة: أو التنظيم السياسي أو السلطة السياسية والتي تهتم بوظائف البلد الداخلية والخارجية ويلزم مع السلطة السيادة والسيادة نوعان سيادة داخلية وسيادة خارجية ويفتقر عباس لهذه الخاصية فلا سيادة لنا داخليا ولا خارجيا فكيف لمن هو مسلوب السيادة ان يامر باجراء الانتخابات

-          الاعتراف: فلا إعتراف في ظل غياب الأركان السابقة بل للأسف نجد الأشقاء قبل الغرباء يتسابقون على التطبيع بدولة صهيون الغير شرعية على حساب حقوقنا وحريتنا.

 

..نحن لدينا المقومات التاريخية والثقافية الحضارية التي ستجعلنا يوما ما نعيد ارضنا ونقيم عليها دولتنا فالاستمرارية لنا نحن الحق والزوال لهم هم السراب ...لكن الواقع حاليا هو ان جميع اركان الدولة منا مسلوبه ولهذا نحن هنا امام سؤال مهم : هل نحن في مرحلة بناء دولة ام مرحلة التحرير ؟؟ لا توهموننا اننا في مرحلة بناء دولة فلا سيادة لدينا على الارض فقبل التفكير في الدولة علينا التفكير في التحرير والسيادة وحتى يتم التحرروالسيادة وجب ان نكون يد واحدة فنحن لسنا شعب حماس وشعب فتح بل شعب فلسطين يجب ان نسعى الى الترابط وتقوية الانسجام بيننا لا ان نزيد الهوة اتساعا.

للأسف أرى أن السيد الرئيس لا يولي شعبه أي نوع من الإهتمام بل يساهم مع الطغاة العرب ومع الصهاينة في تشديد الحصار على قطاعنا الحبيب فتارة يهدد بجعله إقليم متمرد وتارة يقلل من شأن وخطوات النشطاء الأحرار الدوليين في فك الحصار فيوصف سفن غزة حرة بأنها فاشلة وفرقعة إعلامية لا فائدة منها وتارة نجده لا يعير الحوار أي إهتمام فلا يقدم أي خطوات ملموسه تظهر حسن النية ونجده يتعالى ويرفض الجلوس مع قادة حماس ولا يمانع من الجلوس مع أولمرت وبوش, وغير ذلك من إجراءات القمع ضد النشطاء السياسيين ومنع الرواتب عن أبناء شعبه الذين لا ينتمون لحزبه فكأنه رئيسا لجهة واحدة ومحددة.

فهذا الرئيس الذي وصفه عرفات بكرزاي فلسطين فلا ننسى كيف كانت الإدارة الأمريكية والصهيونية تضيق الخناق على عرفات في سبيل أن يسلمه صلاحيات رئاسة الوزراء وهو المنصب الذي طالبت به الولايات المتحدة والصهاينه بهدف إضعاف عرفات والحصول على التوقيع فكان النظام الدستوري الفلسطيني قد أعطي كل الصلاحيات في شخص الرئيس عرفات ليعطيهم التوقيع لكن عندما فشلوا معه في كامب ديفيد عملوا على أن يخلقوا منصب رئيس الوزراء  وأن يتم تعديل الدستور وتم ذلك بعد حصار عرفات.

ليس هذا الرئيس الذي يريده الشعب الفلسطيني فالشعب يريد رئيسا يكون هو فعلا من الشعب ومع الشعب يمثل الشعب بطريقه مشرفة تتناسب مع نضاله وكرامته فلا نريد رئيسا يبحث عن رضا الصهاينة والغرب على حساب وطنه وشعبه لا نريد رئيسا يقلل من قيمة المقاومة ويسعى لتدميرها ويصفها بالحقيرة لا نريد رئيسا مسلوب الإرادة والسلطة والحكمة والوطنية..فنريد رئيسا مسؤولا.

وما فكرة إجراء الإنتخابات في هذا الوضع الفلسطيني السيء إلا إقرارا للامسؤولية لدي الرئيس عباس وعدم إكتراثه لنتائج هذه الإنتخابات والتي لن تكون إلا ترسيخا للانقسام, وبكل المقاييس فإن مثل هذه الانتخابات محكوم عليها بالفشل لعدة اسباب :

-          قاعدة جماهيرية كبيرة ستقاطع الانتخابات فمن ينكر ان لحماس قاعدة جماهيرية ليست بسيطه في الضفة.

-          قطاع غزة لن يجري عليها اي نوع من الانتخابات لان السلطة المستلمة لزمام الامور في القطاع ترفض اجراء هذه الانتخابات.

-          إنعدام وجود جيش محايد او اجهزة امنية محايدة لحماية نتيجة الانتخابات ..فاين هو الجيش المحايد واين هي المرجعية الموحدة للشعب الفلسطيني.

-          حالة القطاع والضفة غير مستقرة فكيف سيتم إجراء إنتخابات في أوضاع غير مستقرة؟؟!!

نحن لا زلنا في مرحلة التحرير لهذا كان من الأجدى العمل على إصلاح منظمة التحرير فيتم طرد الشخصيات التي لا تمثل سوى نفسها  وإعادة بناء المنظمة لتكون ممثلة لجميع القوى الفاعلة على الساحة الفلسطينية الداخلية والخارجية وأقول القوى الفاعلة لا الهرمة المنتهية , وهذا يتطلب تواجد قادة جميع الفصائل على دائرة مستديرة واحدة لا وسيط بينهم, بهذه الطريقة فقط من الممكن أن نصل لشيء ملموس, بهذه الطريقة فقط من الممكن أن نحمي نتيجة الإنتخابات أو أي قرار فلسطيني عليه إجماع الشعب الفلسطيني فيكون الجميع مجبرا على إحترام النتيجة ايا كانت.