...

أوباما .... عام دون خطوة للأمام


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

أوباما .... عام دون خطوة للأمام

 

     بقلم الصحافي/ يحيى ناجح الفرا

 

جاء انتخاب أوباما الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة الامريكية بعد انخفاض شعبيتها عالميا الى اقصى حد وبعد ان ضاق العالم ضرعا وبخاصة العالم العربي بالرئيس السابق جورج دبليو بوش الذي ودعه  الشعب العربي ـ ممثلا بمنتظر الزيدي ـ بالحذاء ليكون خير وداع لأسوأ رئيس .

ولنتعرف ان الكثير من ابناء شعبنا العربي استبشروا خيرا بصعود أوباما الى سدة الحكم في الولايات المتحدة وذلك لأنه ينحدر من اصول افريقية ولأنه اول رئيس أمريكي اسود ولأنه طرح شعارات تبدو واقعية وجريئة في حال تطبيقها ولكن بعد مرور عام ترى هل لازال سقف التوقعات على ماهي عليه؟

لنرجع الى  خطاب أوباما الشهير في جامعة القاهرة الموجه الى العالم العربي والاسلامي .... فلقد حاول اوباما تبديد مخاوف العالم العربي والاسلامي من سياسات الولايات المتحدة بعد سياستها في العراق وبعد تاييدها المطلق لاسرائيل واطلاق يدها في الشرق الاوسط  وبات المراقبون يترصدون السياسة الامريكيةفي عهد اوباما لمقارنتها مع سياسة الادارة الامريكية السابقة واذا ما اردنا ان نرى مدى انجاز أوباما للوعود التي قطعها على نفسه نجد الفشل الذريع . ففي الملف الفلسطيني نجد انه وبعد مرور عام لم يتقدم هذا الملف ولو لخطوة واحدة فبعد ان كان يصر أوباما على وقف شامل للاستيطان نجده الآن يوافق على وقف مؤقت لايشمل القدس المحتلة وفي هذا تراجع واضح لما اعلنه من قبل كما وانه لم يتقدم  بخطاب الضمانات التي طالبت بها الدول العربية ولذلك فان عملية السلام التي كان متحمسا بشدة لا زالت متوقفة.

وفي الملف العراقي كان أوباما قد وعد بسحب قواته من العراق فلم يتم سحبها بعد كما ان الحالة الامنية لم تتحسن هناك بعد بل انها تشهد تصعيدا في نوعية العمليات وارتفاع القتلى العراقيين .

 

وفي الملف الأفغاني فبالرغم من ارسال قوات امريكية جديدة الى افغانستان الا أن الوضع الامني في تراجع وتدهور مستمر فقد تزايد اعداد القتلى الامريكيين والافغانيين ويعتبر هذا الملف الاكثر تعقيدا لادارة اوباما .

 

وفي الملف الإيراني فكان اوباما قد وعد بإتباع لغة الحوار سبيلا لانهاء هذا الملف لكنه يستخدم لغة الحوار تارة ولغة التهديد تارة اخرى دون ان يحرز أي تقدم على هذا الملف وهو ما يعني فشلا له ايضا في هذا الملف حتى الآن .

 

اما في ملف غوانتانمو  فقد تضاءلت امال العالم في اغلاقه بعد ان كان اوباما قد وعد باغلاقه حيث لايزال 198 معتقلا يقبعون هناك وسط تخوفات من ادارة أوباما من اطلاق سراحهم ليعودوا الى معاداتهم للولايات المتحدة ـ على حسب قول المسؤولين  الامريكيين.

واذا اردنا ان  نتحدث بموضوعية على بصمات أوباما بعد مرور عام على توليه الحكم فاننا يجب ان نذكر ان الثقة بالنفس الزائدة عن الحد اضعفت من قوة أوباما على المناورة ووضعته في مشكلة امام التحديات فلقد حاول ان يحسن صورة الولايات المتحدة في العالم العربي والاسلامي  من خلال دغدغة مشاعرهم كما حاول ان يقرب بين الغرب والاسلام وهو ما اتضح في خطابه  الشهير في جامعة القاهرة  لكنه لم يحقق أي خطوات ايجابية ملموسة  على هذا الصعيد بمعنى ان الوضع ظل على حاله.

  ان تحليل الامور بموضوعية اكثر يقودنا الى القول ان مشكلات المنطقة شديدة التعقيد وان اوباما يعمل في اطار مؤسسي شديد التعقيد وفي ظل جماعات الضغط (اللوبي الصهيوني الشهير) كما انه يحاول ان يظهر اما الرأي العام المريكي بمظهر الامريكي الغيور الحريص اشد الحرص على بلاده وذلك لانحذاره من اصول افريقية وبعد نعتة بالاسلام من الكثيرين ولذلك فهو يعمل جاهدا على محو هذه الصفة عنه. اضف الى ذلك ان الكونجرس الامريكي يشارك الرئيس في صنع القرارات وفي صياغة السياسة الخارجية بصورة مؤثرة .

واذا كانت تقاصيل بصمات أوباما على  الصعيد الامريكي لايشغلنا كثيرا لكننا نعرج عليه قليلا فعلى الصعيد الاقتصادي الشديد الحاحا فان الوضع الاقتصادي لم يتحسن بصورة ملحوظة بعد كما ان نظام التأمين الصحي لم يستطع أوباما تسويقه بالصورة المطلوبة أضف الى ذلك ان الحزب الديموقراطي الذي ينتمي اليه أوباما خسر مؤخرا الاغلبية التي كان يتمتع بها في مجلس الشيوخ ليصبح له 59 مقعدا وهو ما يهدد اطلاق يد اوباما كما يعتبر اول اختبار سياسي مهم له ومن المرجح ان ينعكس ذلك على بعض الاصلاحات التي هو بصدد القيام بها .

ترى هل يستطيع أوباما أن يحقق شيئا مما وعد به سابقا خلال السنوات الثلاث المتبقية له في الحكم . وفي هذا السياق حري بنا نحن العرب ان نتخذ خطوات فاعلة باتجاه تحقيق الوئام والانسجام بين الدول االعربية لتصبح قوة سياسية واقتصادية مؤثرة في المنطقة

ويجب عدم المراهنة على هذا الرئيس او ذاك او هذه الدول او تلك لان لغة المصالح هي التي تحكم السياسة الخارجية للدول والتاريخ حافل بالامثلة التي تؤكد ان تعليق الامال على الغرب سرعان ما تذهب ادراج الرياح . وعلينا نحن الفلسطينيون ان نعمل على تحقيق المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام البغيض ونرسخ وحدتنا الوطنية التي يتوق اليها كل فلسطيني غيور على دينه ووطنه  ولنقف وقفة رجل واحد امام المؤمرات والدسائسالاسرائيلية والاقليمية والدولية التي تحاك ضدنا.