...

((أبو جهاد)) .. أول الرصاص وأول الحجارة


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

صفحة جديدة 1

 

                        ((أبو جهاد))

                 أول الرصاص وأول الحجارة

                                           

كان شعبنا يوم الخميس السادس عشر من ابريل عام ثمانية وثمانين على موعد مع مأساة جديدة تضاف إلى سلسلة المآسي والفاجعات التي عانى منها ولازال ...  كيف لا وفي هذا اليوم الذي يمر ذكراه هذه الأيام كان اغتيال القائد خليل الوزير((أبو جهاد)) احد ابرز القادة العظام والذين سطروا أروع الأمثلة في القيادة والنضال والتفاني من اجل فلسطين .

أبو جهاد .. ونحن نعيش هذه الأيام الحالكة البائسة على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية وحتى الوحدوية... نقول لك اننا نستذكرك

ايها القائد الفذ العظيم ،افتقدناك  في زمن عز فيه الرجال.. في زمن اصبح الرجولة تقاس لدى البعض بمدى القدرة على الردح عبر الفضائيات..

افتدقدنا الى اسلوبك الدقيق فيد ادارة الصراع والازمات افتقدنا الى اسلوبك في العمل الوحدوي  المخلص الجاد

افتقدنا شخصيتك القيادية الكارزمية ومآثرك العظيمة لقد كان قائدنا ابا جهاد مناضلا عنيدا فذا لايشق له غبار، مارس العمل النضالي منذ ريعان شبابه

حيث شارك مع قائد ثورتنا الزعيم / ياسر عرفات في تاسيس حركة فتح ومكث فترة قصيرة في الكويت ثم غادر الى الجزائر حيث

افتتح مكتبا لحركة فتح  هناك كما اقام معسكر تدريب للفلسطينين المتواجدين على ارض الجزائر.

ثم غادر الجزائر عام 1965 الى دمشق ليقيم مقر القيادة العسكرية وخلال حرب عام 67 قام بتوجيه علمليات عسكرية ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي في الجليل الاعلى ثم تولى بعد ذلك مسؤولية القطاع الغربي في حركة فتح وذلك منذ عام 67 وحتى عام 82 وكان له دور بارز في قيادة معركة الصمود الاسطورية في بيروت عام 82 امام الآلة العسكرية الصهيونية.

شغل ابوجهاد العديد من المناصب فقد كان عضوا في المجلس الوطني و عضوا في المجلس العسكري الاعلى للثورة وعضوا في المجلس المركزي

 لمنظمة التحرير ونائبا للقائد العام لقوات الثورة

لكن الحدث الابرز في حياة هذا القائد العظيم كان عند قيام الانتفاضة المباركة في الاراضي المحتلة فقد كان ابو جهاد ذو عقلية نضالية متميزة

وكانت لديه القدرة على استقراء الماضي والاستفادة منه في تدبر الحاضر فقد تنبأ قائدنا العظيم بقيام الانتفاضة المباركة وكم كانت سعادته بقيامها حيث تبناها وقام بتوجيهها ومن اقواله المأثورة التي سيذكرها التاريخ

(::لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة )و(الانتفاضة قرار دائم وممارسة يومية تعكس اصالة شعبنا وتواصله التاريخي المتجدد::)

و(::ان مصير الاحتلال يتحدد على ارض فلسطين وحدها وليس على طاولة المفاوضات::)

لقد استحق ابوجهاد بحق ان يطلق عليه مهندس الانتفاضة رغم الفترة الزمنية القصيرة التي عاشها من عمرالانتفاضة الا انه استطاع ان يضع الاساس المنظم من خلال العمل الوحدوي في الاراضي المحتلة مع جميع الفصائل

ولما ايقنت اسرائيل خطورة القائد (( ابا جهاد)) لما يتمتع به من ذكاء خارق من حيث التخطيط للعمليات الفدائية والاختيار الدقيق للاهداف المنمتقاة

فقد وضعته على سلم قائمة الاغتيلات وذلك بعد اشرافه على عدة عمليات فدائية ناجحة كان ابرزها عملية ميونخ وعملية دلال المغربي ثم عملية مفاعل ديمونة التي كانت الحاسمة في الاقدام على اغتياله لمدى خطورتها

ففي السادس عشر من ابريل عام 1988 يوم الخميس كان التنفيذ  حيث تم انزال عشرن عنصر من قوات الكومندز الصهيونية من 4 سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عمودتين للمساندة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة  قامو بقتل حراس منزله ولما سمع رحمه الله صوت ضجة بالمكان خرج من مكتبه مشهرا مسدسه نحو الصهاينة القتلة الا انهم صبّو جام حقدهم على قائدنا البطل لتستقر سبعون رصاصة من رصاص الغدر في جسده الطاهر

..لقد كان اغتيل ابو جهاد عملا مدروسا بدقة وعناية فائقة لما يمثله من تحدي لاسرائيل فقد اراد الصهاينة بقتله ان يقتلو النتفاضة ويخمدو  روح المقاومة بالاجهاز على عناصر قو تها المتمثلة في القائد الفذ ابو جهاد ومن ثم قتل القضية  الفلسطينية برمتاها من خلا قتل قادتها العظام الواحد تلو الاخر ...

لكنهم واهمون فها هو مسلسل اغتيالات مستمر لكن القضية الفلسطينية ستبقى ما بقي فلسطيني واحد على ارضها الطاهرة

 

  رحمك الله يا ا جهاد..

                         ***فانت نعم القائد ونعم المناضل المخلص***