ميشان الله
أسامة عبدالستار موسى الفرا
التفاصيل
ميشان الله
ميشان الله جملة سمعتها في مسلسل باب الحارة فلم أتمالك نفسي
وانهالت دموعي على خدي وأنا أرى وأسمع الشباب وهي تتوسل إلى قافلة المجاهدين
الذاهبة للجهاد في فلسطين وأراهم وهم يقبلون أرجلهم وهم ساجدين ويقولون لهم ميشان
الله تأخدونا معاكم والكل يتوسل والكل يبكي والكل فرحان وانظر إلى حالنا وواقعنا
الآن فابكي تارة وأتحسر على حالنا تارة أخرى عندما كنت أشاهد النساء وهي تنادي
بأعلى صوتها ميشان الله تاخدوا ذهبي ومالي وكل ما أملك لتشتروا بها سلاح للمجاهدين
في فلسطين والذي كان موجودا قبل أربعين سنه وأكثر شاهد وسمع ذلك من كل العرب من
المحيط إلى الخليج .......
رحم الله رجال ونساء زمان وزعماء زمان وبارك الله في الطيبين من هذا الجيل المظلوم ظلمه حكامه وظلم نفسه ........ لقد كان العرب كل العرب يتسابقون في ارسال الرجال والأموال والسلاح إلى فلسطين بل وكانوا يتباهون بذلك وبأعلى صوتهم جهارا نهارا وكان فعلهم يسبق قولهم وكانت الحكام قبل الشعوب تودع قوافل المجاهدين والكل فرحان لأنه ذاهب للجهاد فقد كانت المسميات في ذلك مسميات دينية فوزارة الدفاع الآن كانت وزارة الجهادية والكل يعرف أنه ذاهب للجهادية جاءوا إلى فلسطين من كل الأقطار وقاتلوا وقتلوا وقتلوا ومن استشهد منهم دفن في أرض فلسطين ومازالت مقابرهم علم من أعلام الفخر والإعتزاز لكل أهل فلسطين وكل العرب الشرفاء إلى يوم القيامة .....
أما الآن فأقول ميشان الله ياعرب لا نريد منكم رجال ولا سلاح ولا مال ولا أي شيء
مهما كان إلا أن تتركونا ندبر أنفسنا بأنفسنا بدون مآمرات ولا مهاترات ولا سدود ولا
موانع ولا حواجز ولا أسلاك شائكة ولا جدار عازل ولا معابر مقفلة ولا جدار خرساني
ولا جدار فولاذي ولا منع إخواننا في الإنسانية ( الكفار ) الذين يريدون التعاطف
معنا ضد الظلم والقهر الذي نلاقيه منكم اتركوا الفلسطينيين وأهل الإنسانية والضمير
الحر يتعاطف معنا بطريقته الخاصة واسمحوا لعباد الله أن يسيروا على أرض الله بدون
عوائق فالأرض أرض الله ولم ينسبها الله لأحد من خلقه وذلك في أكثر من ثلاثمائة آيه
في القرآن الكريم فقد قال عز وجل : ( ألم تكن أرض الله واسعة ) وقال : (قل سيروا في
الأرض ) وقال : ( وجعلنا الأرض للآنام ) وقال : ( ولله ما في السموات والأرض ) وقال
: ( وجعلنا لكم الأرض ذلولا )
- بدون جدار فولاذي تحت الأرض واسمنتي فوق الأرض - وقال عز وجل : ( وجعل لكم الأرض
بساطا ) وقال : ( يرث الله الأرض ومن عليها ) صدق الله العظيم
هذا هو القرآن فأين نحن من كلام الرحمن وهل منعكم الشيطان من تنفيذ أوامر الرحمن
حيث قال : ( لأتخذن من عبادك نصيبا مفرودا ) - ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه
) - ( اذهب فمن اتبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءا موفورا ) - ( ومن يتخذ الشيطان
وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ) صدق الله العظيم
كل الشكر والعرفان بالجميل لأخونا في الإنسانية جورج جلوي وكل الذين يفعلون فعله
وكل الإحترام للعالم الحر الذي يقف معنا ومع قضيتنا ويضحي بنفسه وماله ووقته لأنه
مؤمن إيمان قطعي بأن قضيتنا قضية عادلة وأننا مظلومين من ذوي القربى أكثر من عدونا
الحقيقي فكل الشكر والإحترام لكل هؤلاء ولكل صاحب ضمير حي ...... أما العربان الذين
اعطونا من كلام الامل اكثر من ستين عاما فيصدق فيهم قول احمد مطر ونزار قباني
........
فيقول احمد مطر :
اتصلت بالامل وقلت له هل ممكن ان يخرج العطر لنا من الفسيخ والبصل؟ قال: اجل قلت : وهل يمكن ان تشعل النار بالبلل ؟ قال: بل . قلت : وهل من حنظل يمكن تقطير العسل ؟ قال: نعم . وقلت : هل يمكن وضع الارض في جيب زحل؟ قال: نعم ... بلى.... اجل فكل شيئ محتمل قلت : اذن عربنا سيشعرون بالخجل . قال : تعال ابصق على وجهي اذا هذا حصل .
وقال نزار قباني :
لو قرانا التاريخ ما ضاعت القدس * وضاعت من قبلها الحمراء
يا فلسطين لا تنادي عليهم * قد تساوى الاموات والاحياء
قتل النفط ما بهم من سجايا * ولقد يقتل الثري الثراء
يا فلسطين لا تنادي قريشا * فقريش ماتت بها الخيلاء
لا تنادي الرجال من عبد شمس * لا تنادي لم يبق إلا النساء
ايها الراكعون في معبد الحرف * كفانا الدوار والاغماء
وقليل من الكلام نقي * و كثير من الكلام بغاء
كم اعاني مما كتبت عذابا * ويعاني في شرقنا الشرفاء
كل من قاتلوا بحرف شجاع * ثم ماتوا فانهم شهداء
انا ما جئت كي اكون خطيبا * فبلادي اضاعها الخطباء
انني رافض زماني وعصري * ومن الرفض تولد الاشياء
ولقد كرم الله بني آدم على جميع مخلوقاته . وجميع مخلوقات الله من حيوانات وحشرات
وزواحف وأسماك وطيور وغيرها سواء البرية أو البحرية أو الجوية تتنقل من أرض الله
إلى أرض متى شاءت وكيفما شاءت إلا بني آدم المخلوق الذي كرمه الله على هذه
المخلوقات أليس في ذلك تحدي لقانون الله السماوي . لقد استجابت أوروبا لقانون الله
فأزالت جميع الحواجز ووضعتها في متاحف ونحن المسلمون ماذا نقول لله يوم القيامة
الذي قال لنا : ( ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ) نحن المخلوقات نعيش فترة
زمنية محددة إلى حين وبعدها نعود إلى التراب الذي خلقنا منه ...... افتحوا أرض الله
على خلق الله ليفتح الله عليكم ....... من منا يستطيع منع ثعبان أو عقرب أو كلب أو
حشرة أو سمكه أو حتى بعوضه من دخول أي أرض من أرض الله وهي مخلوقات أدني مرتبة من
بني آدم يقول الشاعر :
إذا كان أصلي من تراب فكل الأرض بلادي وكل العالمين أقاربي
وتصبحوا على خير يا أعز الناس وأحب الناس