رؤية عمر بن الخطاب أمير المؤمنين في حوار القاهرة
أسامة عبدالستار موسى الفرا
التفاصيل
رؤية عمر بن الخطاب أمير المؤمنين في حوار القاهرة
محمود سليمان الفرا
سأفترض أننا مسلمون حقيقيون نقول ونعمل بالإسلام بعدالته ومساواته وحب الناس لبعضها
البعض والتجرد من الحزبية وأننا مسلمون كالبنيان يشد بعضه بعضا وأنه لا يكمل ديننا
إلا إذا أحب بعضنا البعض وأن الإسلام أساسه الشورى والحوار فيما ينفع الناس ويوحد
كلمتهم إلى ما فيه خير الأمة وقد قال عليه السلام : هل أدلكم على شيء أفضل من
الجهاد في سبيل الله وأفضل من كل الأعمال قالوا ما هو يا رسول الله قال إصلاح ذات
البين فهي أفضل الأعمال المقربة إلى الله عز وجل .....
ولكن إذا نظرنا إلى واقعنا فلا أجد من أبناء الإسلام إلا الفتن والقلاقل والأحزاب
والفصائل والمهاترات والكلام التافه والبذيء والغير مجدي على بعضنا البعض حتى وصلنا
إلى أن نتقاتل بالسلاح وأن يستعين حكام من دول إسلامية على إخوانهم المسلمين
بالكفار ليحتلوا أرض الإسلام في بغداد المعتصم والرشيد وكابل الشيخ جمال الدين
الأفغاني وأصبح للكفار قواعد في معظم الإمارات والمشايخ والممالك والبلاد العربية
والإسلامية وكلنا وأقول كلنا يذهب إلى هذه البلاد ليأخذ منها القرار والمشورى
وتمزيق الأمة وإنهاء مشروع دولة فلسطين وإنما تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ وبارك
الله الجميع وإن كنا لا ندري فتلك مصيبة وإن كنا ندري فالمصيبة أعظم فكل مباحثاتنا
ومؤتمراتنا وقراراتنا تنبع من الأماكن التي فيها القواعد الأمريكية وطبعا كلنا يعرف
أن أمريكا هي إسرائيل ومن يقف مع أمريكا يقف مع !!!!؟؟؟؟؟
وما دام كل واحد منا يريد ذلك ويسعى إليه فلا خير في الحياة ..... نعم لا خير في
الحياة إن لم تنزع هذه الإرادة .......... ولنأخذ من رؤية عمر بن الخطاب أمير
المؤمنين هي الأساس في حوار الفلسطينيين في القاهرة المنهاج والقاعدة الذي يجب أن
نسير عليها شاء من شاء وأبى من أبى فنحن لسنا مبشرين بالجنة كما هو عمر بن الخطاب
مبشر بالجنة والذي أخذ الله برأيه في القرآن الكريم ولم يأخذ برأي رسوله محمد صلى
الله عليه وسلم وذلك بقوله تعالى لرسوله( لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم
عذاب عظيم ) صدق الله العظيم
وكلنا نعرف هذا في القرآن والسنة ........... فعندما قارب أمير المؤمنين على الوفاة بعد طعنه بخنجر أبي لؤلؤة المجوس الفارسي لعنه الله وللأسف له مزار في بلاد الإسلام !!!؟؟؟؟ يزورونه للبركة والتقديس ............ قال أمير المؤمنين للصحابة عندما اجتمع بهم والله لا أخاف عليكم إن استقمتم ولكن أخاف عليكم اختلافكم فيما بينكم فيختلف الناس من خلالكم ثم عين موعد بعد ثلاث أيام بعد موته وقال للمقداد بن الأسود إذا وضعتموني في حفرتي فاجمع هؤلاء الصحابة ( الرهط ) في بيت حتى يختاروا رجلا منهم يحكم الأمة وقال لصهيب صل بالناس ثلاث أيام وأدخل عليّ هؤلاء الرهط علي وعثمان والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف و طلحة ان قدم ( وكان غائبا ) وأحضر عبد الله بن عمر ولا شيء له في الأمر وقم على رؤوسهم فإن اجتمع خمسة ورضوا رجلا منهم حاكما وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف حتى لا يقوم بعمل فتنة بين المسلمين وإن اتفق أربعة فرضوا رجلا منهم وأبى اثنان فاضرب رأسيهما بالسيف فان رضوا ثلاثة رجلا وثلاثة رجلا فحكموا عبد الله بن عمر فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلا منهم فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقطعوا رؤوس الباقين إن رغبوا عما اجتمع عليه التحكيم .....
فلما دفن عمر جمع المقداد أهل الشورى في بيت المسور بن خرمه ولم يكن قد حضر طلحه فكانوا خمسة ومعهم عبد الله بن عمر وأمروا جميعا أبا طلحة أن يحجبهم فتنافس القوم في الأمر وكثر بينهم الكلام كما يحصل لدينا الآن فقال أبو طلحة والذي ذهب بنفس عمر لا أزيدكم يوما واحدا على الأيام الثلاثة التي أمرتم ثم أجلس في بيتي فانظروا ماذا تصنعون فقال عبد الرحمن بن عوف أيكم يخرج نفسه منها ويتقلد على أن يوليها أفضلكم وعلي رضي الله عنه ساكت فقال : ما تقول يا أبا الحسن قال : اعطني ميثاقا لتؤثرن الحق ولا تتبع الهوى ولا تخص ذا رحم فلا تألوا الأمة فقال له ابن عوف : إعطوني مواثيقكم على أن تكونوا معي على من بدل وغير كما يحدث للأسف الآن من تبديل وتغيير حتى ضجر الناس كل الناس وأن ترضوا من اخترت لكم وعلىّ ميثاق الله أن لا أخص ذا رحم لرحمه ولا ألو المسلمين فآخذ منهم ميثاقا وأعطاهم مثله وبذلك صار الأمر في عنق عبد الرحمن بن عوف فدار لياليه الثلاثة يلقي أصحاب رسول الله ومن وافى في المدينة من الناس ومن الأمراء والأجناد وأشراف الناس يشاورهم ولا يخلوا برجل إلا أمره بعثمان حتى إذا كان الموعد أتى منزل المسور بن خرمة فلما صلوا الصبح جمع رجال الشورى وبعث إلى من حضر من المهاجرين والأنصار وأمراء الأمصار حتى التج المسجد بأهله فقال أيها الناس إن الناس قد أحبوا أن يلحق أهل الأمصار بأمصارهم وقد علموا أميرهم فتكلم الناس من جوانب المسجد مبدين آراءهم فقال سعد : يا عبد الرحمن أفرغ قبل أن يفتتن الناس فقال عبد الرحمن إني قد نظرت وشاورت فلا تجعلن أيها الرهط على أنفسكم سبيلا ودعا عليا وعثمان فقال عليكم عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله وسنة الخليفتين من بعده فقالا : نرجو أن نفعل ذلك ونعمل بمبلغ طاقتنا وعلمنا ودعا بعدها عثمان وقال له لقد بايعناك بالخلافة ولما رأى ذلك علي قال : سيبلغ الكتاب أجله ثم أقبل الناس يبايعون عثمان ودخل علي رضي الله عنه يشق الصفوف ليبايع عثمان رضي الله عنهم جميعا وكان ذلك نهاية ذي الحجة سنة 23 هجرية بداية محرم سنة 24 هجرية .......
والله وأنا أكتب هذا الحوار بكيت و أذرفت في البكاء وقلت يا رب أين نحن من هؤلاء
الرجال وهؤلاء الناس رحمهم الله جميعا ورحمنا الله مما نحن فيه وصدقوني من كثرة
بكائي نزلت الدموع على الحبر فسيحت الكلام على بعضه كما سوحونا في حوارات مكة
والقاهرة والدوحة والرياض ودمشق وهلم جر بارك الله فيكم شعبي والآن القضية والحوار
أمامكم فاحكموا أنتم على هؤلاء وهؤلاء ونفذوا حكمكم فنحن دائما وأبدا وإلى أن تقوم
الساعة قدوتنا الأولى هو رسول الله ومن بعده الخلفاء الراشدين وأكرر الخلفاء
الراشدين في العقل والرؤية والحكمة والحزم إذا جد جد ونحن الآن في جد الجد وأترك
لكم الأمر لأن الساعة تجاوزت الخامسة فجرا وحان الإستعداد لصلاة الفجر ....... كما
تجاوز المحاورون مدتهم وحانت ساعة حكم الشعب .... وصلوا جماعة كما أمركم الله
وتصبحوا على خير