...

الحلقة المفقودة


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

الحلقة المفقودة


مهمة الإنسان الأولى هي أن يبحث هذا الإنسان عن مهمته في الحياة فإن لم يبحث عن مهمته ليجدها فليعتبر نفسه أدنى من الجماد وأتفه من النبات وأقل شأنا من الحيوان , كل شيء في الوجود يعطيك وأنت تعطي من ؟؟؟

 
كان يجب على الإنسان أن يبحث هذا البحث وكان يجب عليه أن يفكر هذا الفكر وإلا فليس لوجوده معنى في هذه الحياة فإن المصائب التي تصيب الناس إذا كانت هذه المصائب من عمل أيديها فهي تربية لها حتى لا تعود إلا سببها ولتكون ذلك عظة وعبرة ولتعلم أن كل شيء عند الله بمقدار وأن المصيبة التي حصلت يجب أن تكون درس يتعلم منه الناس ويجب على المسئولين وعلى الناس أن يستفيدوا من التجربة وأن يتم العمل نحو تعويض ذلك ولو أن هناك أمورا لا يمكن تعويضها لا بمال ولا بالسلطة ولكن كرم الله علينا بأن جعل سنة النسيان هي سنة الله سبحانه وتعالى وإلا سنظل في هم وغم إلى أن نموت بحسرتنا على ما فقدناه

ولكن من له مسئولين عادلين يخافون الله ويحكمون بين الناس بالحق والعدل والمحبة لا يحملون لا هم ولا غم في أي شيء مهما كان قال تعالى ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) وعليه علينا أن ننسب الفضل كل الفضل لله تعالى في صبرنا ونسياننا لكي يعيننا الله على ما ابتلانا به حكامنا ولكن إذا نسبنا الفضل في ذلك

 لأنفسنا تركنا الله لقدرتنا الذاتية فنضل ونشقى في حياتنا والله دائما يضرب لنا الأمثال حتى نتخذ لأنفسنا الطريق السليم في الحياة فلا يجب أن نعمل أعمال يكون فيها القصد الحقيقي هو إرضاء حزب أو فصيل أو أشخاص أو قضاء مصلحة دنيوية أو الحصول على سمعة أو شهرة أو أي غرض دنيوي آخر مهما كان , وإنما يجب أن يكون كل ما نعمله هو من أجل المحبة الحقيقية و الرضا بما نعمل لكي تستقيم الأمور ويعيش الناس كل الناس برضا فهناك من يريد أن يحقق مصلحة دنيوية لحزبه لعمل ظاهره الخير وباطنه تفرقة الأمة وشرذمتها بل وتدميرها سواء بقصد أو بغير قصد وكل هذه الأعمال لا يتقبلها الله فالعمل الصالح يراه الناس على الواقع وحتى إذا كان العمل صالحـا ويقصد به مصلحة دنيوية وحزبية وفي نفس الوقت يقال أنه لله فالله غني عنه ولن يبارك فيه لأن الله يعلم الجهر وما يخفـــــى

 وعلى هذا الطريق لا بد أن تكون هناك قاعدة عامة شاملة نابعة من دلالة السلوك الحق للعمل الصالح الحقيقي المبني على مصلحة الناس كل الناس وليس فئة من الناس وهذا فوق كل اعتبار وتلك هي النظرة الواسعة والشاملة واللذين لا يقدروا على أنفسهم ومنعهم غرورهم الفكري والعقدي والعقائدي أن يتراجعوا عن هذا التفكير كل أمنيتهم التي يبررون بها سلوكهم هو أن تكون أقوالهم هي المسيطرة وأن يكون حزبهم هو المسيطر وأن يكونوا أمام الناس هم المسيطرون بالقوة والخوف والإرهاب وهذا في علم المنطق تكون قضيته كاذبة وليس لها أساس لأن الأساس هو مصلحة الناس كل الناس والتي من أجلها يجب أن يعود الجميع إلى حظيرة كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة ويجب أن يعلم الجميع أن أمة محمد موكلة من الله في إقامة عدل الله في الأرض لكل الناس لان الله رفع العذاب عن الناس وأنزل محمد صلى الله عليه وسلم لإقرار العدل والحق بين الناس
ولكن أحبتي وأخوتي هناك ( من اللذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) , (يعملون ظاهرا من الحياة الدنيا ) ونصيحة عمر بن عبد العزيز للوالي والحاكم والمسئول هي عليك بتقوى الله فإنها جماع الدنيا والآخرة واجعل رعيتك الكبير منها كالوالد والوسط كالأخ والصغير كالولد ( فبر والدك وصل أخاك وتلطف بولدك ) ولكن ماذا أقول إخوتي وأحبائي فإن الناس مهما كان تفكيرهم فهم محكومون بحسابات دقيقة وهذه الحسابات لخير الدنيا والآخرة وليس الآخرة فقط وهذه هي الحلقة المفقودة ............؟؟؟؟؟


المحبة كل المحبة والوفاء كل الوفاء لأهلي وربعي في غزة وتصبحوا على خير يا أعز الناس وأغلى الناس


المحب لكم دائما : أخوكم محمود سليمان