استخدام العقل في المسموح وغير المسموح في الحوار
أسامة عبدالستار موسى الفرا
التفاصيل
استخدام العقل في المسموح وغير المسموح في الحوار
بقلم: محمود سليمان الفرا
11.07.2009
من آداب الاختلاف في الحوار هو البحث عن مصلحة الناس أولا وأخيرا وهذا هو الأصل في
هذا الكون ومن آداب الحوار أن نستفيد من بعضنا البعض حيث إن الله خلقنا مختلفين
وجعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف واختلافنا مع بعضنا البعض هو تكامل مفيد إذا كان
لمصلحة الناس فنحن امة محمد صلى الله عليه وسلم امة تعايش وأمة محبه نحب بعضنا
البعض رغم اختلاف الآراء ونحب الآخر مهما كان ولكن بدون الذوبان في الآخر
والتعايش هو الانفتاح على الدنيا للوصول إلى مصلحة الناس ومن آداب الحوار الاختلاف فيه حيث إن الطرفان المتحاوران يعملان من مفهوم أنهم يعملون ضمن فريق واحد هدفه الوحيد الوصول إلى ما ينفع الناس لا ما ينفعهم هم أو ينفع أحزابهم وعليه تستقيم الأمور
وعلى المتحاورين الاستماع لبعضهم البعض بقلوب مفتوحة ملؤها المحبة وان لا يخرجوا إلا متفقين وان حصل غير ذلك يكون الطرفان لا يريدان الاتفاق وعليه من يرفض الاتفاق من الطرفين يقام عليه الحد الذي أوصى به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع رؤوس من يخرج عن الإجماع وعن رأي الناس وذلك لمصلحة الشعب والوطن وحيث أن ذلك أصبح ضرورة لأننا وصلنا إلي حد لا يمكن قبوله بالمطلق
وعلى المتحاورين الاقتناع بالفكر الذي ينادي بالتوحيد والوحدة وليس فرض الرأي ويجب أن يكون التحاور والتوافق من خلال الواقع الذي يعيشه الشعب وتعيشه الامه والعالم من حولنا وليس غير ذلك مهما كانت الذرائع والحجج والحقيقة هنا يجب أن يكون مصدرها الشعب الذي يعيش الازمه وليس ما يقوله الذين يعيشون في دول الجوار وغير الجوار مهما كانوا ......"وأهل فلسطين أدرى بشعابها "
وهنا أقول إن من آداب الحوار بين الشعب الواحد والوطن الواحد هي الالفه والمحبة وعدم الرد على بعضنا البعض فعدم الرد هو الرد نفسه فمن طبيعة الناس أن تكرهك ناس ويحبك آخرون وان تزن الناس بحسناتهم وسيئاتهم وليس بسيئاتهم فقط وان يكون لدينا دائما ما نقدمه للآخر كما ويجب في الحوار النظر إلى آفاق المستقبل على انه حياه شعب وأمه ووطن وان توجد قواعد يحكم فيها على أساس واقعنا الذي نعيشه لا واقع غيرنا الذي يتاجر بنا وكذلك ليس على أساس الأحلام والخيال الذي عند بعض الناس كما ويجب احترام النقاش من خلال سماع الآخر فهناك مساحه كبيره جدا جدا بيننا في كل الأمور لأننا شعب واحد في وطن واحد ونعيش كلنا شئنا أم أبينا في قلب واحد ينبض في جسد واحد ومن يخرج عن هذا حقت عليه لعنة الله ولعنة التاريخ ولعنة هذا الشعب وهذا الوطن إلى يوم الدين , ولن أزيد ففي الزيادة نقصان في العقل الذي كرمه الله وفي القلم الذي يسطر هذا الكلام هذا القلم الذي هو أول شيء خلقه الله والذي قال له اكتب قال :وما اكتب قال:اكتب ما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة ثم خلق العقل وقال وعزتي لاكملنك فيمن أحببت ولا لأنقصك ممن أبغضت
وليس بعد كلام رسول الله كلام إلا
أن نقول اتقوا الله في شعبكم ووطنكم واصدقوا مع أنفسكم قبل الآخرين فالتاريخ شاهد
علينا وعلينا أن نعقل الأمور بعقولنا لا بعواطفنا وأحزابنا وفصائلنا مهما كانت
ووصية لقمان عليه السلام لابنه يابني أعقل عن الله عز وجل فان أعقل الناس عند الله
عز جل أحسنهم عملا وان الشيطان ليفر من العاقل وما يستطيع أن يكابده يابني ما عبد
الله بشيء أفضل من العقل وما أوتي عبد من الإيمان أفضل من العقل وعن البصري قال :"ان
القوم ليحجون ويعتمرون ويجاهدون ويصلون ويصومون وما يعطون يوم القيامة إلا على قدر
عقولهم"
وان الرجل ليتلذذ في الجنه بقدر عقله وقال علي كرم الله وجهه "لن يهلك امرؤ عرف
قدره وقال عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه "رحم الله امرؤ أهدى إلينا
عيوبنا وقيل ان العاقل يعامل الإنسان على خليقته ويجاري الزمان على طريقه
......................
وقول الشعراء في زينة العقل لا حصر له حيث قال :
الم تر ان العقل زين لاهله ولكن تمام العقل طول التجارب
واذا لم يكن للمرء عقل فانه وان كان ذا بيت على الناس هين
وان المكارم اخلاق مطهره فالعقل اولها والدين ثانيها
وقيل لعلي كرم الله وجهه صف لنا العاقل قال:هو الذي يضع الشيئ موضعه واذكى واحلى
الكلام كلام الله حيث قال "فتكون لهم قلوب يعقلون بها"
وقوله "ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب "................ وهنا القلب يعني العقل
فاعقلوا الاشياء مواضعها وظروفها والا فستهلكوا وتهلكوا الناس معكم وعن مسلمه عن
الفراء قال: العاقل اذا زل تدارك ذلك بالتوبه وما اودع الله امرؤ عقلا الا استفذه
به يوما وقال ايضا العقل هو الوقوف عند مقادير الاشياء قولا وفعلا
...................والفراء هو الرجل الذي يفر العلم فرا.......... ومن هنا جاءت
عائلة الفرا التي تعقل الامور وتزنها بميزان العقل قبل ميزان البيع والشراء في
القضيه ويرى الفراء ا ن ثلاثه هن راس العقل مداراة الناس ومعيشة الناس ومحبة الناس
وقال من اعجب براي نفسه بطل رايه ومن ترك الاستماع من ذوي العقول مات عقله فحياة
النفس بالروح وحياة الروح بالذكر وحياة القلب بالعقل وحياة العقل بالعلم وحياة
العلم بالعمل وحياة العمل بالاخلاص لمصلحة الناس