...

ليسوا على الهامش كما تعتقدون!


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

لا يؤلمهم المرض كما تؤلمهم نظراتكم وكلماتكم وأفعالكم ، تجلدونهم بنظراتكم ،وتطعنوهم بكلماتكم ، وتذبحونهم بأفعالكم، من أنتم لتفعلوا ذلك بمن اصطفاهم الله وابتلاهم في أجسادهم ؟

عندما نفكر ملياً في قوانين الله وعندما نقف قليلاً .. ونفكر .. ثم نسأل: هل ما يحدث من تعامل البعض في مجتمعنا مع الحالات الخاصة منطقي؟

يعتقد البعض بأن هؤلاء في الصفوف الدنيا لأي مجتمع ، أرد قائلاً:  بل أنتم قد تكونون في أدني صفوف الآخرة ، فبعض مرضى العقول يجب أن يفهموا جيداً بأن مرضى الأجساد بشر يحق لهم ما يحق لغيرهم، فهل يجب أن نُدخل أحدهم كطرف ثالث ليُعالجوا بشيء من الكرامة مثلاً؟!.

هنا يجب أن نتفق فلا مجال للاختلاف في معاني الإنسانية، هؤلاء طبقة مهمة في المجتمع يجب تقديرهم والرفق بمشاعرهم والوقوف بجانبهم ودعمهم بكافة السبل ، فكيف نختلف في ذلك؟

لو فكرتم يوماً بأنكم قد تندمون يوماً أشد الندم في الحياة الأبدية -حياة الخلود- فقط لأنكم لم تكونوا يوماً مثلهم مرضى ومصابين ومبتلين في هذه الدنيا -الزائفة الزائلة- ، ألم تعلموا بان النعم مخفية في طيات النِقم.

ألم تعلموا أن الله تعالي يبتلي عباده لأنه يحبهم ، ألا تعلمون أن هؤلاء البشر هم في الحياة الأبدية قد يكونون أعلى درجات منكم يا من تعتقدون أن الحياة لكم دون سواكم ، ألم تفهموا بأن الأرض وما عليها إلي زوال ، ألم تفهموا أن الجميع أموات مع وقف التنفيذ.

لا يكفي أحياناً رفع الأذى عن الحالات الخاصة في مجتمعاتنا ، فهؤلاء إن كنا لا نراهم فيجب أن نراهم ، ونساعدهم، ونتحدث إليهم ،ونعمل على وضع حلول لمشاكلهم سواء المادية منها أو الاجتماعية ، أو حتى النفسية، يجب أن يُعالجوا باحترام دون استخفاف من البعض ، ويجب تعليمهم دون وضعهم على هامش الحياة، وبالتالي  تقديرهم واحترامهم ودمجهم في المجتمع ضرورة حتمية لأنهم بالفعل أفضل من مرضى العقول  بكثير...