...

الحياة تمضي بقرارك


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

انتهت الحرب وتركت المأساة تركت معها البيوت المدمرة والأراضي المحروقة تركت الشهداء والجرحى والمعاقين ونفوس تائهة يائسة معلقة بمن رحلوا ودموع وأحزان وأشياء قد لا تسطرها الكلمات، يا سادة الحروب لا تحل أزمات بل تفاقم الأزمات.
في ظل الواقع المؤلم نحاول أن نغرس الأمل فيمن اتخذوا الحزن المبالغ فيه قرار يقول د.مصطفي محمود " كاتب مصري" : إن الحياة لا طعم لها بلا أمل.
من ناحية علمية يُعرف اتخاذ القرار " بأنه عملية اختيار بين بدائل لتحقيق هدف " وعليه كلما زادت البدائل تحسن القرار، فالحياة مجموعة قرارات ،الناجح قرر أن ينجح والفاشل قرر أن يفشل، من صلي قرر أن يصلي ،ومن صام قرر أن يصوم ، فالكفر قرار والإيمان قرار، والأسى والحزن المبالغ قرار والسعادة قرار صحيح أنها نسبية ولكنها باختيارك وبقرارك.
إن من يأخذ الحزن المبالغ فيه والمُعطل للحياة ويأسر فيه الشخص حياته ويقتل فيه نشاطه ويقصر بعلاقاته الاجتماعية، ويعيش في ركن دافئ دون أن يفعل شيئاً ، فليبتسم الآن ويبدأ من جديد فالحياة ستمضي ولن تتوقف، وبقرار منك أنت وحدك يمكنك تغيير واقعك فالدين لا يدعو للحزن المبالغ فيه فيقول رسولنا الكريم ( لا يجوز لامرء أن يحد على أحد فوق ثلاث ) فخذوا قرار بتغير أنفسكم يقول الله جل جلاله في سورة الرعد: ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ).
فالمطلوب منا جميعاً أن نقرر وبقوة الآن أن نُغير الواقع المُحزن أن ننتقل من الألم إلي الأمل ، من الحزن المَقيت إلي السعادة ، من الفشل إلي النجاح ، وأن ننظر إلي الايجابيات لا إلي السلبيات يقول ابن القيم رحمه الله : (ليس دوماً يبتلى الإنسان ليعذب! وإنما يبتلي ليهذب) وعليه فلنعش الحياة كما نتمناها وكما نريد لا ما لا نريد ، فنحن نريد السعادة والفرح والحب والإخاء والوفاء ولا نريد الحزن والأسى والألم ، لأن الحياة ببساطة ستمضي ولن تتوقف فابدأ الآن بالتغيير...