...

انه عصر انقلاب المعايير؟!


أسامة عبدالستار موسى الفرا 


التفاصيل

في ذلك اليوم تجدهم يتقاتلون ويتشاحنون ويتهكمون ويقولون ببساطة انه الظلم ! وما يدريك إن كان ظلماً أم جهلاً !

يقول لابروبير " أديب فرنسي" بعضنا ينجح بذكائه ، وبعضنا ينجح بغباء الآخرين.

ما تراه لُب الصواب قد يراه غيرك قمة الخطأ ، وما تجده جيد قد يراه غيرك سيئ، وعند النظر لعالمنا المؤلم نجد أن من يضحي لأجل وطنه محارب في قوته وقوت عياله بينما غيرهم يتمتعون وينعمون ، نجد من يعمل لا يتقاضي راتب ومن لا يعمل يتقاضي راتب ، نجد من يعمل بمؤسسة أو شركة أو وزارة يكافح ليلاً ونهاراً وهو في نظرهم مجرد صفر على يسار رقم بينما قد تجد غيره من أصحاب النفوذ والسلطة والفهلوة تجده صفر على يمين رقم ،  وشتان بين صفر علي اليمين وصفر على اليسار ونعود قائلين لماذا وكيف وما المعيار لذلك ؟!

إن المعايير طريقة متفق عليها للقيام بالأشياء و تشمل مجموعة ضخمة من الأنشطة والأهداف فقد يتعلق الأمر بإدارة عملية أو إنتاج منتج أو تقديم خدمات أو توريد مواد .

لذا عند الاختيار بين الأشياء يجب وضع معايير ، وعند وضع معايير يجب أن تكون واضحة ومتفق عليها وبصورة تشاركية من الجميع ، وصولاً إلي نتيجة تقييمية سليمة ، صحيح أن الكمال لله وحده وصحيح وأن إرضاء الناس غاية لا تدرك،ولكنها الدعوة الصريحة لتطبيق المعايير في كافة نواحي الحياة انطلاقاً من مبدأ المساواة والعدالة للجميع ودون تهميش لحقوق أحد ، يجب أن يعود كل شيء لأصله، أن نضبط الهرم المقلوب، إن ما يحدث في عالمنا ببساطة هو حكم الشيطان هو ببساطة انقلاب المعايير.

علاء نصر الله الفرا

مدرب تنمية بشرية

عضو اتحاد المدربين الفلسطينيين