الهيكل المزعوم بين الوهم والحقيقة ج1
أسامة عبدالستار موسى الفرا
التفاصيل
فيما يلي نقدم لكم الجزء الأول من بحث "الهيكل المزعوم بين الوهم والحقيقة" والمقدم من الدكتور عبدالناصر الفرا الهيكل المزعوم بين الوهم والحقيقة د. عبد الناصر قاسم الفرا علوم سياسية جامعة القدس المفتوحة – غزة – فلسطين nasrfara@hotmail.com
منذ
أن تأسست الحركة الصهيونية وهى تستخدم كافة السبل لتحقيق أهدافها ؛ من هذه السبل
التاريخ حيث أنها استخدمته لتحقق أغراضها السياسية ، والتاريخ بالنسبة للصهيونية
هو التوراة ؛ والتوراة هي ابنة التاريخ ، وبهذا فإن التاريخ اليهودي والديانة
اليهودية هما توأمان استندت عليهما الحركة الصهيونية لتحقق أغراضها.
وما
الهيكل إلاّ فكر أسطوري خيالي ، قادة هذا الفكر هم أساطين الفكر اليهودي القديم؛ الذي
نسج التوراة وقت السبي البابلي ، وربطوه ليجدوا لهم طريقة للعودة إلى ما يسمونه
بأرض الميعاد.
وتمكن
هذا الفكر من تحويل هذه الخرافات إلى معتقدات دينية وسياسية يجب تحقيقها ، لهذا
عملت القيادة السياسية اليهودية القديمة والحديثة على تعبئة العالم بهذه المعتقدات
المبنية أساسا على الخرافات، من هذه الخرافات إعادة بناء الهيكل على أنقاض المسجد
الأقصى ، تمهيداً لتهويد مدينة القدس، وإعادة بناء مملكة داود.
وعند
تناول الباحث هذا الموضوع ؛ موضوع الهيكل ، اعتبر حسب ما جاء في الكتاب المقدس أنه
حقيقة ؛ والحقيقة هي حتى لو كان موجوداً ، فأين هو ؟!
ولو كان موجوداً ، فإن مواصفاته التي سردها
الكتاب المقدس لا يمكن أن يهلكها الزمن مهما طال ، ولا يمكن أن تتأثر بالحروب أو
الزلازل . فالمنقبون لم يدخروا جهداً ، إلاّ إنهم لم يعثروا على أية أثر منه .
المسجد الأقصى أقدم منه بألف سنه تقريباً ،
ما زال شامخاً رغم ما تعرضت له مدينة القدس من حروب وخراب ودمار، وبناؤه أقل جودة
إذا ما قورن ببناء الهيكل.
واعتبر التاريخ أن الهيكل حقيقة، ثم أثبت
دماره على يد " نبوخذ نصر " البابلي عام 537 ق. م. ، ثم بناه " زر
بابل " فهدمه الرومان ، وجدده " هيرودس" ، والآن لم نجد له أثراً وبقدر ما يحفظ الإنسان خالقه، وخالق كونه،
يحفظه ويحفظ وجوده ومقدساته ، وإن لم يحفظ الإنسان خالقه ويتبع أوامره وينتهي عن
نواهيه ، عاقبة فى نفسه وفى ماله وفي مقدساته.
وهذا ما حصل مع بني إسرائيل ، جعلهم الله شعبه
المختار ، لأن الناس فى تلك الفترة كانوا يعبدون الأوثان لكنهم لم يحفظوا الله ،
طلبوا من موسى عليه السلام أن يكون لهم أكثر من إله ، رغم أن الله نجاهم من فرعون
وظللهم بالغمام وأنزل عليهم المن والسلوى ، وقتلوا يحيي وزكريا وحاولوا قتل هارون
، رفضوا دخول الأرض المقدسة، طلبوا من الإمبراطور الروماني " بيلاطس "
صلب عيسى عليه السلام .. صرخوا بشدة " اصلبه .. اصلبه .. دمه علينا وعلى
أبنائنا ، لهذه الأحداث ولغيرها عاقبهم الله فلم يعودوا شعبه المختار، وعاقبهم
بالتيه ودمر هيكلهم، وقُسمت مملكتهم، ثم انتهتا بعد أن دمرتا، وتشتتوا في بقاع الأرض.
مشكلة
البحث
تدور
مشكلة البحث حول قصة هيكل سليمان ، وفقا لكتب التاريخ ؛ خاصة التوراة والتاريخ
اليهودي .
فالسؤال
الرئيس هو : هل هيكل سليمان حقيقة أم خرافة أسطورية ؟!
وهنا
يتضح لنا أهمية البحث والكشف عن الحقيقة ، فإذا كان الهيكل حقيقة فإنه دُمرَّ ،
وإذا كان قد دُمّر فأين بقاياه ؟
أهمية
ومبررات البحث
تتضح
أهمية البحث فى أنه يتناول موضوعا مهما ، وهو إثبات عدم وجود الهيكل ، وحتى لو وجد
، فلا أثر له ، والبحث عنه عبث ، وتكمن أيضا أهمية البحث فى حال وجود الهيكل فإنه
دمر ، وإن الممارسات الإسرائيلية التي تتمثل فى الحفر تحت جدران المسجد الأقصى وما
حوله ، فإن هدفها هو تخريب وهدم المسجد الأقصى، وما إعادة بناء كنيس الخراب فى
بداية عام 2010م إلاّ لتهويد القدس ، وما تصريح رئيس الوزراء الحالي "بنيامين
نتنياهو " فى بداية عام 2010م، إلاّ لاستكمال التهويد حيث قال: أنه سيستمر فى
البناء فى القدس الشرقية كما بني فيها أجداده؛ والمقصود بأجداده هو داود عليه
السلام، ونتنياهو يعلم أن داود دخل القدس غازيا، واحتلها وأقام مملكته على أحد
جبالها، وكانت النتيجة زوال مملكته ومملكة الشمال، وزوال اليهود من القدس،
والحقيقة التاريخية للشعوب تزول بزوالها.
أهداف
البحث
يهدف
هذا البحث إلى الكشف عن ملابسات قصة هيكل
سليمان ، ويتم ذلك من خلال:
· تعريف الهيكل .
· تحديد مكان الهيكل .
· هل الهيكل حقيقة أم خيال .
· الوصول إلى كشف ملابسات الهيكل
وإظهار حقيقته .
أسئلة
البحث
من أجل تحقيق الأهداف المذكورة آنفاً
يحاول البحث الإجابة عن الأسئلة التالية:
· هل تعريف الهيكل صحيح؟
· هل مكان الهيكل هو جبل موريا
تحت المسجد الأقصى كما يقول اليهود؟
· ما هي الدلائل والبراهين التي
تثبت أن الهيكل ما هو إلاّ نسيج من الخيال ؟
· في حال وجود الهيكل ، هل فعلا
تم تدميره مراراً ؟
· ما هدف " جماعة أمناء
الهيكل " ؟
منهج
البحث
الأسلوب
المتبع في هذا البحث هو دراسة الجانب الكمي والكيفي ، حيث اتبع أسلوب التحليل الذي
يُظهر الحالة ثم يصفها ثم يحللها بالحجة والقانون، والقضية المنوي إظهارها ووصفها
وتحليلها هي : " الهيكل المزعوم بين الوهم والحقيقة ".
المستفيدون
من هذا البحث
من
المؤكد أن بحث هيكل سليمان يفيد الباحث والدارس وأساتذة التاريخ والمفاوض
الفلسطيني وعامة الناس، وذلك في كيفية عمل الصهيونية واتخاذها من التوراة والتاريخ
عكازان ترتكز عليهما لتحقيق أهدافها ومصالحها.
حدود
البحث
يدور البحث حول " الهيكل المزعوم بين
الوهم والحقيقة " استنادا إلى كتب التاريخ ؛ خاصة التوراة وكتب التاريخ
اليهودي، يُقسم البحث إلى محاور عدة كما يلي :
المحور
الأول : معنى الهيكل فى اللغة ومنزلته عند اليهود.
المحور
الثاني : حياة سليمان عليه السلام .
المحور
الثالث : الهيكل المزعوم ودماره.
المحور
الرابع : الرد على المزاعم اليهودية
أهم
النتائج والتوصيات....
الجزء الثاني من البحث سيتم تقديمه الأسبوع المقبل