افتخر, أنت غزّي
أسامة عبدالستار موسى الفرا
التفاصيل
افتخر, أنت غزّي
بقلم: بلال عادل الفرا
14-5-2010م
افتخر, لأن الله تعالى اختارك لأن تكون من أهل التضحية والجهاد في سبيله. افتخر, لأنك في خير بقعة على وجه المعمورة بعد مكة المكرمة, افتخر, لأنك من صفوة عباد الله في خير بقع الأرض والتي قال عنها الرسول r في الحديث القدسي: "يا شام أنتِ خيرتي من أرضي أسوق إليكِ صفوتي من عبادي". افتخر, لأن الله اختارك لتكون مرابطاً في سبيله إلى يوم تبعث, فقد قال رسولنا الكريم في الحديث الذي بشر به أهل الشام فقال: "ستفتح عليكم الشام من بعدي رجالهم ونساؤهم وأطفالهم وإماؤهم في رباط إلى يوم القيامة, فمن اختار منكم ساحل من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في رباط إلى يوم القيامة". افتخر, لأن حبيبنا الكريم قد قال لأصحابه: "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم"
وإن اكتفيت بذكر بعضٍ من هذه الأحاديث والفضائل التي تُشرفنا كأهل رباط وجهاد في أرض خير وفضل, فإني لا أغفل عن المعاناة التي نمر بها والتي ما زالت تنخر عظامنا وتُنهك قوانا, إنه الحصار الذي لا يفرق بين انتماء أو آخر, وحرب الفرقان التي لم يميز فيها أعداؤنا بين شيخ وطفل أو امرأة ضعيفة وعاجز أو محتاج, تلك الحرب التي حصدت مئات الشهداء وآلاف الجرحى الذين ما زالوا يعانون من جراحهم حتى اللحظة, لكن الأمل بالله كبير فما بعد العسر إلا اليسر, ولن يغلب عسرُ يسرين, ولا ننسى الآية { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40, إن كل ما يحدث لغزة من آلام وغصص لهي وبلا شك من البلاء الذي يقع على المؤمنين, وكلما زاد إيمان العبد زاد بلاؤه, فأشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل, فماذا نحتاج في وضعنا الحالي غير إخلاص النية لله سبحانه وتعالى, واحتساب الأجر منه, فإذا انتهشنا الحصار فلنتذكر الحصار الذي فُرض على خير البرية وعلى صحابته, والذين اضطروا إلى أكل أوراق الشجر من شدته, وإذا أعيتنا كثرة الاجتياحات والحرب الحاقدة فلنتذكر الرسول r في غزوة الخندق والأحزاب جاؤوا من كل حدبٍ وصوب ليضربوا الإسلام في عقر داره, حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وظنوا أن الله لن يُعلي كلمته ولن ينصر دينه, حينها {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً{25} وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً{26} وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً{27} الأحزاب, لذا فإني أرى الفرج قريب, ومهما زادت غطرسة اليهود وحقدهم فمصيرهم إلى زوال, ومع علمنا بأن اليهود لا يعتاشون إلا على دماء تسيل وجراح تنزف, إلا أننا على يقين بأنهم في يوم من الأيام سيجثون على ركبهم خاضعين للإسلام أذلة صاغرين, فأرضنا فلسطين لم تدم لكافر يوماً, فلا الروم استمروا ولا الحملة الصليبية الماكرة بقيت وإن طالت, واليهود على آثارهم مقتفون, ولن يدوم حالهم, والناظر إلى تصريحات كبرائهم يستشف أنهم أضعف مما كانوا عليه, فهم الآن في حافلة الهزائم, والهزيمة تلو الهزيمة تلحق بهم, فمن هزائم عسكرية مرة كانسحابهم من جنوب لبنان وقطاع غزة وحرب جنوب لبنان 2006 وحرب الفرقان 2009, وإلى هزائم سياسية فالراعي الرسمي لهم قد أفلس, وهم قطعاً بإصرارهم على هذا المنوال إلى اندحار قريب بإذن الله تعالى.