الوفاء.. في زمن عزّ فيه.. الوفاء!
أسامة عبدالستار موسى الفرا
التفاصيل
الوفاء..
في زمن عزّ فيه.. الوفاء!
بقلم:أ.محمـد حســني الفـرّا
05/08/2009
يعتبر الوفاء في هذا الزمان عمله نادرة , فعندما قرأت مقال استاذنا واخونا الحبيب:القاضي ابوكامل سلمّه الله - أو(علي النيابة- سابقا) كما كان يحلو لأخي الدكتور جوادحسني مناداته..عن الذكرى الاولى لرحيل عقيلته ورفيقة دربه وزوجته وام عياله.. المغفور لها بأذن الله {ام محمد} وهي في غنى عن التعريف فهي سيدة المجتمع المعروفة بأعمالها المشهورة مع الأسر المستورة..
لمست (وكل من قرأ المقال ) الوفاء الجميل والاخلاص والبوح بما يختلج داخل صدره بعد رحيلها , بكل تواضع وصراحة وفخر ايضا ..ولاحرج ..مع مايمثله القاضي من مركز اجتماعي ورسمي مرموق , فهو القدوة للمحيطين به من أجيال وأحفاد...
فأن هذا الوفاء من الدين , كانوا يقولون ان الرجل أقل وفاء من المرأة ! ولكن هذا لايعبر عن الحقيقة .. فالوفاء النبيل يكون في حال الحياة الزوجية ويمتد ويستمـربعد وفاة احدهما , مما يعكس السعادة والمودة واستمرار العشرة الطيبة داخل محيط الأسرة لبناء الحياة الانسانية ولأنجاح الشراكة الأبدية في مؤسسة الزواج السعيد , وتوطيد اواصر المحبة بين افراد الاسرة...
يقول الله
تعالى في محكم آياتة(( ومن آياتة ان خلق
لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها,
وجعل بينكم مودة ورحمة, ان في ذلك لآيات
لقوم يتفكرون)) .
ولاننسى وفاء رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ,للسيدة خديجة-ام المؤمنين- بعد موتها : كان يكرم ويود صديقاتها , وكان يذكرها دائما بالخير.. حتى ان السيدة عائشة رضي الله عنها اخذتها الغيرة , فقالت له ذات مرة(هل كانت الاّ عجوزا" وابدلك الله خيرا منها ؟ فغضب الرسول وقال لها : والله ماابدلني الله خيرا منها..
آمنت بي اذ كفر الناس , وصدقتني اذ كذبني الناس , وواستني بمالها اذ حرمني الناس , ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء) .
المرأة
الشرقية عامة والمسلمة الحقة خاصة , فأن
الوفــاء صفـة مميـزة لها عن غيرها من النساء
اللّواتي يفضلن الأستمتاع بحياتهن , فهي
أي المرأة المسلمة تعطي جلّ وقتها لبيتها
وزوجها وابناءها فهي وفيّة بطبعها ... الاّ
مارحم ربـــي ؟
رابعة العدوية هذة السيدة الناسكة العابدة قالت مخاطبة ربّ العزة والجلال :
حبيب ليـس
يعــدلـه حـبـيـــــــب
حبيب غاب
عن بصري وسمعي
واقول لمن ابتلاه الله بمصيبة او بلاء اوداء او فتنة .. أبشر فأن الصبر مُعَوَّل المؤمن
واني لأرجو ان لايحرمك الله الأجر على مصيبتك.. ولاعلاج للحزن الاّ بقتله بالصبر
وماالمال والأهلون الاّ وديعة , ولابدّ يوما تردّ الودائع .. والصبر كالزهرة الجميلة المتألقة التي لاتنبت في كل الحدائق...
قال الله تعالى في كتابه العزيز :(( أنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب )).
وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يقول الله تعالى مالعبدي المؤمن عندي جزاء اذا قبضت صفيّه من اهل الدنيا ثم احتسبه
الاّ الجنة ) . رواه البخاري
ومااعظم ان نصبر ونحتسب عند المصائب والمحن , وهذا الصبر يكون من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد.
ونذكر من صور الوفاء ايضا بكاء سيدنا يعقوب عليه السلام على ابنه الذي افقده بصره.
وكذلك أُمُنا
عائشة عليها السلام عندما اتهمت من قبل
الأفاكون بالأباطيل , كانت تبكي حتى قالت
: ظننت ان الحـزن فالق كبدي !؟
يستهين البعض بما تعني كلمة الوفاء .. الاّ اذا عرف ماتعني عكسها, ولن اقول الخيانة ! بل عدم الوفاء , وضرب الله مثلا :
قال الله تعالى ((ان أوهن البيوت لبيت العنكبوت لوكانوا يعلمون)).
والعجيب ان انثى العنكبوت اذا ارادت الذكّر تخرج له رائحة خاصة فأذا ماانتهى
من ذلك , بثـت فيه السّـم فقـتلته! ثم اذا رزقت بالأبناء وجاعت أكلت نصفهم !!
وهنــا لامـكان للــوفــاء؟
وجاء في كتاب <حق المرأة على زوجها> ان هناك سبع علامات تدلّ على وفاء الزوج لزوجته:
- الدفاع عن زوجته وألتمــاس المعاذير لها ماأمكن .
- عدم تطليق الزوجة بغير سبب (مشروع) معقول – ككبر سنها , او مرضها او فقرها او احتل منصبا رفيعا واصبحت مش من مقامه!
- امتداد حبه وتقديره ووفاؤه لزوجته بعـد مــوتــهــا.
- اكرام صديقاتها .
- صلة ارحام الزوجة واكرام اقاربها .
- أنفاذ وصيتها- ان وجدت – بعد وفاتها [الوصية مطلوبة شرعا].
- والأهم من ذلك كله احتـرامـهـا والثنـاء عليها والدعاء والأستغفار لها.
وحتى لايزعل الرجال مني! فأن ماذكر أعلاه ينطبق ايضا على وفاء الزوجة لزوجها.. اضافة الى حفظ اسرار كل منهما للآخر والتعاون على حسن تربية الأبناء..وحفظ ممتلكات الآخر في وجودة واثناء غيابه .
وكذلك من صور وفاء الأبناء لوالديهم والتي تجلب رضاهم وسعادتهم ودعائهم :
- ألاّ ترفع صوتك عليهما على أيّ صورة .
- ألاّ تحد النظر اليهما اثناء حديثك معهما .
- تطلب رضاهما ودعاؤهما واستغفارهما .
- ألاّ تسبّ والديك ولاتجلب لهما السباب<كما جاء في الحديث> .
وقد تتذكرون معي تلك الصورة التي نشرتها صحيفة فرنسية وأبكت الملايين من الغرب , بل ونفذت جميع طبعاتها بمجرد نشر صورة لعصفوريين , حيث يظهر العصفور وهو يهمّ بسرعة لنجدة زوجته المصابة والجريحة! الواقعة على الارض حاول بصرخاته الضعيفة فلم يفلح ولمّا فاضت روحها صرخ العصفور .. !! والدموع تحتقن داخل عينه؟!
يــاسبــحان اللـــــه .. هذا الطيــر فمـا بالـنا بالأنســان ؟؟!
اللهم اجعل.. ماابتليته من مرض.. وبلاء.. وداء.. وفتنة.. ومصيبة.. تكفيرا" لسيئاته ورفعا" لدرجاته .. انك سميع مجيب .. وبالاجابة جدير.. وانك على كل شئ قــديــر .
حديث:
قال صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل , فقال :
يامحمد عش ماعشت .... فأنك ميــــــت
واحبــب من شــئــت .... فأنك مـفـارقـه
واعــمـل مـاشــئــت .... فأنك ملاقـيــه ( مجزي’’ به)
واعلم ان شرف المؤمن قيامه بالليل , وعزه استغناؤه عن الناس .
للتواصل: