غزة:شبان يولدون الكهرباء من "مطب" السيارات..صور

الظلمة التي تغرق فيها غزة منذ سنوات بسبب أزمة انقطاع التيار الكهربائي أرهقت الكثير من أهلها، ولكن رغم هذا دفعت من القليل بالانتفاضة  بوجهها بالوسيلة التي اتُيحت لهم، كثـلة تتكون من أربعة شبان من طلبة الهندسة الميكانيكية في الجامعة الإسلامية حين تمكنوا من التوصل إلى توليد الطاقة الكهربائية من خلال مطبات السيارات. 

وملخص فكرته العامة:  يعتمد مشروع  توليد الطاقة الكهربائية من مطبات السيارات بشكل أساسي على الحركة المستمدة من المطبات الموجودة في الشوارع والتي تعتبر أحد أنواع الطاقة المهدرة.

وللتوضيح أكثر عن فكرة الموضوع الذي كان بحث تخرج هؤلاء الأربعة من الجامعة؛ أنَ وزن السيارة وسرعتها المارة فوق المطب سيستفاد منها لتحريك نظام ميكانيكي ومن ثم تحويل هذه الطاقة الحركية الناتجة إلى طاقة كهربائية يمكن تخزينها. حسب ما بينه أحد المهندسين الشبان.

يعد المشروع الذي أنجزه تلك الرباعية هو الأول في الشرق الأوسط . لكن انطلاقته كانت  في مركز أبحاث في العاصمة البريطانية عام 2005 ثم طبق في أحد أنفاق لندن وحقق نجاحا باهرا،  ثم راج هذا العمل  وانتشر في عدة دول أوروبية، مثلا  في إسبانيا وضع  المطب في نفق في مقاطعة كتالونيا وطوله قرابة ميل واحد،  ويستمد ذاك النفق الكهرباء من المطب.

 في إحدى مقاهي غزة  الذي كان يجتمع فيه الشبان الأربعة لساعات طويلة بسبب توفر الكهرباء ولكي يتسنى لهم إنجاز مخططهم، جلسنا معهم للتعرف أكثر على تفاصيل المشروع.

أحد الرباعية ويدعى طارق شاهين (24 عاما) يقول : " الطاقة الكهربائية المولدة يٌمكن استخدامها في إنارة الشوارع وإشارات المرور والمرفقات العامة، ومن الممكن أنَ يصل حجم الطاقة المولدة إلى 10 كيلووات في الساعة خاصة في أوقات الذروة وساعات اكتظاظ الشوارع بالسيارات".
 كان الدافع وراء هذا العمل، مشكلة الكهرباء في القطاع ومظهر الشوارع المعتم في غزة ليلاً، لذلك فكروا وتوصلوا إلى إنتاج كهرباء لإنارة الشوارع اعتماداً على عدد السيارات التي تمر في الشارع وكتلتها وسرعتها. يكمل شاهين.

يقطع حديثنا زميله محمد مسلَّم مخبرًا عن المعيقات التي  وقفت في وجوههم خلال رحلتهم مع المشروع.  يقول صاحب البشرة القمحية : " إن نقص بعض المعدات والآلات غير الموجودة في السوق المحلي كانت أكبر عائق". مبينا أنهم كانوا بحاجة  للمساعدة في تسهيل إدخال بعض الأجزاء الميكانيكية والمواد الخام اللازمة للعمل.

 يكمل عنه زميله الثالث في المجموعة ويدعى محمد اليازوري، يقول صاحب القامة الطويلة: " كان مخطط له أن ينتج على الأقل 5 كيلو واط ولكن أنتجنا 1.2 كيلو واط"، ويرجع اليازوري سبب قلة ما أنتجوه إلى أن الأدوات المصنعة محليا جودتها أقل وبالتالي كان هناك طاقة مهدرة كثيرة من الاحتكاك بين الأجزاء.

ويرسم اليازوري حالة افتراضية على الورق لنتائج عمل المطب في حال لو مر على المطب قُرابة 1000 مركبة في الساعة. على هذا  ستوفر حركة مستمرة للنظام الميكانيكي وسرعة دورانية تقريبا ثابتة وسينتج النموذج وفقا للمولد المستخدم: 12 فولت ، 100 أمبير ( 1.2 كيلو واط ) أي أن النظام قادر على شحن بطارية 200 أمبير كل ساعتين.

أما رابعهم ويدعى عبد السلام راضي، يقول : " نحن نطمح في إيجاد حلول لمشكلة الكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة باستخدام أنظمة الطاقة البديلة".

 ويشير راضي إلى أن متابعة الدكتور جمال الزبدة رئيس قسم الهندسة الميكانيكية، أضافت لهم الكثير خلال إنجازهم المشروع.

 وفي اتصال هاتفي يقول الدكتور الزبدة : " هذه الدفعة الأولى  التي تخرجت من قسم الهندسة الميكانيكية، ولنا الشرف أن نخرج طلاب بهذا المستوى" مؤكدًا أن هذه الفكرة الأولى في الشرق الأوسط. 

ويوضح الزبدة أن طلبته الأربعة استطاعوا إنجاز هذا المشروع الضخم من بين مستنقع مليء بالمعيقات، أهمها ضعف الإمكانات الموجودة  التي كانت في القسم.

وبالعودة إلى الشبان الأربعة يأمل هؤلاء بتأسيس شركة متخصصة بأنظمة الطاقة البديلة ويتم من خلالها تقديم حلول للمشاكل الهندسية، مطالبين من الجهات المعنية والحكومية  بمساندتهم لتطوير هذ المشروع للقضاء على مشكلة الطاقة عن طريق الطاقة البديلة.

 
 
 
 
 



المزيد على دنيا الوطن .. https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2015/09/21/780132.html#ixzz3mN5NYoJZ 
Follow us: 
@alwatanvoice on Twitter | alwatanvoice on Facebook

عدد الزوار 25245، أضيف بواسطة/ محمد صلاح الفرا