العبودية لرسول السلام
أسامة عبدالستار موسى الفرا
التفاصيل
بقلم الأستاذ/يحيى نافع الفرا
رئيس الإدارة العامة للتفتيش القضائي
رئيس نيابة رفح الجزئية
لم يتصور أحد أن تنقلب الموازين ويدس السم بالعسل ويباع لنا بني العرب ويروجون لنا بأن ماما أميركا هي راعية السلام وهي رسول السلام ما بين البلدان والدول ، وأنها تحارب العنف في كل مكان ، وتعمل على دمج العالم فيما بينهم وتوزع عليهم الشعارات والعبارات التي تنشر من خلالها معنى السلام والحب والود ما بين شعوب العالم وتكثف من برامجها التوعوية التي تمررها على الشعوب العربية عبر مؤسسات المجتمع المدني المتخلفة في وسائلها وسبلها وطريقتها في الأداء والعمل ولكن الكل يجتمع لتحقيق هدف واحد فقط هو زعامة أميركا للعالم ورعايتها للسلام ومكافحتها للفساد ومحاربتها لأعداء السلام وسعيها نحو سيادة القانون والعدل وضمان حرية المرأة والرفق بالحيوان قبل الرفق بالطفل ....
لم يعتقد البعض بأن المخطط هدفه بث السموم لعقول وقلوب الشعوب وخاصة العربية منها ووهم العالم بأن العدل في الأرض يتمثل بأميركا ، وأن السبيل من الخلاص هو أميركا وما تقدم من برامج ومساعدات ومبادرات لحماية البشرية والمستضعفين من دول العالم وخاصة الثالث منه الذي ينتمي إليه الدول العربية .
لم يعي الكثير بأن من يرعى السلام ويرسل مبعوثين ورسل لرأب الصدع ولوقف نزيف الدماء وشلالاته هي من تدعم وتمد بالسلاح والذخيرة والعدة والعتاد لحلفاؤها وهي من تصنع الفتن وإثارة البلبلة وتشويه صورة الإسلام عبر زج بعض الجماعات التي توحي للناس بأنهم جماعات إسلامية وتمارس على الأرض أفظع وأبشع الأساليب حتى ينتشر الكره والحقد على الإسلام دون أدنى تفكير بأن ما يمارس لا يمكن أبداً أن يكون من تعاليم والإسلام الذي جاء رحمة للعالمين ودعوته دعوة حب وأخوة وتسامح وتضحية وعطاء وهو من أرسى دعائم السلام ونهى عن القتال إلا إذا فرض على المسلمين ونهى أن يتمنى المسلم مقابلة العدو ولكن علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نستعد له إذا فرض علينا.
لم تكن أميركا حامية كرامة الإنسان والمرأة ومساواتها بالرجل بالطريقة المهينة للمرأة ذاتها التي قد تدافع وتؤيد الفكر الذي بث إليها مخادعا إياها أن السبيل ماما اميركا لحماية حقوقك ونيل حريتك ، فليس الحرية بالعري والمجون والسفور والتزاحم مع الرجال دون ضوابط شرعية ن فنجد الاسلام كرمها خير كرامه ولن تجد المرأة احترامها وتقديرها إلا من شريعة الاسلام العادل المنصف للحقوق .
واهم من يعتقد أن أميركا راعية للسلام ورسولاً له وهي في حقيقة الأمر ملطخة الأيدي بدماء الشرفاء والمناهضين للعبودية والمقاتلين من أجل الدين والكرامة والطهارة والأرض والإنسان .
واهم من يعتقد أن الخلاص بيد أميركا وأنها هي المثل الأعلى والاب الروحي والروحاني للعالم ، بل هي من نشرت الحروب وثقافة الاقتتال والتناحر سواء داخلياً أو اقليمياً ودولياً .
فيجب على من يتعبد على باب البيت الأبيض أن يصحو من نومه وكابوسه اللعين وأن لا يتوسل ويستنجد بالوهم الأمريكي الذي يعتبر المجرم الأساسي لكل الجرائم والمذابح والحروب التي انتشرت ما بين دول العالم وما بين طوائف كل دولة وأحزابها وشعوب كل دولة سواء اقتتال داخلي أم خارجي .
فكل مصيبة على وجه الأرض المدبر الأساسي لها هي رسول السلام كما يتوهم البعض بتلك التسمية .