اللاعب الغزي لقانون الانتقالات.."أعطني حريتي أطلق يديا"..!
"لا يحق لأي لاعب الانتقال من ناديه إلى آخر ينافس بذات الدرجة خلال فترة الانتقالات الشتوية"، هذا نص قانوني شاذ عالميا غير معمول به سوى في دوري كرة القدم لأندية قطاع غزة للهواة، فرغم سريان العمل به منذ عامين فقط، إلا أنه أضحى يشكل كابوسا يؤرق المنظومة الكروية في الفترة الواقعة ما بين الدورين بكل موسم.
قضية الموسم
يسار الصباحين المعار قبل موسمين من نادي شباب رفح إلى اتحاد الشجاعية، والذي سطع نجمه مع الأخير عندما توّج معه بالثلاثية التاريخية "الدوري والكأس والسوبر" وحصد لقب هداف الممتازة برصيد 19 هدفا، يعد من أكثر اللاعبين الذين أثير حوله جدلا واسعا بسبب ذلك النص.
مع نهاية موسم (2014-2015) طالب شباب رفح، نظيره الشجاعية، بنقض عقد الإعارة؛ لينضم اللاعب إليه مع بداية دوري (2015-2016)، لكن الأخير أكد تمسكه بالصباحين حتى نهاية فترة الإعارة القانونية.
وظهر الخلاف الحاد بين الناديين؛ لأن الإعارة تنتهي في السادس من شهر فبراير، أي في منتصف الدور الثاني، مما يعني أنه لن يلتحق بصفوف ناديه الأم بعد انتهاء الفترة، وبالتالي سيجد نفسه محاطا أمام خيارين، أوله إكمال ما يتبقى من الموسم مع الشجاعية مقابل مبلغ مالي، أو الخلود إلى الراحة لحين انتهاء مسابقات العام الجاري.
ولكن الصباحين كشف لمراسل "الأقصى الرياضي" عن نيته المبيتة في الابتعاد عن ملاعب كرة القدم منذ انطلاق الدور الثاني، حتى بدء الموسم المقبل؛ مما يعني أنه لن يلتزم بعقده مع الشجاعية.
عميرة للرياضي
ونموذجٌ آخر، هو أحمد عميرة مدافع الصداقة المنافس بالممتازة، الذي أجبره القانون على الانتقال إلى أهلي غزة متصدر الأولى، في صفقة تبادلية مقابل لاعب كرة طائرة.
ويقول عميرة لـ"الأقصى الرياضي"، إن غزة الرياضي طلبه رسميا من الصداقة للعب معه خلال مرحلة الإياب؛ كونه لم يشارك مع فريقه في أي دقيقة خلال منافساته بالذهاب، لكنه فوجئ برفض اتحاد الكرة قيده بصفوف "العميد".
ويضيف إنه لم يجد حلا لجلوسه على دكة البدلاء مع مصطفى نجم مدرب الصداقة طيلة لقاءات النصف الأول، سوى الالتحاق بصفوف أحد أندية الدرجة الأولى، إلى أن قدّم الأهلي عرضا رسميا له، فقبله على الفور.
نماذج أخرى
ونماذجٌ كثيرة وقف هذا القانون الغير معمول به في أي دوري هاوي أو رسمي حول العالم باستثناء دوري كرة القدم للهواة بقطاع غزة، حيث رفض اتحاد الكرة قيد اللاعبين محمد السميري "وطن" (شباب خانيونس) وأحمد أبو العطا (اتحاد الشجاعية) ضمن صفوف غزة الرياضي الذي تعاقد معهما خلال فترة الانتقالات الشتوية؛ بداعي أن اسمهما سجلا في السكورشيد الخاص بأحد مباريات الدوري، رغم عدم اشتراكهما كلاعبين في أي ثانية خلال الـ 11 جولة ضمن مرحلة الذهاب.
على غرار اللاعبين إبراهيم العمور وأحمد الزعانين اللذان لم يحالفهما التوفيق بمشوارهما مع شباب رفح في الدور الأول، ثم قررا الرحيل؛ فلم يجدوا طريقا سوى التفاح أحد أندية الأولى الصاعد قبل موسم من الثاني؛ على اعتبار أنهما شاركا مع الأول بمرحلة الذهاب، وبالتالي وقف النص القانوني سدا أمام رحيلهما لأحد فرق الممتازة.
رفض باكتساح وتقييد
وحظي القانون برفضٍ كاسح في استطلاع الرأي الذي أجراه مراسل "الأقصى الرياضي" عبر عينة عشوائية شملت 100 لاعبا من الدرجات الممتازة والأولى والثانية، و10 مدربين عاملين بدوري غزة.
وكانت جميع آراء الرياضيين المعارضة لوجود القانون، تنادي بضرورة إلغاء مفعوله بدءا من الموسم المقبل؛ بداعي أنه يمثل ظلما كبيرا للاعبين خاصة النجوم منهم الذين قد يضطرون إلى ترك أنديتهم بالممتازة لخلافات معه، لكن في ذات الوقت يجدوا في النزول إلى الدرجة الأولى أمرا ليس بالسهل، كما جرى مع إبراهيم العمور نجم شباب رفح المنضم حديثا للتفاح بالأولى.
ولا يسمح قانون اتحاد الكرة للأندية بجلب أكثر من 5 لاعبين من الدرجات الأخرى خلال فترة الانتقالات الشتوية الواقعة ما بيت الدورين، مما يضيق الخناق على الفرق من ناحيةٍ ثانية.
إلغاء بعد الدراسة
بدوره، صائب جندية عميد كرة القدم الفلسطينية في الربع قرن الأخير، ومدرب المنتخب الوطني سابقا، والمدير الفني لاتحاد الشجاعية حاليا، أحد العينات، أكد تأييده لاتخاذ قرار بإلغاء قانون منع انتقال اللاعبين بذات الدرجة في أسرع وقت، مشيرا إلى أنه يجب دراسة القرار من جميع جوانب اللعبة قبل اعتماده.
وبين جندية أنه يجب على الاتحاد تنظيم الروابط بين اللاعبين والأندية قبل إلغاء القانون؛ لضمان حق الطرفين، بالإضافة إلى دراسة العقود التي ستبرم بينهما بدقة، موضحا أنه يصطف دائما بجانب حرية انتقال اللاعبين بين جميع الفرق المنافسة.
وأوضح العميد أنه من حق اللاعب أن يقرر مصيره في الرحيل عن ناديه في حال لم يتأقلم معه؛ ليخوض تجربة أخرى بنفس الدرجة، متمنيا أن يتم النظر في هذه المعضلة بأقرب وقت.
أما حمادة شبير المدير الفني لخدمات الشاطئ، فقال :"على الاتحاد مراجعة هذا البند، تمهيدا لإعادة صياغته؛ لأنه ظالم لكل اللاعبين"، تاركا للاعبين الحق في الانتقال لأي فريق آخر مهما كانت درجته بكل حرية.
كما أيده حسام النجار مدرب منتخب الناشئين، مقترحا إحاطة التعديل الجديد بضوابط، تتمثل في تحديد عدد معين من اللاعبين المسموح تسجيلهم من نفس الدرجة بين الدورين؛ لتفادي فساد جو المنافسة مع الحفاظ على الفوارق بين المنافسين على المقدمة، والطامعين بالهروب من القاع.
اللجنة توصي بالتعديل
ومن جهته، أكد فائق البسوس أمين سر لجنة شئون اللاعبين، أن لجنته عازمة على تقديم مقترح عقب نهاية الموسم للنظر إلى إعادة صياغة هذا النص؛ بسبب كثرة الشكاوي التي ظهرت على الواجهة بسببه.
واعترف البسوس بمدى ظلم النص القانوني للغالبية العظمى من اللاعبين، مبينا رغبة اللجنة الملحة في تقديم المقترح؛ لتفادي جوانبه السلبية في المناسبات المقبلة، واضعا الكرة بملعب الاتحاد؛ كون القرار النهائي بيده.
وأشار إلى أن ما يزيد عن 80 بالمائة من لاعبي أندية الدرجتين الممتازة والأولى مرتبطين بعقود كافية مع أنديتهم، موضحا أن هذه الخطوة ستساهم في اتخاذ القرار؛ والاتجاه نحو الاحتراف، لافتا إلى أن وجود نص عدم انتقال اللاعبين لذات الدرجة لن يدم خلال المواسم القادمة.
وختاما.. هل سيشهد الموسم المقبل تغيير يطرأ على واجهة الانتقالات الروتينية، خاصة بعدما أكدت لجنة شئون اللاعبين عزمها على تقديم توصية لاتحاد الكرة بضرورة تعديل النص؛ لما خلق من إشكاليات عدة على الساحة الكروية .؟