الشيخ/عطية بركات الفرا
من مؤسسي مسجد السنة والجمعية الشرعية
تتلمذ على يد الشيخ/صالح عشماوي إمامً الحرم كما تتلمذ على يد الشيخ/عبد الوهاب المصري..عمل مع بعض أنصار السنة في خان يونس على نشر السنة وتخليص العبادات والعادات من الشوائب التي لحقت بها إبان عهد الضعف والانحطاط. وقاموا بتأسيس و إنشاء مسجد أهل السنة كما عملوا على إنشاء جمعية شرعية تضم العلماء من أنصار السنة والمريدين ، وبالفعل تم إنشاء هذه الجمعية عام 1929م وكانت تضم عدداً من العلماء الأتقياء ومن أهل الخير الذين أحبوا أن يساهموا في محاربة الفساد والبدع ويتفرغوا لخدمة الدين
التفاصيل
الشيخ/عطية بركات الفرا1895م – 1987م
|
||
في هذه اللمحة نتناول سيرة رجل من رجال الله الذين وهبوا أنفسهم للدعوة في سبيله تاركين متاع الدنيا وزينتها سعياً للآخرة ونعيمها . . كي نستفيد من هذه السيرة الطيبة في نشر دعوة رب العزة إلى كل أبناء عائلتنا خاصة ولكل الناس عامة . . ونأخذ الأخلاق الحميدة وننقلها لأبنائنا وأهلنا وأصدقائنا كي نكون يداً واحدة بالخير والبر والتقوى. الشيخ/عطية بركات الفرا (أبو محمد) هو من (المباريك) وفرعه (العطايات) ولد الشيخ في عام 1895م في مدينة خان يونس ، ولما بلغ السابعة من عمره أرسله والده للكتاب الذي كان في شارع جلال آنذاك .. وتعلم فيه القراءة و الكتابة ومبادئ الحساب وقرأ القرآن الكريم ، وكان والده يرغب في إرساله للأزهر الشريف ، وكان والده معروفاً بالصلاح والتقوى وحب العلماء وكذلك جده لأمه كان متصوفاً زاهداً عارفاً وقدر رويت هذه الحكاية من أكثر من مصدر وهي: الحاج/بركات رحمه الله والد الشيخ/عطية سافر لأداء فريضة الحج وكان عمره خمسة وثلاثون عاماً وكان السفر شاقاً وطويلاً فكانت الوسيلة الوحيدة للسفر هي الإبل ، وبعد عيد الأضحى بدأ الناس في استقبال الحجاج وإعداد (الجريشة) وهي نوع من الأكل يصنع من القمح ويقدم في المناسبات كان يؤكل كالأرز الآن ، فقال لهم صهره المتصوف الزاهد: لا تعدوا طعاماً فإن بركات قد مات وإني لأنظر إلى قبره الآن. . . فأخذن النسوة يقلن له اصمت انت ولا هو ، فقد كان بركات رحمه الله من الرجال المحبوبين المعدودين. ولكن صدق ما قاله صهره ورجعت ناقة الحاج/بركات أما هو فقد أصيب بالحمى ومات ودفن في مكة ، وكان عمر ابنه عطية حينها تسع سنوات. وبذلك ضاعت منه فرصة الالتحاق بالأزهر الشريف ، ولكنه ظل محباً للعلم متعلقاً به يقرأ من كتبه. وكانت فلسطين بحكم قدسيتها يفد إليها المسلمون من شتى بقاع الأرض لزيارة المسجد الأقصى ، وأكثر الوافدين كانوا من المغاربة والمصريين وكان منهم العلماء الأفذاذ . . فكان شيخنا كلما سمع عن أحد هؤلاء الوافدين يسارع بالذهاب إليه وملازمته طوال فترة إقامته يتعلم منه وينقل عنه ويتتلمذ على يديه خاصة إذا كان من علماء السنة النبوية. ومن العلماء الذين تتلمذ على يديهم الشيخ/صالح عشماوي الذي كان متبحراً في علم الشريعة وعالماً بالسنة ، وقد طالت صحبته وملازمته له إلى أن انتقل هذا الشيخ إلى مكة المكرمة ، وأصبح إماماً للحرم فيها آنذاك ، وظل يعطي الدروس في الحرم المكي إلى أواخر الستينات. ومن العلماء الذين استفاد من علمهم أيضاً الشيخ/عبد الوهاب المصري. ولما بلغ سن الشباب وفقه من السنة الشريفة عمل هو وبعض أنصار السنة في خان يونس على نشر السنة وتخليص العبادات والعادات من الشوائب التي لحقت بها إبان عهد الضعف والانحطاط. ولذلك فقد اجتمع أنصار السنة في خان يونس وقرروا العمل الجماعي لإنقاذ البلاد من البدع والخرافات التي انتشرت فيها راغبين في إحياء السنة المطهرة. ولما كانت البدع قد وتأصلت في النفوس ووجدت بعض العلماء النفعيين الذين يؤيدونها ويغرسونها في نفوس العامة ، فقد تصدى هؤلاء إلى أنصار السنة وكانوا يمنعونهم من الحديث في المساجد ولذلك قرروا أمرين: الأمر الأول: إنشاء مسجد خاص بهم ، وقد قاموا بالفعل بشراء أرض تعود ملكيتها لآل العقاد وتم إنشاء مسجد أهل السنة وهو حالياً مع جماعة دار الكتاب والسنة. الأمر الثاني: إنشاء جمعية شرعية تضم العلماء من أنصار السنة والمريدين ، وبالفعل تم إنشاء هذه الجمعية عام 1929م وكانت تضم عدداً من العلماء الأتقياء ومن أهل الخير الذين أحبوا أن يساهموا في محاربة الفساد والبدع ويتفرغوا لخدمة الدين ومن أشهر المؤسسين للجمعية والمسجد:(الحاج/سعيد وادي رئيس الجمعية- والشيخ/مصطفى العقاد-والشيخ/شاكر أبو طه- وشيخنا/عطية الفرا . . وآخرون حيث لا يتسع المقام لحصرهم. ثم بعد ذلك أصبح لهم علاقة وطيدة مع جماعة أنصار السنة المحمدية في القاهرة ، وقد اتصل بالشيخ/محمد حامد الفقي
رئيس الجماعة ، كما اتصل بعده بالشيخ/عبد الرحمن الوكيل ، وكانت الجماعة ترسل له شهرياً مجلتها/مجلة الهدي النبوي. ولما كانت البدعة أكثر انتشاراً من السنة لوجود أمور من مستحدثات العصر أسهمت في نشر البدع ، وخروج الكاسيات العاريات في الأسواق لم يطق شيخنا رؤية هذه المشاهد ، ولذلك فقد انتقل للعيش في القرارة ، وظل فقط يتردد على إخوانه ، كما كانوا يزورونه باستمرار ويتناقشون في هذا الدين ووسائل نشره حيث كان ذلك همه الأكبر حتى آخر لحظة من حياته. ولأنه كان مشهوراً بين الناس بتقواه وزهده كان بعض الناس يترددوا إليه لفض مشاجراتهم وحل خصوماتهم . . ورغم أنه ليس من رجال الإصلاح إلا أنه كان يحاول فض منازعاتهم بتذكيرهم بأوامر الله ونواهيه . كما كان العديد من الناس يترددون له كي يقرأ القرآن عليهم أو على ذويهم من أجل الشفاء وقد كان يفعل ذلك ابتغاء فضل الله ورغبة في أجره. وأثقلت السنون جسمه فلم يعد قادراً على المشي فجأة وحدث ذلك في 30/9/1986م ، وظل يزداد عليه المرض الذي لم ينسه تلاوة القرآن والتسبيح حيث لم يكن يهدأ فمه متمتماً آيات ربه وداعياً له ولجميع المسلمين بالخير والرحمة والمغفرة ، إلى أن فاضت روحه الطيبة إلى بارئها ولسانه رطب بتلاوة القرآن مساء يوم الجمعة 3/2/1987م. رحمك الله يا أبا محمد وأسكنك فسيح جناته . . ونود أن نوجه شكرنا الجزيل إلى الأستاذ/يحيى عطية الفرا (أبو عاصم) الذي رد رمقنا بهذه المعلومات القيمة والصور . . فجزاه الله عنا كل خير وكثر الله من أمثاله. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
|