المهندسة هبة الفرا بطلة الأرض للحفاظ على البيئة لعام 2018

 

آمنت المهندسة هبة الفرا من مدينة غزة الفلسطينية، بدورها في الحفاظ على البيئة منذ طفولتها، مما جعلها حريصة على المساهمة في الأنشطة والفعاليات البيئية في المدرسة أو المخيمات الصيفية. ولدعم هذا الشغف اختارت دراسة الهندسة البيئية في الجامعة الإسلامية بغزة.

 

أول فلسطينية
في عام 2012 سافرت الفرا إلى دولة 
الكويت وعملت متخصصة في مجالي التدريب والتطوير. وبالصدفة أثناء متابعتها لصفحة الأمم المتحدة في المجال البيئي وجدت إعلانا لمسابقة عالمية للمناطق الإقليمية السبع التي قسمت حسب الأمم المتحدة، وتهدف إلى إبراز دور الشباب في الحفاظ على البيئة والتقليل من ظاهرة التغيير المناخي والمساهمة في تقليل التلوث البيئي.

تقدمت بطلب لتكون أحد الممثلين لمنطقة غرب آسيا، ومن حسن حظها فازت بجائزة أبطال الأرض الشباب في الحفاظ على البيئة لعام 2018 عن منطقة غرب آسيا، لتكون بذلك أول فلسطينية تحصل على هذا اللقب. 

 

دوافع النجاح
"الحرب على غزة" كانت الدافع لتغيير مسار حياتها، عن ذلك تقول الفرا "عاصرت أثناء وجودي في غزة كثيرا من الحروب التي كان لها كبير الأثر على شخصيتي وأهدافي في الحياة التي أتطلع لتحقيقها".

وتتابع "الحروب أعطتني دوافع قوية لتحقيق حلمي كامرأة فلسطينية وعربية في أن نترك بصمة في مجتمعاتنا ونخدمها في ذلك ونخلق مجتمعات وأجيالا واعية تهتم بالبيئة وتفهم التغيرات المناخية وآثارها علينا كأفراد وعلى دولنا بشكل عام".

 

اللقب والجائزة

بطلة الأرض لحماية البيئة، وأن تكون واحدة من سبعة حصلوا على الجائزة، يعني الكثير بالنسبة لها، فهي مسؤولية ملقاة على عاتقها في أن تكون جزءا من الإصلاح في المجتمع والحل والتنمية. وتتمنى أن يكون كل إنسان عربي بطل الأرض، لأن الأرض مسؤوليتنا جميعا وعلينا أن نحافظ عليها ونحميها من التلوث الذي ينتجه الإنسان بشكل كبير وملحوظ.

 

المرأة القيادية

كانت الفرا مؤمنة بالفوز لأنها كانت على يقين أن هناك حاجة قوية للفكرة التي قدمتها للأمم المتحدة من أجل الحفاظ على البيئة من خلال تأسيس منظمة غير ربحية تحت عنوان "المرأة في الطاقة والبيئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" وهي تعتمد على المشاركة المجتمعية في توعية المجتمع نحو القضايا البيئية وإبراز دور المرأة في المجال البيئي، وتأهيلها لقيادة التغيير في المجتمع من خلال برامج تأهيل، وإعادة التدريب وبناء القدرات التي ستُقام في كل دول منطقة غرب آسيا وبالتحديد في الشرق الأوسط، لتكون على شكل مبادرات مجتمعية نسائية للحفاظ على البيئة، وبناء قاعدة بيانات وشراكات مؤسسية ومجتمعية لخدمة المرأة في هذا المجال، وزيادة قدراتها والمهارات التي تتعلق بمواضيع التغيير المناخي، التلوث الجوي، تلوث المياه، تلوث البيئة البحرية والزراعية، النفايات الصلبة والخطرة، استخدام بدائل الطاقة، والحد من هدر الطاقة واستنزاف الموارد الطبيعية.

 

نقل المعرفة
تعتبر الفرا دورها في تحقيق أفكار الشباب التطلعية والطموحة في المجال البيئي الذي تهدف المسابقة على إنجازه، أمرا أساسيا لكي تنقل للشباب والمجتمع بكافة عناصره ما تعرفه من حلول ومبادرات لكثير من المشاكل المعاصرة. 

 

بناء الكفاءات

وتهدف من تأسيسها لمنظمة المرأة في الطاقة والبيئة إبراز دور المرأة العربية في الحفاظ على البيئة وتقليل نسب التلوث العالمي لأنها عنصر أساسي ورئيسي في تحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات العربية.

وتقوم المنظمة بإعداد برامج في بناء الكفاءات والقدرات الفنية والتقنية للمرأة بمجال البيئة والطاقة بالإضافة إلى تنظيم أنشطة مجتمعية (المؤتمرات، المعارض، ورش العمل، الندوات التثقيفية) من أجل التوعية في كيفية الحفاظ على مصادر البيئة الطبيعية.

 

البيئة العربية

كونها عضوا مشاركا في شهادة الريادة بمجال التصميم المراعي للبيئة والطاقة، تقيم وضع البيئة والطاقة في الشرق الأوسط مقارنة مع دول العالم، أنه متأخر جدا ولكن هناك بوادر وقصص نجاح في كثير من الدول العربية تبشر بمستقبل واعد لتحقيق تنمية مستدامة لمجتمعات واعية ومهتمة بقضايا البيئة المعاصرة.

 

العمل والطموح

ترى أن عملها متخصصة في مجالي التدريب والتطوير في Entertech الشركة المعنية في الاستشارات والتدريب والإدارة، يتوافق مع شخصيتها وطموحها، فأهداف الشركة تتماشى مع أهداف المنظمة وهذه أهم نقاط التشابه والارتباط العملي بين الشركة والمنظمة مما يسهل مجالا كبيرا في الوصول إلى المجتمع بصفة رسمية.

المباني الخضراء

حصولها على شهادة دولية معتمدة لتصنيف المباني الخضراء التي يمنحها مجلس المباني الخضراء الأميركي، والتي تمكن المشترك من اعتماد وتصنيف المباني وفقا للقوانين الدولية الصديقة للبيئة، كما أنها أضافت لها المعرفة والمعلومات التي تلزم لتحقيق مدن صحية مستدامة.

 

عقبات واجهتها

كانت في بداية مشوار عملها الذي انطلقت به من الكويت، حيث واجهت صعوبة في الانخراط بمجتمع جديد وسوق عمل مختلفة ومتنوعة. ولكن كثير من العقبات كان لها مميزات وفضائل في نهاية الأمر، فالمجتمع هناك متعاون ومتفهم لكثير من الأمور ويتضح التعاون مع المرأة بشكل كبير وفعال.

 

تمكين "الفلسطينية"

تتمنى الفرا أن تقدم كثيرا من الخدمات لوطنها الأول فلسطين، وأن ترفع اسمه عاليا وأن يكون فخورا بها، وأن تضيف إضافة كبيرة للمرأة الفلسطينية في تمكينها جيدا بسوق العمل والحياة بشكل عام، وعلى صعيد التوعية والنضوج البيئي الضروري لكل امرأة عربية لأنها جزء من غالبية المشكلات البيئية. 

العمل والأسرة
يعود الفضل في تحقيق أحلام وطموحات الفرا لوالدتها وزوجها، فهما من أوائل الأشخاص الذين آمنوا برسالتها وحلمها كامرأة عربية. لذا تحاول تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة قدر الإمكان حتى لا يغيب دورها في الاثنين.

 

رسالتي للنساء

"لا يوجد شيء مستحيل في الحياة"، لكن ينقصنا الإيمان بالحلم ثم العمل على تحقيقه. وما نؤمن به سوف يتحقق لأننا نؤمن بأشياء لخدمة الأرض والمجتمع، وهذا الهدف السامي يفرض علينا الاجتهاد في إنجازه.

 




 

 

عدد الزوار 16580، أضيف بواسطة/ عبد الله إبراهيم الفرا