الرئيس عباس: المؤامرة على القدس لن تمر وقرارات حاسمة سيتخذها المركزي
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن المؤامرة على القدس لن تمر، ولن نسمح لكائن من كان أن يمس بحقوقنا وثوابتنا الوطنية.
وشدد الرئيس في كلمة ألقاها لمناسبة الذكرى الثالثة والخمسين لانطلاقة حركة فتح، في مقر الرئاسة برام الله، مساء امس الأحد، على أن هناك خطوطا حمراء وثوابت تشكل الأساس في موقفنا، نلتزم بها ولا يمكن لأحد أن يتجاوزها.
وقال إنه لا حل إلا على أساس قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرار الجمعية العامة رقم 19/67 الصادر في 29/11/2012، وقرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016، وقرارات المجالس الوطنية، ومبادرة السلام العربية التي تؤكد جميعها على إقامة دولة فلسطين على حدود 1967 والقدس الشرقية بحدودها الكاملة عاصمة لها.
وأكد أن تطبيق مبادرة السلام العربية مرهون بإنهاء إسرائيل لاحتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وفق القرار 194، ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله أولاً وقبل كل شيء.
وأوقد الرئيس محمود عباس، شعلة انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح" الـ53 في مقر الرئاسة بمحافظة رام الله والبيرة بجوار ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات الذي وضع عليه اكليلا من الزهور.
وحضر مراسم ايقاد شعلة الانطلاقة، رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وعدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة "فتح"، والمجلي الثوري، إضافة إلى ممثلين عن مختلف الفصائل.
وهنأ الرئيس محمود عباس في كلمة مقتضبة ألقاها قبيل إيقاد الشعلة، الشعب الفلسطيني، بمناسبة حلول عام 2018، متمنيًا أن يكون عام الاستقلال، كما وجه التهنئة بمناسبة مرور 53 سنة على انطلاقة ثورة فتح "التي أطلقها قادة الحركة ومؤسسوها".
وقال الرئيس عباس في كلمته عقب إيقاد الشعلة مساء اليوم الأحد : " قادة هذه الحركة ومؤسسوها، هم الذين أطلقوا ثورة فتح، وهم أصحاب الفضل لبقاء الحركة قوية وثابتة".
وأضاف : "القدس هي عاصمة الشعب الفلسطيني الأبدية"، متابعًا : "مهما حاولوا أن يغيروا التاريخ لن يستطيعوا، نحن هنا مرابطون وصابرون وباقون وصامدون إلى يوم الدين".
وأردف الرئيس عباس قائلًا : "لن نرتكب الأخطاء الحمقاء التي حصلت في الماضي (..) نحن باقون هنا حتى تحرير فلسطين، وتكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين".
وذكر أن "الوحدة الوطنية كانت دوما هاجس فتح، وهي خطها الأحمر، ومن أجلها دفعت الدماء وخاضت المعارك"، مؤكدًا أن "فتح اليوم أكثر إصرارًا وتمسكا بالوحدة؛ لمجابهة كل التحديات والمخاطر التي تحيط بمشروعنا الوطني الفلسطيني".
وأكد ضرورة التمسك بالوحدة والثوابت؛ "حتى يكون العالم إلى جانبنا"، متابعًا : "نحن على يقين أن العالم الحر سيبقى مصطفا وراء حقوقنا الوطنية".
ولفت إلى أن "ما حدث في الأمم المتحدة ومجلس الأمن يؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح"، مردفًا بقوله : "مهما طال الزمن فإن أهدافنا ستتحقق، وستقام دولتنا الفلسطينية، وسنرفع رايات فلسطين على أسوار وكنائس القدس".
وشدد على أن "فتح ما زالت متمسكة بالثوابت ولم تحيد عنها، وستبقى ترفع راية العمل الوطني متشابكة الأيدي مع كل الفصائل (...) مهما اختلفنا، سنبقى نبحث عن القاسم المشترك؛ لأن فلسطين بحاجة لكل أبنائها وكل المؤمنين بعدالة قضيتنا".
وأضاف الرئيس عباس : "بعد مضي قرن من الزمان على وعد بلفور الغادر الظالم، وانقضاء سبعة عقود على النكبة، وخمسين عاماً على احتلال إسرائيل لما تبقى من أرض فلسطين، نواجه تحدياً جديداً تقوده الولايات المتحدة الأميركية انحيازاً ودعماً لإسرائيل، قوة الاحتلال، بالاعتداء على مكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي، وبذلك تكون الولايات المتحدة قد خالفت القانون الدولي والشرعية الدولية وفقدت أهليتها كوسيط في عملية السلام".
وشدد الرئيس على أن كرامة شعبنا وحقوقه وثوابته غير قابلة للمساومة، ونقول "لا" لمن يحاولون فرض الإملاءات علينا".
وأشار إلى أن المجلس المركزي لمنظمة التحرير سيناقش في جلسته الطارئة قضايا استراتيجية تهم مصير شعبنا وقضيته العادلة، وسيتخذ قرارات حاسمة للحفاظ على القدس وحماية حقوق شعبنا.
وجدد التأكيد على مواصلة العمل لتوحيد أرضنا وشعبنا وتحقيق المصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام وصولاً لسلطة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد، مطمئنا أبناء شعبنا بأننا نسير في درب المصالحة بخطى واثقة وحثيثة، وسنتوّجها بوحدة وطنية راسخة وقوية.
وتابع "لن نقبل ببقاء الوضع القائم، ولن نقبل بنظام الابارتهايد، ولن نقبل بسلطة دون سلطة، واحتلال دون كلفة، وعلى إسرائيل أن تعيد النظر في سياساتها وإجراءاتها العدوانية ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا قبل فوات الأوان".