كبرنا وترعرعنا على مقولة شهيرة تحتمل الصواب والخطأ وهي ضرورة فصل الرياضة عن السياسة في الوقت الذي نصطدم فيه يوما تلو الآخر بأن الرياضة متداخلة في الملعب السياسي بصورة لا تحتمل التشكيك .
ولا يسعنا الحديث عن أمثلة تاريخية ومعاصرة لتداخل الرياضة في السياسة، وليس إنفصال إقليم كاتالونيا عن إسبانيا ببعيد عنا في الوقت الراهن، وأتذكر دوما ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الرياضة قضية أمن قومي للبلاد، وهي كذلك بكل تأكيد .
واليوم وبعد الانتصار التاريخي للدبلوماسية المصرية ونجاح الجانب المصري في إعادة ترتيب البيت من الداخل في فلسطين ونجاح عملية الوفاق والمصالحة داخل الدولة الشقيقة فقد بات لزاما علينا نحن العاملين في الوسط الرياضي للقيام بدورنا للتكامل بين الرياضة والسياسة في هذا الشأن .
فمنذ بضعة أيام خرجت علينا الشركة الراعية لاتحاد الكرة بوجود عروضًا من البحرين والإمارات والسعودية والكويت وعمان لاستضافة السوبر المصري، والذى سيجمع الأهلى بطل الدورى وكأس مصر والنادي المصري البورسعيدي وصيف الكأس خلال شهر يناير المقبل، بخلاف عرضين من أوروبا لإقامته في لندن وإيطاليا .
وعلى الرغم من الحسابات الدعائية والجماهيرية وكذلك الأبعاد السياسية الأخرى من إقامة السوبر في أي من تلك الدول السالف ذكرها، إلا أنني أرى أن توجه الدولة حاليا ودور الرياضة الهام في القضية الفلسطينية يحتم علينا أن نعيد التفكير مرة أخرى لتكون فلسطين هي الوجهة التي ستستضيف السوبر المصري القادم .
المبادرة نطلقها من هنا لتكون أمام المسئولين في الاتحاد المصري لكرة القدم خاصة وأنه لا يوجد ما يمنع ذلك وأن الملاعب الفلسطينية مجهزة لاستقبال المباريات هناك في دوري "الوطنية موبايل" وسعتها تتراوح ما بين 10 إلى 15 ألف متفرج وإقامة مثل هذه المباراة هناك ستكون بمثابة رسالة واضحة للجميع من الجانب المصري ودوره في الشأن الفلسطيني .
عدد الزوار 23536،
أضيف بواسطة/
عبد الله إبراهيم الفرا