الدكتور عبد الله الفرا يتصدر صحافة المهجر

يرى الأستاذ الجامعي سابقاً في جامعة "ويسترن أونتاريو"، عبد الله الفرا  ورئيس تحرير "هنا لندن" العربية - الكندية في "لندن أونتاريو"، أن الصحيفة تحاول "إبراز النجاحات التي تحققها الجاليات العربية في كندا لتكون لهم بصمتهم والتعريف بهم بين باقي المواطنين في مجتمع متعدد الثقافات والأعراق، باعتبارها جسرا حضاريا يحمل رسالة واضحة".

 

وبالرغم من ذلك، يأمل الفرا أيضاً بأن ينتبه العرب لما يصدر في صحافة المهجر ودورها ومكانتها، فكثير من الصحف الناطقة بلغات عدة يجري دعمها من قبل دولها من خلال الإعلانات "ونحن نأمل أن ينتبه العالم العربي إلى وجود هذه الصحافة ليقوم من خلال الإعلانات، بعيدا عن الترويج السياسي، بدعمها بشكل غير مباشر، ليكون لها شرط الاستمرار والتقدم في المغتربات أسوة بمثيلاتها الصادرة بين جاليات أخرى غير العرب.

 

واقع عرب كندا غير معروف بالدقة الكبيرة، وتأتي الأحداث المتلاحقة لتسلط الضوء عليهم. ولعل الركن الأساسي في هذا الواقع هو إسهامات صحافة المهجر العربي في معالجته إعلامياً.

في هذا اللقاء، يتحدث الأستاذ الجامعي سابقاً في جامعة "ويسترن أونتاريو" عبد الله الفرا، ورئيس تحرير "هنا لندن" العربية - الكندية في "لندن أونتاريو"، عن قضايا العرب الحياتية

والإعلامية في البيئة الكندية.

 

الحفاظ على الحرف العربي

يرى الفرا أن صدور صحف وإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت بالخط العربي في المهجر الأميركي الشمالي، رغم أن التجربة الكندية ليست قديمة وبوشرت في سبعينيات القرن الماضي، تساهم في تعزيز الثقافة والهوية العربيتين. ويذهب الفرا أيضا في شرح تلك الأهمية في حديثه مع "العربي الجديد"، من أونتاريو، إلى اعتبار الصحافة العربية في المهجر "تربط الأجيال بجذورهم العربية. هي أيضا يمكن اعتبارها بمثابة جسر تواصل بين العرب في المهجر والبلد الجديد الذي يعيشون فيه، آخذين بالاعتبار أنه ليس كل العرب القادمين حديثا إلى كندا وأميركا يجيدون اللغة الإنكليزية. وللاطلاع على ما يدور حوله في بلده الجديد، فإنه يحصل على تلك المعلومات من خلال قراءته للصحف العربية. نحن نعتبر أيضا أن وجود هذه الصحف هو خير وسيلة لحث الأبناء من قبل الآباء على تعلم اللغة العربية وقراءة المقالات والتقارير باللغة العربية. هذه الصحف تساهم إلى حد كبير بنقل الثقافة والحضارة العربية إلى أبناء المجتمع العربي في كندا".

سعي للتأثير 

على الرغم من تلك الأهداف، فإن محاولة حثيثة تقوم بها هذه الصحف للبقاء على قيد الحياة رغم الصعوبات والميزانيات المحدودة. ويشرح الفرا هذا الواقع بالقول: "ذلك يعيق تعيين كوادر صحافية بحثية، تقدم وتثري هذه الصحافة. أيضا لأن أبناء الجالية العربية في مدن كندا المختلفة ليسوا بالعدد الكبير، بحيث يكون لهم تأثير في موقف معين، إلى جانب الاختلاف سياسيا ودينيا وعند طرح أي قضية، يغيب التوافق على اتخاذ موقف محدد. لكنني أعتقد أنه لو توفرت إمكانات لهذه الصحافة فبإمكانها أن تخلق رأيا عاما موحدا لأبناء المجتمع العربي في أميركا الشمالية، وهذا نلمسه في وقت الانتخابات. فعندما تحصل الانتخابات في كندا يلجأ المرشحون الكنديون إلى التعريف بأنفسهم من خلال صحفنا العربية في  كندا لكسب الأصوات الكندية العربية".

 

انعكاس الواقع العربي على المهجر

عن تأثير الواقع العربي عموماً على واقع الجاليات وكلمتها المكتوبة والمقروءة، يقول الفرا: "للأسف إن الواقع العربي ممزق ومؤلم، ولكننا نحاول أن ننقل النجاحات والجانب المضيء سواء لأبناء المجتمع العربي في كندا وأميركا والنجاحات في الدول العربية. نحن لا نريد أن نتكلم عن الاختلافات العربية، لأن ذلك لا يخدم العرب وقضاياهم في المهجر، وكثيرا ما نختار التركيز على الإيجابيات ليتعرف المجتمع الكندي عليها أيضا". ويذكر هنا أن المهتمين بالثقافة واللغة العربية من الأميركيين الشماليين، ومن الثقافات المتنوعة، يهتمون بمتابعة الصحف العربية لتعزيز ما يتعلمونه من اللغة والثقافة العربية.

 

يبين الفرا أن "جريدتي (البلاد) و(هنا لندن) عمدتا أيضا إلى إنشاء قسم إنكليزي تُطرح من خلاله القضايا العربية باللغة الإنكليزية. وعندما تقوم الصحف العربية الكندية بنشر إعلانات النواب الكنديين في هذه الصحف فإن النواب يحرصون على أخذ نسخ من تلك الصحف إلى مكاتبهم وعند زيارة المواطنين الكنديين والمقيمين لتلك المكاتب يطلعون على القسم الانكليزي في تلك الصحف وما تتطرق إليه من قضايا تخص الثقافة العربية أو أمورا تعكس القضايا العربية". 

 

ويضيف الفرا شارحاً طبيعة توزيع الصحف ووصولها إلى القراء: "نحن نقوم بتوزيع نسخ من جريدتنا إلى أهم المرافق والمؤسسات الاجتماعية في كندا إضافة إلى الكنائس، لكي يطلع عموم المجتمع الكندي ومن بينهم العرب وغير العرب على القضايا العربية".

 

عن قراء هذه الصحف الصادرة في المهجر الكندي بين أبناء العرب، يقول رئيس تحرير "هنا لندن" إن الشريحة التي تقرأها "هي من الفئة العمرية من الثلاثين فما فوق، فهؤلاء تعلموا العربية في بلدانهم الأصلية قبل قدومهم إلى كندا. أما الشباب الأصغر سنا فبينهم للأسف كثيرون ممن لا يتقنون قراءة العربية، بل بعضهم لا يعرف شيئا عن الصحافة سوى استثناءات، وحين يحاول هؤلاء قراءة الصحيفة فإنهم يلجأون إلى القسم الإنكليزي الذي نركز عليه من أجل ذلك الجيل أيضا". 

 

مع ذلك، فإن جيلاً عربياً شاباً في أميركا الشمالية، رغم أن الخط العربي ليس مألوفاً لكثير منهم، إلا أنهم يحاولون التعرف أكثر على لغتهم وثقافتهم العربية، أسوة بكثير من الجاليات الأخرى المنتشرة في أميركا الشمالية. وعليه أيضا، يضيف الفرا: "في الواقع بدأت الصحافة عند كل الأجيال الحديثة تعاني، وهذا لا ينطبق فقط على الجيل العربي الشاب في المهجر. فالجيل الجديد، مع التقدم السريع في وسائل التواصل، بات يتجه أكثر نحو وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على ما يريد. وبين الجيل العربي الشاب في المهجر ثمة توجه كبير نحو متابعة الشاشة وبرامجها، سواء على القنوات العربية أو الكندية والأميركية، عبر الشبكة، وذلك أيضا يعتبر تحديا لمعظم الصحف حول العالم".

وعلى الرغم من حداثة صدور "هنا لندن"، يرى الفرا أنها "رغم التحديات والمصاعب الكثيرة، كأي مطبوعة عربية في المهجر، ومنها المالية والمهنية، فهي ما تزال تصدر بصفحات تصل إلى 36 صفحة، بعد أن كانت تصدر بداية فقط باللغة العربية بـ12 صفحة، توسعت لتشمل اللغة الإنكليزية مع كتاب يكتبون خصيصا للجريدة ووجود أكثر من 5 آلاف نسخة عبر البريد الإلكتروني ومتابعة واسعة لموقعها. ويزداد الاهتمام بالصحيفة في لندن أونتاريو مع توسع الإعلانات فيها أيضا وانضمام متطوعين إليها من الشباب الجامعي".

 

يرى الأستاذ الجامعي سابقاً في جامعة "ويسترن أونتاريو"، عبد الله الفرا، ورئيس تحرير "هنا لندن" العربية - الكندية في "لندن أونتاريو"، أن الصحيفة تحاول "إبراز النجاحات التي تحققها الجاليات العربية في كندا لتكون لهم بصمتهم والتعريف بهم بين باقي المواطنين في مجتمع متعدد الثقافات والأعراق، باعتبارها جسرا حضاريا يحمل رسالة واضحة".

 

 يأمل الفرا أيضاً بأن ينتبه العرب لما يصدر في صحافة المهجر ودورها ومكانتها، فكثير من الصحف الناطقة بلغات عدة يجري دعمها من قبل دولها من خلال الإعلانات "ونحن نأمل أن ينتبه العالم العربي إلى وجود هذه الصحافة ليقوم من خلال الإعلانات، بعيدا عن الترويج السياسي، بدعمها بشكل غير مباشر، ليكون لها شرط الاستمرار والتقدم في المغتربات أسوة بمثيلاتها الصادرة بين جاليات أخرى غير العرب".

 

بعض القائمين على الصحف العربية الصادرة في كندا ينتقدون أيضاً غياب السفارات العربية عن معرفة ما يجري من تفاعل إعلامي عربي محلي، فعلى عكس الدول التي تدعم الصحافة الناطقة بلغتها والصادرة من جالياتها تبقى قضية الاهتمام العربي، ولو من خلال المؤسسات والسفارات القائمة في أميركا الشمالية، حاجة معنوية وعملية من خلال تقدم السفارات العربية بموادها لجالياتها عبر تلك الصحف القائمة بشكل مهني.

 

 

 

عدد الزوار 20076، أضيف بواسطة/ فضل حسن الفرا