هل عاد "هوس الحرب" ليغزو نفوس المواطنين الغزيين؟

 دنيا الوطن – أحمد العشي
بعد الحروب الثلاثة التي شنتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي ظل التهديدات المتوالية من قبل هذه الحكومة بإمكانية شن حرب رابعة على القطاع، هل نستطيع أن نقول إن هوس هذه الحرب قد عاد ليغزو نفوس الغزيين؟

"دنيا الوطن"، تعرفت على الحالة النفسة للمواطن الغزي خصوصاً بعد أن عاش أجواء ثلاثة حروب سابقة، فهل سيعيش نفس الأجواء في حرب رابعة؟

أكد أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة الأقصى الدكتور درداح الشاعر، أن الإنسان الغزي يعلم أنه إذا تحدثت إسرائيل عن الحرب، فانه متيقن أنها لن تنفذها، مشيراً إلى أن المواطن الغزي اعتاد على أن إسرائيل تباغت وتفاجئ المجتمع بالحرب دون أن يكون هناك إنذار مسبق.

وقال في لقاء مع "دنيا الوطن": "اعتقد أن ذلك يأتي في سياق الحرب النفسية التي ترغب فها الماكينة الإعلامية الإسرائيلية، حتى تجعل الإنسان الفلسطيني متوتراً على الدوام".

وأضاف: "لا أعتقد أن لدى الإنسان الفلسطيني حالة من الهلع أو الهوس تجاه الحرب لأن لديه إيماناً وعقيدة راسخة بمبادئه ووطنه وحقه في بلاده، وهذه الأمور ربما تعطيه نوعاً من الدعم النفسي أنه على صواب".

واستبعد د. الشاعر أن يكون لدى المواطن الغزي شعور بحالة من الهوس تجاه الحرب، لافتاً إلى أنه في حالة الحرب لم يكن لديه هذه الحالة، منوهاً إلى أن الناس كانوا يمارسون حياتهم بشكل طبيعي بالذهاب إلى الأسواق والمخابز لشراء المواد التموينية.

وفي السياق ذاته، قال د. الشاعر: "إذا كان هناك إدارة سلبية للحرب على مستوى قطاع غزة، فيكون حينها نوع من القلق أو الهوس".

وأضاف: "انا متيقن بأن الله تعالى سيقي هذا الشعب من مكر إسرائيل، وبالتالي يجب ألا نخاف من المستقبل، لأنه لا يجوز ذلك من الناحية الشرعية، أما إذا وقع المكروه فلدينا الكثير من عوامل الدعم النفسي".

من جانبه، أوضح أستاذ علم النفس الدكتور فضل أبو هين، أن أي تغيرات قد تحدث داخل إسرائيل أو في دول العالم، قد يتحسس المواطنون الغزيون من وجود حرب رابعة على قطاع غزة، لافتاً إلى أن التجارب السابقة تركت الكثير من الأوجاع والترقبات والتوقعات في عقل الفلسطيني.

وقال: "الناس يتساءلون الآن حول إمكانية أن تشن الحكومة الإسرائيلية حرباً رابعة على قطاع غزة، خاصة وأن هناك ارتباطاً بين نقطتين: الأولى تتمثل فيما يحدث بإسرائيل من فشل ومشاكل مع نتنياهو، وبالتالي يتم تصدير هذه المشاكل في عمل حرب خارجية، والنقطة الثانية هي الإدارة الأمريكية واتجاهها لصالح الإسرائيليين على حساب القضية الفلسطينية".

ورأى د. أبو هين أن هذا التوقع والتخوف الذي يسود حالياً في أوساط المواطنين الغزيين له ما يبرره، وما يدعمه في المجتمع الدولي والمحلي.

وبين أن أجواء الحرب ليست غريبة عن الموطن الغزي، منوهاً في الوقت ذاته إلى أنه مهما زاد عدد مرات الحرب إلا أنها ستجلب الألم والحسرة والدمار والموت، وبالتالي يبقى المواطن متحسساً من هذه النقاط.

وقال د. أبو هين: "سواء أكانت الحرب الأولى او الثانية أو الثالثة أو الرابعة، فإن الألم يبقى ألماً والموت موتاً والفراق فراقاً".

المختص في الشأن الإسرائيلي راسم عبيدات، استبعد أن يكون الجيش الإسرائيلي مستعداً لشن حرب رابعة على قطاع غزة، خصوصاً بعدما خاض ثلاثة حروب سابقة على قطاع غزة والحرب التي شنتها على المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، في تموز 2006.

وقال: "بعد هذه الحروب التي خاضتها إسرائيل، فلن تكون قادرة على شن حرب رابعة على قطاع غزة، وذلك بعد الهزيمة التي مني بها الجيش الإسرائيلي في تموز 2006، وصمود المقاومة الفلسطينية في الحروب الثلاثة السابقة، حيث سيدفع الجيش ثمناً باهظاً إذا ما شن حرباً رابعة على قطاع غزة".



 

عدد الزوار 15486، أضيف بواسطة/ جمعة عبدالحكيم الفرا