إزالة "سوافي رفح" يُثير ردود فعل غاضبة

أثار قيام سلطة الأراضي بإزالة منطقة "السوافي" الرملية، التي يعتبرها سكان محافظة رفح جنوبي قطاع غزة مُتنفسًا لهم، لصالح مشروع إسكاني للموظفين، حفيظة وردود فعل غاضبة ومُستنكرة لهذا الإجراء.

وكانت سلطة الأراضي قبل أشهر باشرت بعملية إزالة لمنطقة "السوافي" الواقعة غربي رفح، مقابل الحي السعودي ومباني الإسكان الحكومي، وتصل حتى الحدود المصرية جنوبًا، وتوقف العمل، تحت الضغط الشعبي.

وعاودت منذ أيام سلطة الأراضي دون التنسيق والرجوع لأي طرف، بما فيها البلدية الواقعة تحت نفوذها، بإزالة تلك المنطقة التي يتراوح ارتفاعها من "6_10متر"، ونقل رملها، تمهيدًا لإقامة مشروع إسكاني وتوزيع الأراضي على الموظفين، كبديل لمستحقاتهم، على الحكومة في غزة.

ردود فعل غاضبة

الناشط والإعلامي ياسر أبو عاذرة يقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "أصبحت رفح في نظر المسئوولين سوق استهلاك ومنفعة وجني للأموال، يستفيد منها دون تقديم أي خدمة ولا النظر إلى معانتهم اليومية، من قِلة وصول التيار الكهربائي، إلى عدم وجود مُستشفى بها، وصولاً لسرقة سوافي المدينة _حسب قوله_"

وأضاف أبو عاذرة "إن السوافي تُعتبر مُتنزه للتفريغ عن النفس والكبت اليومي للسكان؛ من أجل مشروع اقتصادي خاص بفئة معينة من الشعب وذلك لحل أزمتهم على حساب الأراضي العامة دون الاكتراث لشريحة كبيرة من الشعب متضررة من هذا القرار".

وطالب مسؤولي رفح من رئيس بلدية والقوي الوطنية والإسلامية ورجال الاصلاح والصحفيين والنشطاء والجميع للوقف ضد هذا القرار ومنع تنفيذه.

بدوه، شدد الناشط سعيد الطويل على أن منطقة السوافي مكان طبيعي من الكُثبان الرملية، يُعتبر مُتنفس وحيد لأهالي رفح يقضون أوقات طويلة فوقه، خاصة وقت انقطاع الكهرباء، والأن الحكومة أمرت بإزالته، دون وازع".

وقال الطويل لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "ما زلت أتذكر كم هاجمنا نحن كنشطاء برفح منذ العام 2002 حكومتنا والمحافظ وكل مسئول في كل جنازة شهيد أثناء انتفاضة الأقصى، كي نحصل على قطعة أرض لإقامة مقبرة للشهداء ، بالفعل بعد ثلاث سنوات تم تخصيص قطعة أرض غربي تل السلطان".

وتابع "اليوم رفح سُلبت حقوقها وهمشت وتحتاج لمستشفى، وتُهدم السوافي، المُتنفس الوحيد للمواطنين، دون أي ردود فعل، فيا أبطال الحق لنستمر في المطالبة بحقوقنا وحقوق أبناؤنا، فلن يضيع حق وراءه مطالب".

أما الصحفي محمد الجمل، فشدد على أن ما وصفه "التغول" على حقوق رفح لم يعُد مقبولاً، بعد ترحيل الكهرباء، وحرمان السكان من حقهم في إنشاء مستشفى، بدأت ما قال عنها "عملية السيطرة" على السوافي وحرمان ربع مليون شخص من حقهم في متنزه طبيعي0

مشروع إسكاني

من جانبه، قال رئيس سلطة الأراضي كامل أبو ماضي لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : إنّ "إزالة منطقة السوافي برفح، يأتي أسوة بمناطق أخرى في خان يونس، وهي مناطق تتبع لسلطة الأراضي، ولا تتبع لبلديات أو غيرها من المؤسسات".

وأضاف أبو ماضي "هذه الإزالة للمنطقة يأتي تمهيدًا لمشروع إسكاني، يصب في مصلحة السكان"؛ مُشيرًا إلى وجود أماكن ترفيهية أخرى في رفح كالبحر وغيره، وعلى البلدية استثمار ذلك ومناطق أخرى للسكان، وعلى المواطن التوجه لها.

ويحمل المشروع اسم "العطار" أسوة بمسؤول لواء رفح في القسام الشهيد رائد العطار، وهو مُقر من الجهات الرسمية وبتنسيق مع معظم الجهات؛ "حسب رئيس سلطة الأراضي"؛ الذي أكد أن أي جهة لديها اعتراض تتقدم بالاعتراض وسيستمعوا لها من أجل خدمة المواطن.

من ناحيته، عبر رئيس بلدية رفح صبحي أبو رضوان، عن اعتراضه لقرار إزالة منطقة السوافي، مُشددًا على أن بقائها أفضل من إزالتها، كونها منطقة طبيعية، شكلت في السنوات الأخيرة مُتنفسًا للسكان بُحكم شكلها وموقعها وطبيعتها.

ولفت أبو رضوان لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، إلى أن سلطة الأراضي ستحول المكان لمشروع إسكاني للموظفين، دون أن يتم التنسيق معهم في ذلك؛ مؤكدًا أنهم أعلنوا هذه المنطقة سابقًا "محمية طبيعية"، والبلدية بصدد إقامة مشاريع بها، وترتيبها، لإراحة الناس.

عدد الزوار 12500، أضيف بواسطة/ عبد الله إبراهيم الفرا