خطة "تنظيم وسط البلد" تثير حفيظة سائقي خان يونس

أثارت خطة "تنظيم وسط البلد" التي بدأت بلدية محافظة خان يونس بتطبيقها، منذ أيام، حفيظة شريحة كبيرة من السائقين والناس، لعدم رضاهم عن تلك الخطة، الرامية لنقل جميع مواقف/كراجات السيارات لخارج البلد، منعًا للازدحام وتوسعةً للبلد.

تلك الخطة التي بدأت بنقل كراج/ موقف سيارات البلدات الشرقية لمحافظة خان يونس "خزاعة، بني سهيلا، عبسان الصغيرة والكبيرة"، من وسط البلد، لمحيط دوار أبو حميد "منطقة السكة"، أثارت غضب السائقين والركاب في، لبُعد المسافة عن مركز التسوق.

وأحتج السائقون أمام مبنى بلدية خان يونس، في اليوم التالي لتنفيذ القرار، الذي أكدوا أنه غير مُجدي ويضر بهم، مُطالبين بإرجاعهم للمكان القديم وسط البلد قرب مبنى القلعة، أو توفير حل بديل يجعلهم قريبين من مركز التسوق؛ فيما أبدت البلدية تعاطيٍ ما مطالبهم، من خلال وضع مقترحًا مؤقتًا لحين الحل النهائي.

ويتضمن مُقترح البلدية المؤقت لحين الانتهاء من إقامة كراج كبير شامل للمحافظة، بوضع محطة انتظار تتسع لست سيارات قرب مفترق مسجد أهل السنة الذي يبعد عن الكراج القديم حوالي 300متر وسط البلد، بحيث تقوم تلك السيارات بالتحمل، وتليها ست أخرى، وهكذا؛ قوبل ذلك برضا البعض والبعض الأخر ما زال مُمتعضًا.

امتعاض واستياء

السائق، محمد أبو طعيمة يقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "تفاجأت بقرار نقل الكراج، عند التوجه له في الصباح كالعادة، فوجدناه مُغلق بقضبان حديدة، وأنه تم نقله لمنطقة دوار أبو حميد من وسط البلد، ما جعلنا نستاء على الفور من ذلك القرار، والتوجه لمبنى بلدية خان يونس للاحتجاج".

ويضيف أبو طعيمة "إن الكراج الجديد يُشكل لهم أزمة كبيرة في العمل وتحصيل الرزق، لبُعده عن مركز المحافظة، الذي توجد بداخله المحال التجارية والبسطات، لكن الجديد بعيد عن تلك المحال والبسطات، ما يزيد عن معاناة المواطن في الوصول له، وقامت البلدية بعمل خطة انتظار وسط البلد قرب دوار مسجد أهل السنة ولم نقبل به".

ويتابع "الكراج الجديد يبعد عن القديم حوالي 800 متر، هذا المسافة على الركاب قطعها مشيًا على الأقدام، أو دفع مواصلة أخرى، وفي كلتا الحالتين تُشكل عبء على المواطن، والسائق في ذات الوقت، الذي ينتظر داخل الكراج ساعة أو أقل وربما أكثر أو في محطة الانتظار كذلك حتى يتمكن من تحميل السيارة بالركاب".

ويستطرد "إلى أن الحل الذي وضعته البلدية الذي يتمحور حول وضع محطة انتظار لخمس سيارات وهكذا قرب دوار أهل السنة، الكثير غير راضين عنه، كما أن الكراج الجديد ضيق، ولا يتسع لعشر سيارات، بينما البلدية تقوم أنه يتسع لحوالي 60 سيارة".

ويلفت أبو طعيمة إلى أن الكراج القديم كان يتسع لحوالي 40 سيارة وأكثر، من أصل أكثر من 150 سيارة تعمل على خط الشرقية؛ كما أن الكراج الجديد بداخله بسطات لبيع الخردة والأدوات المستخدمة، ويوم الأربعاء يتحول لجزء من السوق الأسبوعي، ولا نتمكن من دخوله، مُطالبًا بحل جذري وفوري وسريع للكراج.

ويتفق السائق وليد الدغمة الذي يعمل منذ عشر سنوات على سيارته مع نظيره أبو طعيمة، فهو الأخر يؤكد لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، أن الكراج الجديد غير مناسب شكلاً ومكانًا ومساحةً، ما يُحتم العودة للكراج القديم، لأن ذلك يقطع رزقهم "كما يقول".

ويُشير إلى أن الكراج بعيد عن كبار السن والمرضى، والنساء والأطفال، ومن يأتون من مجمع ناصر أو مناطق جنوب وغرب خان يونس، وينزلون في كراج رفح الذي يبعد حوالي 1كم، مُطالبًا البلدية بالعدول عن قرارها، ومراعاة ظروف المعيشية، والنظر في القرار مُجددًا، ومراعاة مطالبهم ومصلحة المواطن.

البلدية توضح

بدوره، قال مدير مكتب رئيس بلدية خان يونس سعد عاشور لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : إنّ "البلدية بدأت خطةً تحت عنوان (تنظيم مركز المدينة)، تبدأ بإزالة البسطات العشوائية، ومن ثم جميع الكراجات، وبعدها إزالة بعض المحال التابعة للبلدية وسط المحافظة".

وأوضح عاشور إلى أنه جرى نقل البسطات العشوائية من وسط البلد لمنطقة السكة قبل أشهر، والانتهاء بالكامل من هذه المشكلة؛ تلاها البدء بإزالة الكراجات من وسط المدينة، أولها كراج البلدات الشرقية، الذي يعد أكبر الكراجات، ويُشكل أزمة مرورية وازدحام شديد وسط البلد".

وأشار إلى أنه جرى نقل كراج الشرقية لمنطقة دوار أبو حميد بشكل مؤقت، وهو يتسع لحوالي 60 سيارة، بدلاً من السابق الذي لا يتسع سوى لحوالي 40؛ لحين نقلهم للكراج الدائم والرئيس لكافة المحافظة بجوار بلدية خان يونس، والذي سيتم تدشينه في المُستقبل".

وبين عاشور أن الاحتجاج الذي قام به سائقوا البلدات الشرقية والسكان، تم معالجته من خلال لقاء تشاوري توضيحي للخطة الجديدة، جرى إقناعهم والتوافق على وضع محطة انتظار تتسع لخمس سيارات قرب (دوار السنية) بحيث تكون بمثابة نقل للركاب، وعدم جعلهم يقطعون مسافات طويلة وهم يحملون سلع، بعد أن اقترح السائقون شارع الكراجات، تم رفضه من قبل المرور لعدم ملائمته لوجود مجمعات طبية وعيادات..".

وشدد على أن عملية نقل كراج الشرقية سيليه نقل كراج القرارة والسطر والبحر والجامعات..، بشكل متتابع، ويتم الانتهاء من عملية النقل في غضون أسبوعين لأماكن بديلة، تم تحديدها، وهناك ما نسبته 90% أنها ملائمة، رافضًا الكشف عنها عبر وسائل الإعلام، لحين الانتهاء بالكامل من كافة الترتيبات".

ولفت عاشور إلى وجود قرار بإزالة نحو "9 محال تجارية" تتبع لبلدية خان يونس، من وسط البلد، بجوار كراج الشرقية السابق، وستبقى المنطقة فارغة كمتنفس للناس، ومن الممكن أن يتم إنشاء متنزه بها مُستقبلاً، لكن في الوقع الحالي على الأرجح ستزرع بها الأشجار؛ وفيما يخُص كراج رفح يبقى كما هو لعدم وجود بديلاً له، وعدم تشكيله ضغط على مركز المحافظة.

ونوه عاشور إلى أن تلك العملية تم من خلال دراسة مسبقة وتشاور مع المجتمع المحلي، ومشاركة كافة الجهات المُختصة، بما فيها شرطة المرور، والمحافظ، وجرى تعديل على الخطة بعد الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التي قُدمت عليها؛ مُشيرًا إلى أن تطبيق الخطة سيُتيح مجالاً أكثر في وسط البلد للتنقل وحرية الحركة، وضمان حركة انسيابية للسيارات في الكراج الجديد.

عدد الزوار 14669، أضيف بواسطة/ عبد الله إبراهيم الفرا