إسرائيل تفاضل بين خلفاء الرئيس عباس المحتملين

قال الجنرال الإسرائيلي موشيه إلعاد إن التقدير الإسرائيلي لورثة رئيس دولة فلسطين محمود عباس يتراوح بين الجيد والسيئ والأقل سوءا، وهم ماجد فرج ومروان البرغوثي ومحمد دحلان.
 
وأضاف إلعاد -في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت- وأعاد نشره الجزيرة نت أن عباس يمكن أن يبقى رئيسا إلى الأبد دون أن يزعجه أحد، فهو يبدو مع أبنائه الأكثر ثراء بين الساسة الفلسطينيين، وسياسته الخارجية مقبولة في ثلثي دول العالم، ولا يرى أنه مضطر لتقديم تنازلات، ولا يجد نفسه مطالبا بدفع أثمان مع إسرائيل مقابل الوصول إلى ترتيبات لاتفاق سلام محتمل.
 
ويبدو أن ما يعني أبو مازن -ابن الـ81 عاما الذي يكمل 12 عاما في الحكم- ليس إنعاش الوضع الاقتصادي للفلسطينيين، وإنما استمرار الدعم الدولي للسلطة الفلسطينية، حتى دون التوصل إلى حل سياسي مع إسرائيل، ويبقى همه الأساسي الذي يراوده هو منع خصومه وأعدائه من الاقتراب من كرسي الرئاسة.
 
وأوضح إلعاد -المحاضر في الكلية الأكاديمية بالجليل الغربي- أن المرشحين الثلاثة فرج والبرغوثي ودحلان أصحاب الحظوظ الأساسية في الفوز بمنصب الرئاسة المستقبلي خلفا لعباس، ولا يبدو أن مرشحين آخرين لديهم فرص مماثلة مثل صائب عريقات أو جبريل الرجوب.
 
ويبدو أن فرج صاحب حظوظ كبيرة في ظل أنه مقبول من الإسرائيليين لأنه يحارب حركتي حماسوالجهاد الإسلامي، ويبدو في نظرهما متعاونا مع إسرائيل.
 
كما أن الإدارة الأميركية راضية عنه بفعل تعاونه مع "سي.آي.أي" لملاحقته المجموعات المسلحة المعادية لأميركا، ويعتبر من الحلقة الضيقة لعباس، ويظهر دعمه له في معظم المحافل، لكنه يفتقر للدعم الشعبي الفلسطيني المعادي له.
 
ويضيف الكاتب أن فرج عمل مع الجنرال الأميركي كيث دايتون الذي أشرف على تدريب وتأهيل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ولكن حتى لو تسنى له الصعود لموقع الرئاسة الفلسطينية، فسيكون صعبا عليه التوصل لاتفاق سياسي مع إسرائيل لأنه لا يحظى بدعم الشارع الفلسطيني.
 
ويعود الكاتب للقول إن المرشح الذي يتمتع بهذه الشعبية الجماهيرية هو البرغوثي، فهو يستطيع أن يوجه الرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية إلى الوجهة التي يريدها، سواء مواجهة مفتوحة مع إسرائيل أو اتفاق سلام، لكن خيار انتخاب البرغوثي رئيسا يبدو في نظر إسرائيل "سيئا".
 
ويصل إلعاد إلى القول "بين الخيار الجيد لفرج والسيئ للبرغوثي، يوجد دحلان الأقل سوءا والذي تحول بفضل علاقاته الخليجية إلى مليونير، فهو مقبول بالولايات المتحدة منذ أيام الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ومرضي عنه من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبالتأكيد من قبل دول الخليج العربي".
 
لكن ذلك يطرح السؤال "هل يستطيع دحلان التوقيع على اتفاق سلام مؤقت مع إسرائيل في حال ممارسة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ضغوطا على الفلسطينيين؟ ويجيب الكاتب "نعم، لأن دحلان هو الأكثر قبولا في عقد سلام مع إسرائيل، مما يتطلب من ترمب أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار".

عدد الزوار 18129، أضيف بواسطة/ عبد الله إبراهيم الفرا