الزراعة البعلية مهددة في غزة

ما زال مئات المزارعين ممن يعتمدون في زراعة أراضيهم على الأمطار فقط لري مزروعاتهم البعلية، ينتظرون بفارغ الصبر هطول أول الغيث، من أجل البدء بنثر البذور في أراضيهم المجهزة.

وانتهى المزارع خالد جابر من تسميد أرضه وحرثها، واشترى بذور الشعير، ويترقب منذ أكثر من 50 يوم هطول الأمطار لنثر الحبوب في الأرض.

وبدأت مشاعر القلق تساور جابر وغيره من المزارعين، مع استمرار انحباس الأمطار، رغم اقترابنا من شهر كانون الأول، خاصة محاصيل القمح والشعير والبازيلا، ويكثر زراعتها شرق مدينتي خان يونس ورفح.

وأكد جابر أنه كان من المفترض أن يزرع أرضه بمحصول الشعير بعد النصف الثاني من شهر تشرين الأول، ومنذ ذلك الحين حرث أرضه وجهزها، ولازال ينتظر هطول الأمطار.

وأوضح جابر أن الموسم أوشك على الانتهاء، فأوائل شهر كانون أول المقبل يعتبر آخر فرصة لزراعة المحاصيل المذكورة، بعدها قد تصبح فرصة نجاح الزراعة ضعيفة.

وأشار إلى أنه يفكر بري الأرض لمرة واحدة، ومن ثم يقوم بزراعة المحصول، وبعدها ينتظر هطول الأمطار، لكن هذا سيكلفه كميات كبيرة من المياه، وقد يتأخر المطر أكثر، فتموت الأشتال الصغيرة، لاسيما وأنها تحتاج لري متعاقب في أول أسابيع عمرها.

ونوه جابر إلى أنه منذ أكثر من عشر سنوات، لم يمر عام أسوا من العام الحالي من حيث تأخر الأمطار واستمرار انحباسها لشهرين متتاليين، وفق ما نشر في "أيام الاقتصاد" (الصفحة الاقتصادية لجريدة الأيام)، في عددها الصادر اليوم.

وكان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية سماحة الشيخ محمد حسين، دعا المواطنين لإقامة صلاة الاستسقاء في ربوع البلاد، تأسيا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يتضرع الناس إلى الله كي ينزل الغيث.

أما المواطن خالد عبد الله، أنه فأكد أنه وغيره من المزارعين، انتهوا منذ أكثر من أسبوعين من زراعة أراضيهم ببذور البازيلا البعلية، وهي في الغالب إما تروى مرة أو مرتين حتى تنبت، وتعتمد في باقي حياتها على مياه الأمطار.

ونوه إلى أن استمرار انحباس المطر شكل لهم معضلة غير متوقعة، وهذا أرهقهم خاصة مع استمرار ارتفاع حرارة الجو، ما يجعلهم يروون الأرض بالمياه مرة كل أسبوع على الأقل، ورغم ذلك الأشتال ضعيفة ونموها بطيء، وقد تموت في حال استمر انحباس الأمطار مدة أطول.

وأكد عبد الله أن الناس تصلي الاستسقاء والمزارعين يتضرعون إلى الله كي ينزل الغيث، من أجل إنقاذ الموسم الزراعي الشتوي الذي بات مهدداً.

وتشتهر مناطق شرق محافظتي خان يونس ورفح، في كل شتاء بزراعة مئات الدونمات من الشعير والبازيلا البعلية، التي أعطت في العام الماضي إنتاج وفير، نظراً لهطول الأمطار بغزاة طوال فصل الشتاء.

ولم تقتصر المعاناة على مزارعي الخضروات البعلية، فحتى من زرعوا أراضيهم بخضروات مروية مثل الكرنب والبطاطا والبصل والثوم، يعانون جراء شح الأمطار واستمرار انحباسها.

ويقول أحدهم ويدعى محمود موسى، إن ري محصول البطاطا يكلفه مبالغ كبيرة، فهو يرويه ما بين مرتين إلى ثلاثة أسبوعياً، وأحيانا أكثر حسب ارتفاع درجة الحرارة، ويشتري الكوب الواحد من الماء من بئر مجاور مقابل 1,5 شيكل، وهذا أمر مرهق.

وأكد أن انحباس الإمطار وتكون الضباب في الصباح الباكر أسهم في تسارع نمو وانتشار الحشرات والآفات الحقلية الضارية، وهذا يتطلب شراء مبيدات ورشها، وكل ذلك يشكل أعباء مادية على المزارع.

وأشار موسى إلى أن حل كل هذه المشاكل يكون بهطول غزير ومتواصل للأمطار، لري المحاصيل وقتل الحشرات الضارة، وإراحة المزارعين من المعاناة.

عدد الزوار 17569، أضيف بواسطة/ عبد الله إبراهيم الفرا