استشهاد أيمن قبل أكثر من سنتين في الحرب الأخيرة على غزة لم يمر بشكل سهلٍ على والدته؛ فهو لم يترك شيئًا أكثر طيبًا من حفظه للقرآن الكريم، والتي آثرت أن تحفظ ذِكراه بحفظه كذلك.
فطول عمر عقود أم محمد الناعوق الست، وقضائها أكثر من 18 شهرًا في حفظ القران، كان "أقل ما يمكن تقديمه لأيمن".لكن الأم المكلومة بفقدان ولدها لم تكن أول من قرر الاحتفاظ بذكريات أيمن، فشقيقاته الأربع وشقيه الأصغر اتخذوا ذات القرار قبلها بحفظ القرآن كاملاً.
وكانت عائلة الشهيد الناعوق ضمن 1300 شخصٍ آخر ممن كرموا قبل أيام لحفظ القرآن في بلدة دير البلح وسط قطاع غزة.
تقول والدة أيمن : "شعرت بالغبطة تجاه بناتي، فأنا أمهن ولطالما كنت قدوةً لهن، فقررت الحفظ رغم الصعوبة التي واجهتها، لكن ذكرياتي الجميلة مع أيمن كانت تزيد من دافعي للحفظ".
وتضيف: "لم أجد حرجًا يومًا في أن أتوسط الفتيات الصغيرات اللاتي كنَ يحضرن حلقات التحفيظ، فلا كبير على العلم".وتسعى الناعوق قريبًا لنيل السند المتصل عن النبي الأكرم والتعمق في أحكام القرآن وتلاوته وثبيت الحفظ.
وفاءً للشهيد
أما أحمد، الشقيق الأصغر في العائلة الحافظة فيقول إن حفظ القرآن والالتزام بحلقات التحفيظ أصبح عادة حسنة داخل العائلة نسير على خطاها منذ الطفولة.ويضيف "حفظي للقرآن كان بتشجيع من أخي الشهيد. كنا نلتزم بحلقاته معًا حتى أنهى أخي الشهيد حفظه، وكنت أنهيت نصفه في ذلك الحين، وأكملته وفاءً له".
يشار إلى أن غزة تخرج سنويًا ما يزيد عن 3 آلاف حافظ جديد لكتاب الله، فيما تعمل مخيمات "تاج الوقار" على تخريج حفاظ من ثماني سنوات على التوالي.وكان رئيس مجلس إدارة دار الكتاب والسنة النائب عبد الرحمن الجمل قال العام الماضي إن عدد الملتزمين بمخيمات التحفيظ في القطاع فاق الـ 35 ألفًا.
عدد الزوار 16448،
أضيف بواسطة/
عبد الله إبراهيم الفرا