حلبة وحيدة بإمكانيات ضعيفة تحتضن طموحات ملاكمي قطاع غزة

تحتضن حلبة ملاكمة وحيدة وبإمكانيات ضعيفة في قطاع غزة أحلام عدد من الشبان يطمحون إلى المنافسة في البطولات الدولية ويتدربون في سبيل ذلك بشكل دوري.

ويتبادل هؤلاء الضربات خلال تدريباتهم ويسعون جاهدين لتنفيذ تعليمات مدربهم أملا في تطوير إمكانياتهم على الرغم مما تعتريه مسيرتهم من مصاعب وقيود.

ويبرز لاعب الملاكمة عبد الرحمن الخالدي (27 عاما) حلمه بأن يمثل بلاده فلسطين في بطولات دولية وأن ينافس بكل قوته لتحقيق الانتصارات حتى وإن بدا تحقيق ذلك أمر صعب المنال.

ويقول الخالدي لوكالة أنباء "شينخوا" الصينية، إنه يمارس رياضة الملاكمة منذ ثمانية أعوام وقد جذبته نظرا لحدة التنافس فيها وشهرتها عالميا ولأنها تناسب شغفه بالرياضة وحب المنافسة.

ورغم تتويجه بعدة بطولات ودورات محلية في غزة، إلا أن الخالدي لم تتح له حتى الآن فرصة السفر للانخراط في معسكرات أو المشاركة في بطولات خارجية وهو ما يعتبره العائق الأكبر أمام تطوير إمكانياته.

ويضيف وقد أنهى للتو فقرة تدريب بقفازي الملاكمة "نحن رياضيون لا شأن لنا في السياسة، لكن للأسف يتم الوقوف أمام مستقبلنا وطموحاتنا بمنعنا من السفر وصقل مواهبنا لإثبات أنفسنا ككل رياضي العالم".

ويبدو فقر إمكانيات التدريب ظاهرا للعيان على هامش تدريبات الشبان في نادي (النصر العربي) وسط مدينة غزة حيث تتواجد حلبة الملاكمة الوحيدة في القطاع الساحلي.

وبعد إجراء تدريبات إحماء متنوعة للعضلات، ينتهج اللاعبون مبدأ التناوب في الصعود إلى الحلبة والتنافس في مباريات ودية لا تستغرق بالعادة أكثر من 15 دقيقة لإتاحة المجال لأقرانهم.

وليست ساحة اللعب وحدها ما يتم التناوب عليها، إذ حتى الأدوات والقفازات وغيرها من المستلزمات الأساسية يتم تبادلها بين اللاعبين وهو ما يستهلك المزيد من الوقت.

ويقول مدرب الملاكمة المحلي أسامة أيوب ل"شينخوا"، إن ضعف الإمكانيات المتاحة أمام ممارسة رياضة الملاكمة في قطاع غزة "يضعف الاحتكاك الحاصل ويحد من تطوير ونشر اللعبة".

ويؤكد أيوب وهو في منتصف الثلاثينات من عمره، أن مئات الشبان ينجذبون لممارسة رياضة الملاكمة إلا أن نقص الإمكانيات والاقتصار على حلبة واحدة فقط في مكان معين في غزة يمنعهم من ذلك.

ويشتكى المدرب من إهمال رسمي في توفير مستلزمات ممارسة رياضة الملاكمة وجذب الفتية لها، كما أنه يصب جام غضبه على الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وإغلاق معابره.

ويقول أيوب، إن عددا من الملاكمين في غزة مؤهلون للتنافس في أقوى البطولات الخارجية "إلا أن سنوات تدريبهم وتجهيزهم تضيع سدى بسبب حرمانهم من فرص المشاركة في معسكرات خارجية وبطولات دولية".

وقبل نحو عامين أحرز لاعب الملاكمة من غزة أحمد حرارة الميدالية البرونزية في إحدى البطولات العربية التي أقيمت في المغرب، لكن منذ ذلك الوقت لم يتمكن أي لاعب من غزة من المشاركة في بطولة خارجية.

وتعد الملاكمة من أقدم أنواع الرياضة الممارسة في الأراضي الفلسطينية خاصة في قطاع غزة إلا أن تطورها ظل يجابه بمصاعب حادة تتعلق أساسا بالإمكانيات الفنية.

والاتحاد الفلسطيني للملاكمة عضو في الاتحاد الدولي للملاكمة منذ عام 1964، كما نال في العام 1972 عضوية الاتحاد الآسيوي للعبة.

وفي أغسطس الماضي نظم الاتحاد الفلسطيني للملاكمة في غزة بطولة ودية حملت اسم (الملاكم العالمي محمد علي كلاي) وجذبت مشاركة 60 لاعبا من أنحاء متفرقة من القطاع.

ويقول نائب رئيس اتحاد الملاكمة في غزة علي الشافي، إن "نقص الإمكانيات لم تمنع أن يخرج من الحلبة الوحيدة في غزة لاعبون مؤهلون لخوض منافسات عربية ودولية".

ويضيف الشافي ل"شينخوا" "للأسف فإن حصار غزة والإغلاق شبه الدائم للمعابر أضاع الكثير من الفرص على لاعبي الملاكمة لدينا في التنافس في البطولات الخارجية وتطوير إمكانياتهم".

ويشير إلى أن واقع ضعف الإمكانيات أمام ممارسة الملاكمة قيد تطورها خاصة الصعوبات المالية أمام توفير المستلزمات الفنية ونشر ثقافتها في صفوف الفتية والشبان الراغبين بممارستها.

ويشدد الشافي، على حاجة الملاكمة كما كل أنواع الرياضة في قطاع غزة للدعم والتطوير وإتاحة المجال أمام ممارسيها للمشاركة في بطولات خارجية لتنمية طاقاتهم بدلا من تركهم لمصير مجهول.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا يتضمن قيودا على تنقل الأفراد والبضائع على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة.

كما يعاني معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر من إغلاق شبه مستمر واقتصار عمله على عدد محدود من الأيام وبفترات متباعدة لسفر الحالات الإنسانية منذ صيف عام 2013 إثر توتر العلاقات بين القاهرة وحماس.

عدد الزوار 22065، أضيف بواسطة/ عبد الله إبراهيم الفرا